الجمعة 2020/06/19

دول غربية تؤيد رفض كابل الإفراج عن سجناء طالبان “الخطرين”

قالت خمسة مصادر لوكالة رويترز إن الدول الغربية الكبرى تؤيد رفض الحكومة الأفغانية إطلاق سراح مئات السجناء المتهمين بارتكاب بعض من أعنف الهجمات في أفغانستان، رغم أنه شرط وضعته حركة طالبان لبدء مفاوضات السلام.

وتمثل قضية سجناء طالبان الخطرين العقبة الأخيرة التي يُتوقع أن يفضي حلها إلى دخول سريع في مفاوضات سلام بين القوى الأفغانية، على أمل إسدال الستار على حرب مستمرة منذ أكثر من 18 عاما.

وبشأن قائمة السجناء الذين تطالب طالبان بالإفراج عنهم، قال دبلوماسي أوروبي كبير "وردت بالقائمة (أسماء) بعض مقاتلي طالبان الخطرين.. إطلاق سراحهم تجاوز للخط الأحمر بكل ما تحمله الكلمة من معنى".

هجمات كبيرة

وأضاف الدبلوماسي أن "بعض أعضاء حلف شمال الأطلسي يشعرون بانزعاج شديد من (فكرة) تأييد الإفراج عن مقاتلي طالبان الذين خططوا ودبروا لهجمات انتحارية كبيرة استهدفت مجموعات الأقليات والمغتربين".

وأوضح مصدران أن من هؤلاء السجناء الخطرين مجموعة شاركت في هجمات قرب السفارة الألمانية بالعاصمة كابل عام 2017، وأودت بحياة أكثر من 150 شخصا.

وينص اتفاق الدوحة المبرم بين واشنطن وطالبان نهاية فبراير/شباط الماضي في قطر على إطلاق 5000 من سجناء طالبان، مقابل نحو 1000 سجين من القوات الحكومية.

موقف الطرفين

وبينما تصر طالبان على كافة سجنائها الواردة أسماؤهم في اللائحة التي تقدمت بها، تقول الحكومة الأفغانية إنها لن تفرج عن السجناء الذين تورطوا في قتل الأفغان. وفي أبريل/نيسان الماضي، صرح عضو فريق التفاوض الحكومي متين بيك للصحفيين بأن "طالبان طالبت بالإفراج عن 15 من قياداتها"، مضيفا "لا يمكننا الإفراج عن قتلة شعبنا".

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني أفغاني ومصدر دبلوماسي أن الولايات المتحدة عبرت أيضا عن تحفظاتها بشأن الإفراج عن بعض من أفراد هذه المجموعة الذين يعارض حلف الناتو والحكومة الأفغانية إطلاق سراحهم.

وقالت مصادر رويترز -التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لحساسية القضية- إنه في حال إطلاق سراح جميع السجناء بمن فيهم المتهمون بقتل أعداد كبيرة من المدنيين، فإن ذلك سيعطي انطباعا بأن لحركة طالبان اليد العليا على الحكومة أثناء المفاوضات المرتقبة.

وكان الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد قال أمس الخميس إن الحركة تصر على الإفراج عن كافة سجنائها 5000، حتى يمكن البدء في المفاوضات مع حكومة كابل.

وأفرجت سلطات كابل في الأسابيع القليلة الماضية عن 3000 من سجناء طالبان، بينما أطلقت الحركة سراح المئات من سجناء القوات الأفغانية.