السبت 2020/03/28

دولة أوروبية تكسر “قاعدة كورونا” في القارة العجوز

على الرغم من أن أوروبا باتت البؤرة الأولى لانتشار فيروس كورونا، وتجاوز أعداد الوفيات فيها حاجز الـ20 ألفاً، إلا أن إحدى دولها باتت تشكل استثناءً حقيقياً بالقارة العجوز.

تستمر كرة القدم في بيلاروسيا بشكل طبيعي، المطاعم تستقبل الزبائن، ورئيس البلاد يصف فيروس كورونا المستجد بانه "هوس".

تشكل بيلاروسيا استثناء في قارة أوروبا حيث ترفض السلطات وقف الحياة الطبيعية في البلاد من أجل تفادي تفشي مرض “كوفيد-19”.

لم تسجل في بيلاروسيا، إحدى الجمهوريات السوفياتية السابقة التي تقع على أبواب الاتحاد الأوروبي، سوى 88 إصابة بفيروس كورونا من دون أي وفيات.

ومنذ بداية تفشي هذا الوباء رفض رئيس البلاد ألكسندر لوكاشنكو فرض أي حجر صحي على مواطنيه، حتى إنه لم يتردد الأسبوع الماضي بوصف فيروس كورونا بأنه “هوس” مشيرا إلى أن “الهلع” منه هو اكثر خطورة من الفيروس نفسه.

وطالب رئيس البلاد المعروف بمواقفه الصارمة مواطنيه الذين يبلغ عددهم 5ر9 ملايين نسمة إلى مواصلة أعمالهم، الذهاب إلى الحقول وقيادة جراراتهم التي تصنعها بلاده بكثرة، ذلك “لأن الجرار يشفي الجميع” على حد قوله. كما نصح بشرب الفودكا وممارسة الحمام البخاري كأفضل دواء لمحاربة فيروس كورونا.

وقامت بيلاروسيا بإجراءات على مداخل الملاعب من خلال نصب كاميرات حرارية تراقب المتفرجين الوافدين الى المدرجات.

وفجأة وبعد أن كان الدوري البيلاروسي الذي يطلق عليه تسمية “فيسهايا ليغا” باللغة المحلية، لا يستأثر بالأضواء، بات يستقطب الاهتمام في الوقت الحالي ولم تتردد شبكة “ماتش تي في” الروسية في شراء حقوق نقل المباريات، في حين اقترح نجم برشلونة الإسباني وأرسنال الإنكليزي السابق البيلاروسي ألكسندر هليب في الصحف الألمانية الطلب من النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو القدوم للعب في بلاده.

وقال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد البيلاروسي لكرة القدم ألكسندر إليينيك لوكالة فرانس برس: “لقد اتخذنا جميع الاجراءات المطلوبة من وزارة الرياضة. يتعين على جميع الأشخاص الذين يتواصلون مع أنصار الفرق ارتداء القفازات”.

بيد أن تراجع نسبة الحضور بات جلياً حيث تقلصت بنسبة 50 في المئة مقارنة بالموسم الماضي “ما يسمح بتوزيع المتفرجين في مختلف أرجاء الملعب” بحسب إليينيك.

تغيير اللهجة:

لكن منذ الثلاثاء الماضي، بدأت اللهجة تتغير في ما يتعلق بمرض “كوفيد-19”. فبعد اجتماعه بالسفير الصيني، أكد الرئيس البيلاروسي بأن بلاده “تسيطر بشكل جدي” على الوضع في حين بدأت الصحف والشبكات المحلية تتحدث عن الوباء. لكن الجهتين تؤكدان بان الحجر الصحي ليس الحل.

وتبدو العاصمة مينسك أقل هدوءاً في الأيام الأخيرة، حيث دعي الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين إلى البقاء في منازلهم، والتلامذة لعدم الذهاب إلى المدارس. حتى في ساعات الذروة لم تعد القطارات تشهد ازدحاماً كبيراً في حين بدأ معظم موظفي الشركات يعملون من بعد.

بيد أن الحانات المقاهي وأكشاك الصحف ما زالت مفتوحة من دون أي تعليمات معينة تجاه الزبائن.

وتؤكد السلطات سلاسة الإجراءات كون جميع المصابين هم في حجر صحي تام. وقد أكدت وزيرة الصحة أيلينا بوغدان أن جميع حاملي فيروس كورونا المستجد وحتى لو ظهرت عليهم العوارض فهم معزولون في المستشفيات. أما الأشخاص الذين كانوا على تواصل معهم فهم في الحجر الصحي.

وشجبت المعارضة المهمشة تماماً في البلاد "سياسة الدولة المميتة" وقال المعارض ميكولا ستاتكيفيتش في رسالة له عبر شريط فيديو إن “السلطات تقوم باقتصاد ضخم على استحقاقات التقاعد” في إشارة إلى النتائج المدمرة للمرض على المتقدمين في السن حول العالم.

ومن الأسباب الأخرى أيضاً، مواجهة البلاد لصعوبات اقتصادية نظراً للتوتر مع روسيا شريكتها الأساسية.

أما المحلل أرتيوم شرايبمان فيقول: “مع الانكماش العالمي، يبدو الوضع أسوأ بكثير. يبدو أن لوكاشنكو (رئيس بيلاروسيا) قرر بأن وقف الاقتصاد سيكون خطوة انتحارية” بالنسبة إلى البلاد.