الأربعاء 2022/01/26

جنرال إسرائيلي: الخيار الأفضل هو فشل محادثات إيران النووية

مع استمرار المحادثات النووية في فيينا حول المشروع النووي الإيراني، يتواصل الموقف الإسرائيلي الرافض لنجاح هذه المفاوضات، ووضع أولوية مفادها استمرار العقوبات والضغط الدولي على إيران، في ظل وجود تهديد عسكري جاد، وهو سيناريو مفضل على اتفاقية سيتم توقيعها، وستسمح لإيران بالتقدم نحو القنبلة النووية، وهي تحظى بالشرعية الدولية.

من الناحية العملية، تبدو كل الخيارات المطروحة على المحك في المحادثات خطرة على إسرائيل، لأنه لم يعد ممكنا التوصل إلى اتفاق "جيد"، وفق الرؤية الإسرائيلية، وبات صعبا عرقلة طريق إيران نحو تحقيق قدرتها على امتلاك أسلحتها النووية، وموقف الولايات المتحدة بالعودة للاتفاق النووي السابق دون تغيير، يعتبر خيارا خطيرا على إسرائيل، لأنه سيمهد الطريق لإيران لتحقيق القدرة على إنتاج كمية كبيرة من القنابل الذرية في أقل من عقد من الزمن.

الجنرال يوسي كوبرفاسر الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، ذكر في مقاله على موقع القناة 12، ترجمته "عربي21" أن "دخول إيران للنادي النووي سيكون دون إشراف فعلي على عملياتها، ودون الحد من جهودها لتطوير صواريخ ستستخدم لحمل قنابل ذرية، مما يمثل إشكالية أمام إسرائيل، لأنه من المستحيل حرمان إيران من المعرفة والخبرة التي اكتسبتها بالفعل فيما يتعلق بتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وتخصيب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ يبلغ 60٪، ولإنتاج اليورانيوم المعدني".

وأضاف أن "العودة للاتفاق النووي السابق سينتهك حرية إسرائيل في العمل لنسف التقدم النووي الإيراني، ورغم أنها توضح أنها لن تلتزم باتفاقية ليست طرفًا فيها، فإن العلاقات مع الولايات المتحدة ستجبرها على كبح أفعالها، مما سيجعل من استمرار العقوبات المفروضة أكثر الخيارات جدية بالنسبة لإسرائيل من الخيار الذي تفضله الولايات المتحدة، لأنه يعتبر خطرًا على إسرائيل والدول العربية من المعسكر البراغماتي في الشرق الأوسط".

 

لم يعد سراً أن الخيار المفضل لدولة الاحتلال هو فشل المحادثات النووية، لأنه سيحث خطى إيران في محاولة الاستمرار بالتقدم نحو القدرة على إنتاج عدد محدود من القنابل النووية، لكن وقوعها تحت تهديد العمل العسكري الإسرائيلي أو الأمريكي، وتحت ضغوط اقتصادية قد تزيد من عدم استقرارها الداخلي، مع العلم أن أي اتفاق جديد قد يعقد رغم أنف إسرائيل مهم أن يتضمن مزيدا من القيود على البرنامج النووي الإيراني، وتفكيك منشأة بيردو النووية تحت الأرض، المخصصة للأغراض العسكرية، وتقييد تطوير الصواريخ.

في الوقت ذاته، تزعم إسرائيل في مباحثاتها مع الدول الغربية أنه لا يوجد مبرر لرفع العقوبات عن إيران، لأنه سيمهد الطريق أمامها لتحقيق القدرة على إنتاج ترسانة نووية، مما يعني وفق التقدير الإسرائيلي أن منع إيران من حيازة الأسلحة النووية أمر ممكن وحاسم، وقد ثبت أن خطة العمل الشاملة المشتركة لا تسمح للنظام الإيراني بالتقدم إلى الصميم، وكبح نفوذه الإقليمي بدلاً من توسعه.

في ضوء كل هذا، تدعو الأوساط العسكرية والأمنية الإسرائيلية دوائر صنع القرار السياسي لمواصلة جهودها لتحذير المنظومة الغربية من السماح لإيران بالوصول إلى القدرة على إنتاج عدد من القنابل الذرية، لأنها في هذه الحالة ستجعل إمكانية العودة للاتفاقية الأصلية ليست ذات صلة.

التقديرات الإسرائيلية تكاد تجمع أن الوقت ينفد لصالح إيران، واكتسابها القدرة على إنتاج أسلحة نووية، مما قد يستدعي من الولايات المتحدة زيادة الضغط على طهران، بما في ذلك وضع تهديد حقيقي في العمل العسكري، وفي الوقت نفسه، تسريع إسرائيل لاستعداداتها لتطوير قدراتها لتحييد البرنامج النووي الإيراني، والتعامل مع ردود الفعل المتوقعة على مثل هذه الخطوة.