الثلاثاء 2020/10/20

تنظيم الدولة.. لماذا أصبح قويا في أفريقيا بعد هزيمته الساحقة في سوريا والعراق؟

أوضح خبراء في الإرهاب أن تنظيم الدولة يتمدد بصورة قوية في أنحاء مختلفة من القارة الأفريقية، وذلك رغم الضربات الموجعة والقاسية التي تلقاها ذلك التنظيم في سوريا والعراق حيث كان مركز ثقله الأساسي.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن روبرت ريتشر ، نائب مدير العمليات في وكالة المخابرات المركزية خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش ، قوله أن"داعش لم ينتهي".

وأضاف: " لقد دمرنا دولة خلافة داعش ، لكنها ظهرت الآن في أماكن عديدة في غضون ذلك ، لم يعد التحالف العالمي لمحاربة تنظيم الدولة موجودًا بالفعل".

وفي نفس السياق، أكدت دراسة نشرت في مجلة "CTC Sentinel" أن الأشهر الثمانية عشر التي انقضت منذ سقوط آخر معقل للتنظيم في سوريا، شهدت نموا لفروع التنظيم في أفريقيا وتحقيق مكاسب هائلة في السيطرة على الأراضي وجذب مزيد من المجندين، بالإضافة إلى تطور ملحوظ في قوتها النارية.

ونوه تشارلي وينتر ، الباحث البارز في المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة القاهرة ، "إلى أن داعش استعاض عن سياسة المواجهة المباشرة والسيطرة على الأراضي بقيام عدد كبير من المقاتلين بمهاجمة أعداد كبيرة من الجنود باستخدام أسلحة من عيار مماثل أو أكبر..وهم بذلك أظهروا قدرة جيدة على المناورة".

وعن التنافس بين تنظيم الدولة والقاعدة على الأرض والسيطرة في أفريقيا، قال مصدر مسؤول عن مكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا لصحيفة "واشنطن بوست" : "داعش والقاعدة في المنطقة يتقاتلون على سؤال( من يمكن أن يكون الأب الروحي للتطرف في غرب إفريقيا؟)".

وكانت المحللة الإفريقية ياسمين أوبرمان، قد أكد تفي تصريحات لشبكة فوكس نيوز، أن عناصر التنظيم يعتزمون الانتشار من مقاطعة كابو ديلغادو في موزمبيق، إلى جميع الأنحاء في جنوب القارة السمراء ما لم يتم إيقافهم.

وقالت "داعش يسعى للتواجد في جنوب إفريقيا"، وأضافت "داعش بحاجة إلى منصة في المنطقة ليشن منها هجماته، وكابو ديلغادو تقدم تلك الفرصة، ومن ثم أقول إن هناك تهديدًا إقليميًا".

وتعتقد أوبرمان أن جنوب إفريقيا وزيمبابوي وأنغولا وناميبيا كلها في خطر من التنظيم، التي بدأت التمرد قبل ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن المسلحين أحرقوا أكثر من ألف منزل وأصبحت قرى بأكملها خالية بعد فرار السكان.

وتابعت أوبرمان "يتم تخيير سكان المناطق بين الانضمام لداعش أو التعرض للتعذيب والاغتصاب والقتل. تم اختطاف الفتيات الصغيرات، وقال: "بصراحة، إفريقيا تخرج عن نطاق السيطرة".

وفي منتصف الشهر الماضي، سيطر مسلحو التنظيم على جزر بارادايس أو ما تعرف بـ "جزر الفردوس" الواقعة على المحيط الهندي في غرب إفريقيا، وحرقوا الفنادق والفلل الفاخرة على شواطئ الجزيرة، بدعوى فرض الشريعة، وفقا لصحيفة ديلي ميل.