السبت 2020/09/12

تكلفتها قد تصل تريليونات الدولارات.. الولايات المتحدة والصين على أعتاب “حرب تكنولوجية باردة”

تستعد الولايات المتحدة الأميركية لـ "حرب تكنولوجية باردة" مع الصين لن تتوقف أو يتغير مسارها مهما كانت نتائج سباق البيت الأبيض القادم، وفق تقرير من مجلة "فورين أفيرز".

ويقول التقرير إنه بعد ثلاث سنوات ونصف من ولايتها الأولى، قامت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أخيرا بتجميع استراتيجية شاملة للمنافسة التكنولوجية مع الصين.

ومن قطع السلاسل التي تزود عمالقة التكنولوجيا الصينية إلى منع المعاملات معهم وصولا إلى مد الكابلات التي تعتمد عليها الاتصالات تحت سطح البحر، وضعت إدارة ترامب الخطوط العريضة لسياسة التكنولوجيا الأميركية تجاه الصين في المستقبل القريب.

وتقوم هذه السياسة على تقييد تدفق التكنولوجيا إلى الصين، وإعادة هيكلة سلاسل التوريد العالمية، والاستثمار في التكنولوجيات الناشئة في الداخل.

ويستبعد التقرير أن تبتعد أي إدراة أميركية قادمة عن هذه الأسس.

من جانبها، تسابق الصين الزمن لتطوير الموصلات وغيرها من التقنيات الأساسية من أجل الحد من حاجتها لسلاسل التوريد التي تمر عبر الولايات المتحدة.

ولتحقيق هذا الهدف، يحشد قادة الصين شركات التكنولوجيا، ويقوون صلاتهم مع البلدان المشاركة في مبادرة الحزام والطريق الصينية، ويشنون حملة تجسس صناعي إلكتروني.

وتشير المجلة إلى أن ملامح "الحرب التكنولوجية الباردة" أصبحت واضحة، ولكن من سيستفيد منها، يظل سؤالا مفتوحا.

وتوقع التقرير أن تكون الحرب مكلفة، ويقدر تقرير صادر عن "دويتشه بنك" تكاليف حرب التكنولوجيا بأكثر من 3.5 تريليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وكانت الإدارة الأميركية قد أبدت قلقا واضحا بشأن التعديات الصينية على أنظمة التكنولوجيا المحلية، تمثلها فرض عقوبات على شركة "هواوي" واتهامها بالتجسس لصالح الحزب الشيوعي الصيني.، وصدور أمر رئاسي بحظر تطبيق "تيك توك" الصيني في الولايات المتحدة، إن لم تبع شركة "بايت دانس" المالكة للتطبيع عملياتها الأميركية خلال 90 يوما، ويعتبر 20 سبتبر الموعد النهائي لإتمام الأمر.

ويأتي هذا القرار على خلفية التدهور في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، المتنافسين في المجالين الاقتصادي والتكنولوجي والمختلفان في العديد من المواضيع (هونغ كونغ وحقوق الإنسان والتقنيات وأزمة فيروس كورونا بشكل خاص)، إضافة إلى إغلاق القنصلية الصينية في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية بعد اشتباهها بالتجسس لصالح بكين واستغلال تأشيرات السفر المخصصة للطلاب في صالح توظيف عناصر تابعين للجيش داخل الولايات المتحدة.