الأحد 2020/09/13

تفاؤل حذر في ثاني أيام مفاوضات السلام بين كابل وطالبان

أعرب مفاوضو الحكومة الأفغانية، اليوم الأحد، عن "تفاؤل حذر" بشأن إمكانية إحراز أي تقدم في القضايا الشائكة بما في ذلك وقف إطلاق النار خلال محادثات السلام الجارية مع ممثلي حركة طالبان في الدوحة.

وتبدو تحديات "الحوار الأفغاني" كثيرة، بدءاً من إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار ووصولاً إلى تحديد طبيعة النظام والقدرة على تشارك الحكم.

وبعد انطلاق المحادثات السبت في العاصمة القطرية الدوحة، دعت الحكومة الأفغانية وحلفاؤها بما في ذلك الولايات المتحدة إلى وقف إطلاق النار.

لكن حركة طالبان التي خاضت حرب عصابات ضد الطرفين منذ إجبارها على التنحي عن السلطة في العام 2001، لم تذكر الهدنة عندما جلس مفاوضوها إلى طاولة الحوار.

وقال المسؤول الحكومي المكلّف بالإشراف على عملية السلام عبد الله عبد الله في مقابلة مع وكالة فرانس برس إنه "من الممكن" أن توافق طالبان على وقف إطلاق النار مقابل عملية إطلاق سراح جديدة لسجناء من عناصر الحركة. وأشار إلى أن "الأمر متروك لفريق المفاوضين للعثور على العناصر التي يمكن أن تساعدنا في اغتنام الفرصة".

وقال عبد الله للصحفيين الأحد: "يجب في البداية أن يكون هناك خفض كبير للعنف ثم وقف إطلاق نار لأسباب إنسانية يليه وقف دائم لإطلاق النار على مستوى البلاد".

وبحسب عبد الله فإن المحادثات يجب أن تستمر "بروح التحرك نحو السلام".

وقالت الحكومة الأفغانية على تويتر إن "الاجتماع الأول بين مجموعتي الاتصال لفريقي التفاوض عقد (الأحد)".

وأضافت في تغريدتها أنه تمت مناقشة جداول المحادثات ومدوّنة لقواعد السلوك، بدون إعطاء تفاصيل عن الخطوات التالية.

بدوره، أكد الناطق باسم حركة طالبان محمد نعيم بدء المحادثات التقنية.

وكان المفاوضون أقرّوا في الجلسة الافتتاحية بالعاصمة القطرية بأن المحادثات ستكون طويلة ومعقدة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في كلمته: "سنواجه بلا شك العديد من التحديات في المحادثات خلال الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة. تذكروا أنكم تعملون ليس فقط من أجل هذا الجيل من الأفغان بل ومن أجل الأجيال القادمة أيضاً".

ودعا بومبيو طرفي النزاع "لاستغلال هذه الفرصة" لتحقيق السلام.

في الأثناء، أعرب نادر نادري وهو مفاوض من طرف الحكومة الأفغانية عن أمله في عقد اجتماع وشيك مع مجموعة الاتصال التابعة لطالبان.

وقال لفرانس برس "سيكون هذا ثاني اجتماع عمل بيننا. نحن متحمسون ومستعدون لإنهاء هذه الحرب".

وشدّد المسؤول في الحركة الملا عبد الغني برادر وأحد مؤسسيها أمام المجتمعين على أن أفغانستان يجب أن تكون بلداً مستقلاً بنظام إسلامي، في ما قد يكون نقطة الخلاف الرئيسية خلال المحادثات.

والأحد التقى برادر وعبد الله بشكل منفصل مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لبحث عملية السلام، بحسب مكتب الأمير.

ويرى مراقبون أن حركة طالبان التي رفضت الاعتراف بحكومة الرئيس أشرف غني ستسعى إلى إعادة بناء أفغانستان لتصبح "إمارة" إسلامية، بينما ستعمل حكومة غني على الحفاظ على الوضع الراهن المدعوم من الغرب لجمهورية دستورية كرّست العديد من الحقوق بما في ذلك مزيد من الحريات للمرأة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرشح لولاية ثانية في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر، ضغط باتجاه إنهاء أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة بدأت قبل ما يقرب من 20 عاماً عندما غزت واشنطن أفغانستان.