الأثنين 2018/12/24

تعرف على وزير الدفاع الأميركي الجديد

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد 23 ديسمبر/ كانون الأول 2018، إنه سيقصي وزير الدفاع جيم ماتيس من منصبه قبل شهرين من الموعد المتوقع في خطوة رأى مسؤولون أنها بسبب غضب ترامب من خطاب استقالة ماتيس الذي انتقد فيه سياسات الرئيس الخارجية.

وأعلن ماتيس على نحو مفاجئ يوم الخميس أنه سيترك منصبه اعتبارا من 28 فبراير شباط إثر خلاف مع ترامب حول سياسته الخارجية بما في ذلك قراراته المفاجئة بشأن سحب القوات من سوريا وبدء التخطيط للانسحاب من أفغانستان.

وتعرض ترامب لانتقادات من الجمهوريين والديمقراطيين والحلفاء الدوليين في الأيام القليلة الماضية بسبب تحركاته لإنهاء الوجود الأمريكي في سوريا وأفغانستان على عكس ما يراه مساعدوه والقادة العسكريون.

ونشر ماتيس رسالة استقالة صريحة موجهة إلى ترامب كشفت تنامي الخلافات بينهما وانتقدت ضمنيا عدم تقدير ترامب لأقرب حلفاء الولايات المتحدة الذين قاتلوا إلى جانبها في الصراعين. وقال ماتيس إن ترامب بحاجة إلى وزير دفاع يكون أكثر انحيازا لآرائه.

وعبر ترامب صراحة عن عدم رضاه عن ماتيس مساء أمس السبت بتغريدة قال فيها إن الرئيس السابق باراك أوباما أقاله بشكل «غير مشرف»، وإنه منح الجنرال المتقاعد فرصة ثانية.

وكان أوباما أقال ماتيس من رئاسة القيادة المركزية الأمريكية في عام 2013 بسبب ما اعتبره المسؤولون في ذلك الوقت آراء متشددة بشأن إيران.

وقال مسؤول كبير بالإدارة إن تغريدة ترامب يوم الخميس أمليت لمساعد لنشرها قبل أن يقرأ ترامب استقالة ماتيس.

وقال المسؤول «هذه ليست رسالة الاستقالة التي أعتقد أنه يجب عليك كتابتها». وأضاف أن وزير الخارجية مايك بومبيو أبلغ ماتيس يوم الأحد بأن عليه الرحيل في الأول من يناير كانون الثاني.

وزير الدفاع البديل

وأعلن ترامب على تويتر تعيين باتريك شاناهان نائب وزير الدفاع قائما بأعمال الوزير اعتبارا من أول يناير كانون الثاني، واصفا شاناهان، المسؤول التنفيذي السابق بشركة بوينج، بأنه «موهوب للغاية». وأضاف ترامب «سيكون عظيما».

وبعكس ماتيس لم يخدم وزير الدفاع الجديد شاناهان في الجيش، وقضى معظم حياته العملية في القطاع الخاص.

فهو شغل سابقاً منصب نائب رئيس شركة «بوينغ» لصناعة الطائرات مكلفاً الشؤون اللوجستية والعمليات، كما شغل منصب نائب رئيس ومدير عام أنظمة بوينغ للدفاع الصاروخي.

والى حين يعثر ترامب على وزير دفاع دائم، سيضع شاناهان خطط الانسحاب من سوريا بالإضافة إلى خفض القوات الأميركية في أفغانستان، حيث يخشى المراقبون في الحالتين من ترك مناطق نزاع مكشوفة على مخاطر تزايد سفك الدم المستمر

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترامب شعر باستياء من الاهتمام الذي أحيطت به رسالة استقالة ماتيس.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، «فقط يريد انتقالا سلسا وأسرع. وشعر أن تأجيل ذلك لشهرين إضافيين لن يكون جيدا».

وقال إن من المتوقع أن يختار ترامب مرشحا لمنصب وزير الدفاع في غضون الأسبوعين المقبلين.

وقالت دانا وايت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن ماتيس سيعمل مع شاناهان وقيادة البنتاجون لضمان «استمرار تركيز الوزارة في الدفاع عن الأمة خلال هذه (الفترة) الانتقالية».

وركز شاناهان خلال عمله نائبا لوزير الدفاع على الإصلاح الداخلي للبنتاجون، وقضايا أخرى منها تشكيل قوة فضائية وهو مشروع يؤيده ترامب لكنه يواجه مقاومة من مشرعين ومسؤولين بالبنتاجون.

  انسحاب «بطئ» من سوريا

في إعلان مفاجئ يوم الأربعاء قال ترامب إنه بصدد سحب القوات الأمريكية من سوريا. ومثل هذا القرار تحولا في السياسة الأمريكية بالمنطقة. وفي اليوم التالي أبلغ مسؤولون رويترز بأن الولايات المتحدة تعتزم سحب نحو نصف قواتها من أفغانستان والتي يبلغ قوامها 14 ألف جندي.

ونصح ماتيس، الجنرال المتقاعد بمشاة البحرية الذي يضعه تأييده لحلف شمال الأطلسي وتحالفات واشنطن التقليدية في خلاف متكرر مع ترامب، بعدم الانسحاب من سوريا.

وقال ترامب الأحد إنه تحدث مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عن «انسحاب بطيء ومنسق للغاية» للقوات الأمريكية من سوريا.

وقال ترامب على تويتر «بحثنا (وضع) تنظيم الدولة وعملنا المشترك في سوريا والانسحاب البطيء والمنسق للغاية للقوات الأمريكية من المنطقة… ستعود للوطن بعد سنوات عديدة».

وقال مسؤول دفاعي أمريكي، طلب أيضا عدم نشر اسمه، إن ماتيس «سيواصل التركيز على ما يريد أن يفعله… لضمان انتقال سلس».

وقال المسؤول إن المتوقع أن يقدم القادة العسكريون خطة بشأن الانسحاب للبنتاجون خلال أيام.

وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد عن أسفه الشديد إزاء قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وأدت الخطة لانتقادات لاذعة غير معتادة من بعض الجمهوريين.

وقال السناتور بوب كروكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إنه «حزين» بقرار ترامب الانسحاب.

وقال كروكر لشبكة (سي.إن.إن) «اعتقد أنه يعرف أنه اقترف خطأ».