الأحد 2019/01/20

ترامب يعرض توفير حماية مؤقتة لبعض المهاجرين مقابل تمويل الجدار

اقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، السبت 19 يناير/كانون الثاني 2019، أنيُقدّم حمايةً مؤقتة للأشخاص الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية عندما كانوا أطفالاً، وكذلك لمجموعات أخرى من المهاجرين الذين يواجهون الترحيل، وذلك في مقابل أن يُموّل الكونغرس الجدار الحدودي المثير للجدل مع المكسيك.

ترامب يحاول الخروج من المأزق

هذا المقترح الذي قدّمه ترامب في خطاب متلفز، يهدف بحسب الرئيس الأمريكي، إلى «الخروج من مأزق» الشلل الذي يسود قسماً من الإدارات الفيدرالية منذ نحو شهر تقريباً.

وقال ترامب إن المعنيِّين بمقترحه 700 ألف شخص يُعرفون بـ «الحالمين»، وهي تسمية خاصة بالمهاجرين في وضع غير قانوني، والذين وصلوا إلى الولايات المتحدة قاصرين. كما يشمل المقترح 300 ألف مهاجر آخرين، بعد انتهاء الوضع الخاص الذي كان يحميهم في الولايات المتحدة.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن هذه التنازلات «ستعمل على بناء الثقة والنوايا الحسنة اللازمة لبدء إصلاح حقيقي لـ(ملف) الهجرة».

رئيسة مجلس النواب ترفض المقترح

لكن رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسي بيلوسي، رفضت مقترح ترامب، وقالت إن ما تم تقديمه على أنه تنازل رئاسي لا يعدو كونه «تجميعاً لمبادرات عدة تم رفضها في السابق».

ويرفض الديمقراطيون أن يتم منح مبلغ 5.7 مليار دولار، الذي يطلبه ترامب لبناء جدار حدودي مع المكسيك، تنفيذاً لأحد الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية.

مجلس الشيوخ سيصوّت على العرض الرئاسي

في المقابل، اعتبر الجمهوري ميتش ماكونيل، زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ، أن مقترح ترامب «قرار شجاع» من الرئيس، «من أجل إعادة فتح الإدارات، وتأمين الحدود، والعمل بطريقة غير حزبية لمعالجة القضايا الحالية المتعلقة بالهجرة»، مشيراً إلى أنه يعتزم عرض المقترح الرئاسي للتصويت.

وكان ترامب وَعَد بإصدار «إعلان مهم»، السبت، بشأن الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية المستمر منذ أكثر من شهر، والذي تسبّب فيه الانقسام السياسي الحاد حول مشروع الجدار مع المكسيك.

ترامب كتب على «تويتر»: «سأصدر إعلاناً مهماً بشأن الأزمة الإنسانية على حدودنا الجنوبية والإغلاق (الحكومي)، بعد ظهر غدٍ الساعة الثالثة (بالتوقيت المحلي)، مباشرة من البيت الأبيض».

وعزز ترامب تغريدته بفيديو نشره أيضاً على «تويتر» مساء الجمعة 18 يناير/كانون الثاني 2019، شدد فيه على ضرورة أن «تؤمّن» الولايات المتحدة حدودها الجنوبية.

وقال: «يعلم الجميع الآن أن حدودنا الجنوبية تشهد أزمة إنسانية، وهي أزمة أمن قومي أيضاً».

واعتبر أن هذا الوضع مستمر «منذ عقود». ورأى أن الوضع «يزداد سوءاً، لأن الكثير من الناس يريدون الدخول إلى بلدنا».

ووجَّه ترامب نداءً للديمقراطيين، الذين استعادوا السيطرة على مجلس النواب في بداية يناير/كانون الثاني 2019، قائلاً: «لنُبعد السياسة من كلّ ذلك، لنذهب إلى العمل ولنُوجد اتفاقاً».

تصلُّب من الجانبيين

أمل ترامب، صباح السبت، أن تتمكن بيلوسي من «التقدم وإدراك ما يعرفه العالم أجمع (…)، وهو أن الجدران تنفع، ونحن بحاجة إلى جدار».

هذا التصلب المتبادل من الجانبين أدى منذ 22 ديسمبر/كانون الأول 2018، إلى إغلاق حكومي جزئي شلَّ الإدارات الفيدرالية، بسبب عدم إقرار ميزانية في الكونغرس.

وأثّر هذا الإغلاق في 800 ألف موظف فيدرالي لم يتلقوا رواتبهم، في حين اضطر جزء آخر إلى العمل بلا راتب.

ويُفترض أن يتلقى هؤلاء رواتبهم في نهاية الإغلاق، لكن بانتظار هذه النهاية فإنهم يواجهون صعوبات جدية في دفع فواتيرهم وقروضهم، أو حتى شراء حاجاتهم الغذائية.

لم تعُد مشكلة جدار.. إنها مشكلة رواتب

والسبت 19 يناير/كانون الثاني 2019، كتب السيناتور الجمهوري ميت رومني على «تويتر»: «لم تعد مشكلة جدار.. إنها مشكلة رواتب يتجاهلها الكونغرس. صوِّتوا على قوانين مجلس النواب وأدرِجوا الجدار في الموازنة المقبلة».

وفي خطاب رسمي من البيت الأبيض في 8 يناير/كانون الثاني 2019، توجه الرئيس إلى الأمريكيين بالقول إنه يحدّثهم، «لأننا نشهد أزمة إنسانية وأمنية متنامية على الحدود الجنوبية».

وحذّر ترامب من المهاجرين غير الشرعيين، الذين يتسببون في إهراق «الدماء الأمريكية».

وصباح السبت، هاجم ترامب السلطات المكسيكية مجدداً، متحدثاً عن «قافلة» من المهاجرين انطلقت من أمريكا الوسطى نحو الولايات المتحدة، على غرار قوافل أخرى في الأشهر الأخيرة.

وعبَر الحدودَ بين غواتيمالا والمكسيك 2000 مهاجر من أمريكا الوسطى، أكثرهم من الهندوراس، بطريقة غير شرعية، الجمعة 18 يناير/كانون الثاني 2019.

وغادرت قافلة جديدة، الثلاثاء 15 يناير/كانون الثاني 2019، مدينة سان بدرو سولا في الهندوراس، وتتقدم بمجموعات منفصلة.

وهذه ثالث قافلة تخرج من هذا البلد منذ مغادرة أول موكب في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2018، والذي ضمّ نحو 7 آلاف شخص.