الأحد 2018/12/23

ترامب: منحت ماتيس فرصة ثانية!

هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزيرَ الدفاع المستقيل جيمس ماتيس قائلاً إنه أعطاه فرصة أخرى عندما عيّنه وزيراً للدفاع.

وكتب ترامب على حسابه بـ «تويتر»: «عندما فصله الرئيس أوباما بشكل غير مشرف، منحت جيمس ماتيس فرصة أخرى، ووفرت له موارد لم تكن لديه».

وأضاف: «الحلفاء مهمون للغاية، ولكن ليس عندما يستغلون الولايات المتحدة».

 

وفي تحوّل سياسي مفاجئ، أعلن ترامب، الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، أن واشنطن ستسحب قواتها، البالغ قوامها نحو 2000 جندي، من سوريا، ما قوّض أحد أعمدة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط وأثار قلق حلفاء الولايات المتحدة.

وفي أعقاب قرار الانسحاب، استقال وزير الدفاع الأميركي، جيم ماتيس بشكل مفاجئ من منصبه يوم الخميس 20 ديسمبر/كانون الأول 2018، وكشف في خطاب استقالته لترامب عن مدى الانقسام المتنامي بينهما بشأن رسم السياسة الخارجية.

قرار الانسحاب من سوريا واستقالة ماتيس

في المقابل، أعلن ترامب انتصاره على تنظيم «الدولة»، واعتبر أن المهمة بسوريا قد انتهت، في ظل خسارة التنظيم الأراضي التي كان يسيطر عليها.

وقال ترامب في تغريدة على «تويتر»  السبت 22 ديسمبر/كانون الأول 2018: «الآن هُزم تنظيم الدولة إلى حد كبير، وينبغي أن تكون بعض دول المنطقة، ومنها تركيا، قادرة على الاعتناء بكل ما تبقى».

وذكر مسؤولون، لـ «رويترز»، أن قرار ترامب الانسحاب من سوريا كان من العوامل المساعدة الرئيسة التي أدت إلى استقالة ماتيس، وكان جزءاً من نقاش بينهما استمر 45 دقيقة يوم الخميس، وعبَّر خلاله الاثنان عن خلافاتهما.

وقال مسؤول على دراية بالمناقشات، لـ «رويترز»، إن وزير الدفاع بذل جهداً أخيراً الخميس، 20 ديسمبر/كانون الأول 2018، لإقناع الرئيس بتحويل مسار السياسة بشأن سوريا.

وأشارت مصادر إلى أن ترامب لم يكن بأية حال يضغط على ماتيس ليستقيل، ولم يتوقع أن يعلن الاستقالة في ذلك اليوم.

وامتنعت وزارة الدفاع (البنتاغون) عن التعليق على استقالة ماتيس، وأحالت الصحافيين إلى خطابه.

وحتى إن مساعدي ماتيس عبروا عن دهشتهم. وقال مسؤول أميركي، طالباً عدم نشر اسمه: «نحن جميعاً في حالة صدمة».

ولم يفعل الكونغرس بقيادة الجمهوريين شيئاً يُذكر لاختبار نوايا ترامب السياسية، وضمن ذلك قراره تشكيل قوة فضائية، ونشر قوات على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، لكنه بدا أكثر استعداداً للتدخل هذه المرة.

وانتقد ماك ثورنبيري، كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، خطة ترامب لسحب قوات من أفغانستان، وهو قرار مفاجئ آخر اتخذه ترامب، وجرى تسريبه ونشرته تقارير صحافية يوم الخميس.

وقال: «خفض الوجود الأميركي في أفغانستان وإنهاء وجودنا في سوريا سيلغيان التقدم (الأميركي)، وسيشجعان أعداءنا، وسيجعلان أميركا أقل أمناً».

ومن المقرر عقد جلسات في مجلس النواب، الذي سيتولى الديمقراطيون السيطرة عليه أوائل يناير/كانون الثاني 2019.

وأثارت استقالة ماتيس قلقاً شديداً وسط حلفاء الولايات المتحدة بالخارج. ففي أوروبا، كان يُنظر إلى ماتيس على أنه مدافع مهم عن حلف شمال الأطلسي، الذي أصدر بياناً يثني عليه بشدةٍ الجمعة 21 ديسمبر/كانون الأول 2018. وفي آسيا، يُنسب الفضل إلى ماتيس في بناء الثقة وترويض سياسة العزلة التي يتبعها ترامب.