الجمعة 2021/02/05

تايمز: الناتو يبحث عن “حلفاء جدد” لاحتواء صعود الصين

دعا حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) إلى تبني "رؤية عالمية" وبناء شراكات جديدة مع الأنظمة الديمقراطية حول العالم من أجل مواجهة التحدي المتزايد الذي باتت الصين تشكله، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة تايمز (The Times) البريطانية.

 

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إنه على الرغم من كون الناتو سيظل تحالفا إقليميا بين أوروبا ودول أميركا الشمالية فإن "الطبيعة المتغيرة" للتهديدات العسكرية تستوجب العمل بشكل أوثق مع شركاء آخرين مثل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا.

 

كما أكد أنه على الحلف "الوصول إلى شركاء جدد محتملين في مجتمع الديمقراطيات"، بما في ذلك دول مثل البرازيل والهند.

 

وتأتي دعوة ستولتنبرغ هذه في أعقاب مبادرة "غير عسكرية" أقرها كل من الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لتوسيع "مجموعة الدول الصناعية السبع" إلى تحالف جديد من 10 دول ديمقراطية.

 

وفي هذا الإطار، تمت رسميا دعوة الهند وكوريا الجنوبية وأستراليا إلى قمة المجموعة التي ستستضيفها بريطانيا في يونيو/حزيران المقبل، لمناقشة مبادرة "نادي الديمقراطيات العشر".

 

وكان حلف الناتو -تقول الصحيفة- واحدا من عدة تحالفات غربية تعرضت لضغوط خلال فترة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب مواقفه المتناقضة تجاه هذه التحالفات التقليدية المرتبطة بالقيم الديمقراطية، حيث نجح من خلال ضغطه وتلويحه المتكرر بالانسحاب من الحلف في إجبار بعض الأعضاء على زيادة مساهمتهم في الإنفاق العسكري.

 

من ناحية أخرى، شدد مسؤول الناتو على الحاجة إلى تأمين البنية التحتية وخطوط الإمداد لأعضاء الحلف حتى لا يعتمدوا على دول ذات رؤى متعارضة، على أن يشمل هذا الأمر مراقبة الاستثمارات الأجنبية والسيطرة على البنية التحتية والأصول الحيوية، بالإضافة إلى فحص خطوط الإمداد للمواد الأساسية -بما في ذلك الوقود والغذاء والدواء- للتأكد من أنها ليست مهددة من قبل "قوى معادية".

 

قرارات ضرورية

وحذر ستولتنبرغ من أن "هذه ليست مجرد قرارات اقتصادية، بل قرارات ضرورية لأمننا القومي، ولا ينبغي أبدا مقايضة المنافع الاقتصادية قصيرة المدى بأمننا القومي على المدى الطويل".

 

كما أشار إلى كل من الصين وروسيا كمصدرين محتملين للتهديدات التكنولوجية ضد الحلف، مشددا على ضرورة أن تحافظ القوات المسلحة للدول الأعضاء على "خطوة واحدة في المقدمة" على التقنيات التخريبية التي تطورها هاتان الدولتان.

 

يشار إلى أن واشنطن كانت قد سعت في عهد ترامب إلى ترفيع ما يسمى "كواد" (Quad) -وهو تحالف غير رسمي يضم كلا من اليابان والهند وأستراليا والولايات المتحدة- إلى مستوى "ناتو آسيوي" بهدف احتواء الصين، لكن خبراء عسكريين يشككون في أن مبادرة تحالف "نادي الديمقراطيات العشر" الجديدة يمكن أن تتطور لتشمل كل الدول المستهدفة، خاصة أن أعضاء محتملين مثل كوريا الجنوبية ما زالوا مترددين بهذا الخصوص.