الجمعة 2021/11/26

بولندا تمنع المئات من المهاجرين من عبور السياج الشائك الحدودي مع بيلاروسيا

قالت السلطات البولندية إن قوات حفظ الأمن على الحدود تمكنت من منع المئات من المهاجرين، ممن تمكنوا من تدمير جزء من السياج الحدودي مع بيلاروسيا، من دخول أراضيها. الحادث جاء على وقع انفراجات طفيفة بالأزمة المندلعة منذ أشهر على حدود البلدين، والتي أنذرت باندلاع مواجهة شاملة، بعد أن بدأت السلطات البيلاروسية بإخلاء مخيمات المهاجرين الحدودية وتنظيم رحلات إعادة طوعية للراغبين بالعودة إلى بلدانهم.

أعلنت السلطات البولندية أمس الأربعاء 24 تشرين الثاني/نوفمبر، أن المئات من المهاجرين حاولوا عبور سياج الأسلاك الشائكة الحدودي مع بيلاروسيا، في محاولة للدخول إلى أراضيها.

الحادث وقع بالقرب من قرية تشيريمخا، على الحدود الشرقية مع بيلاروسيا.

آنا ميخالسكا، المتحدثة باسم حرس الحدود البولندي، قالت لوكالة الأنباء البولندية "كانوا يحاولون عبور الحدود... لقد دمروا السياج وشق 232 شخصا طريقهم عدة أمتار داخل الأراضي البولندية".

وأضافت "كانوا يرشقون الضباط بالأغصان والحجارة، لكن قواتنا أوقفت المحاولة".

وقالت ميخالسكا إن خمسة مهاجرين نقلوا إلى المستشفى وهم يعانون من "الإرهاق".

وأصدر حرس الحدود البولندي بيانا جاء فيه إن المهاجرين "ألقوا الحجارة والعصي على القوات البولندية"، بينما استخدمت القوات البيلاروسية أشعة الليزر والإضاءة القوية لمحاولة التشويش على الضباط البولنديين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الحوادث عند المنطقة الحدودية. ففي ليلة 18 تشرين الثاني/نوفمبر، اعتقلت قوات الأمن البولندية حوالي 100 شخص كانوا قد عبروا لتوهم الحدود بالقرب من قرية دوبيتشي تسيركييفني المحاذية لبيلاروسيا.

وأضاف حرس الحدود في بيانه أن دورياته تمكنت من منع 375 محاولة عبور من بيلاروسيا يوم الأربعاء.

تقلص تدريجي في أعداد المهاجرين

وغالبا ما تتسم الاشتباكات بين المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود بأي ثمن من جهة والجنود البولنديين من جهة أخرى بالعنف. وعادة تستخدم قوات الأمن البولندية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لصد المهاجرين.

يذكر أنه منذ نحو أسبوع، بدأت جموع المهاجرين على الضفة البيلاروسية من الحدود بالتقلص تدريجيا، بعد أن أخلت السلطات البيلاروسية الخميس 18 تشرين الثاني/نوفمبر المخيمات المؤقتة، ونقلت المهاجرين (بينهم الكثير من الأطفال) إلى "مركز لوجستي" بالقرب من قرية كوجنيتسا، على الحدود الشمالية الشرقية لبولندا.

 

كما قامت بيلاروسيا بتنظيم رحلات إعادة طوعية للمهاجرين إلى بلادهم الأصلية. وفي هذا السياق، غادر 118 شخصا مطار مينسك يوم الاثنين الماضي عائدين إلى ديارهم، خاصة إلى العراق. وكانت السلطات قد سيّرت أولى رحلات الإعادة الأسبوع الماضي، حيث تم إرسال أكثر من 400 عراقي إلى أربيل وبغداد.

عشرات الضحايا

وكانت منظمات وجمعيات إنسانية قد أعلنت في وقت سابق أن 13 شخصا قضوا على الحدود منذ اندلاع تلك الأزمة. أحد هؤلاء الضحايا كان طفلا سوريا يبلغ من العمر عاما واحدا، قضى أثناء انتظاره في الغابة مع والديه منذ أكثر من شهر لعبور الحدود. كما قضى يوم الأحد الماضي مهاجر يمني يبلغ من العمر 37 عاما، بسبب البرد والإرهاق.

وقد لقي 13 شخصا مصرعهم بالفعل على هذه الحدود. توفي طفل أثناء ولادة والدته يوم الثلاثاء 23 نوفمبر. في الأسبوع الماضي، عثرت منظمة بولندية غير حكومية على طفل يبلغ من العمر عام واحد ميتًا. كان والداها يختبئان في الغابة منذ أكثر من شهر. يوم الأحد، دفن مهاجر يمني يبلغ من العمر 37 عامًا توفي بسبب البرد والإرهاق في مقبرة بوهونيكي.

ووفقا لإحصاءات حرس الحدود، سجلت بولندا أكثر من 35 ألف محاولة عبور غير شرعي لمهاجرين قادمين من بيلاروسيا منذ مطلع العام الجاري، ستة آلاف منها في تشرين الثاني/نوفمبر وحده، وحوالي 17,300 في تشرين الأول/أكتوبر، وحوالي 7,700 في أيلول/سبتمبر وأكثر من 3,500 في آب/أغسطس.