الخميس 2019/03/07

الشرطة تحذرهم مما أعده لهم

تشهد مناطق محيطة بمدينة كايزرسلاوترن بولاية راينلاند بفالز الألمانية حالة جنائية غريبة من نوعها، مثيرة للفزع، بسبب الحديث عن رجل ألماني يقتل خصومه بعد موته.

فبعد العثور على رجل متوفَّى داخل بيته، في الأول من مارس/آذار 2019، يُشتبه الآن بمسؤولية هذا الرجل المتوفَّى عن انفجارين منفصلين حدثا لاحقاً، وقع ضحيتهما ثلاثة أشخاص.

تحذير لكل مَن يعرفه.. هذا الرجل مشتبه به بعد موته

ودفعت هذه الشكوك السلطات إلى إصدار تحذير للسكان الذين يعرفونه من أفخاخ محتملة قد تستهدفهم حتى بعد موته.

وفي خطوة نادرة، نشرت الشرطة الألمانية اسم المتوفى كاملاً (بيرنهارد غراومان)، حيث لا تُنشر الكنية عادة في البلاد في بيانات السلطات.

وتعتبر الشرطة أن الرجل المتوفى مشتبه به في الجريمتين اللتين وقعتا بعد وفاته، لافتة إلى أنه دخل سابقاً في الحالتين في خلاف شخصي أو تجاري مع الضحايا، وأن العلاقة بينهم لم تكن حسنة.

وكان غراومان (59 عاماً)، وهو بستاني، قد توفي في منزله بعد منتصف ليلة الجمعة في بلدة ميهلينغن.

ظروف موته غامضة

وتُحقق الشرطة حالياً في ظروف وفاته، خاصة أن سببها غير واضح حتى الآن، ولكنها تستبعد أن يكون قد قُتل من قبل أحد.

ومن المنتظر أن تصدر نتائج تشريح الجثة الأسبوع القادم، للنظر في احتمال أن يكون منتحراً، بحسب ما ذكر تلفزيون «إس في إر» أمس الأربعاء 7 مارس/آذار 2019.

وذكرت الشرطة أمس الأول الثلاثاء، أن التحذير الذي نشرته الإثنين، الموجَّه على نحو خاص للأشخاص الذين كانوا على علاقة شخصية أو تجارية تشوبها الخلافات مع المشتبه به، جاء لعدم إمكانية استبعاد أن يكون غراومان اتخذ أعمالاً قبل وفاته، قد تُشكّل خطورة على آخرين، في إشارة لعدم استبعادها قيامه بنصب متفجرات لهم.

وطلبت الشرطة بإلحاح من هؤلاء الذين يرتبطون به التواصل معها على الفور.

وكانت الشرطة قد فتَّشت العقار الذي تعود ملكيته لغراومان، وعثرت هناك على بارود، وأشياء أخرى، تخضع لقانون السلاح والمتفجرات في ألمانيا، وصادرتها. ويفحص مكتب مكافحة الجريمة المحلي الأشياءَ التي عُثر عليها والمواد المتفجرة المحتملة.

ووصل للسلطات حتى الآن أكثر من 60 اتصالاً من السكان، إضافة إلى شهود قدّموا معلومات عامة، وآخرين حذَّروا من تعرّض أشخاص على صلة بغراومان للخطر.

وكشفت الشرطة أن كلَّ تدابير التفتيش التي قامت بها حتى الآن لأماكن يشتبه بوجود متفجرات فيها، لم تقُدهم إلى اكتشاف أشياء خطيرة، بينها حالة سيدة كانت على تواصل معه.

ألماني يقتل خصومَه بعد موته ودفنه.. فكيف يفعل ذلك؟

الضحية الأولى للبستاني كان طبيباً قُتل نتيجة انفجار أمام عيادته.

وكان قد عُثر على طبيب يبلغ من العمر 64 عاماً يوم الجمعة الماضي في بلدة إنكينباخ-ألسنبورن ميتاً أمام عيادته.

وتعتقد الشرطة أنه وقع ضحية فخ متفجر، كما ذكرت في البيان.

وتتكهن الشرطة أنه تم وضع جهاز متفجر أمام مدخل عيادة الطبيب، وعندما أراد الضحية حمله من الأرض انفجر.

وتسبَّب البستاني الميت في إثارة الذعر بالمنطقة.

ولِطمأنة السكان فيما يبدو، ذكرت الشرطة في بيانها أن الدويّ الذي سُمع ظهر الثلاثاء في سيغلباخ وميهلنغن، غير البعيدتين عن المكان الذي شهد مقتل الطبيب، كان ناجماً عن اختراق طائرة لحاجز الصوت.

فخ متفجر آخر عبر قطعة خشب

وبعد يومين من الواقعة الأولى، شهدت منطقة أوتيربرغ الواقعة شمالي مدينة كايزرسلاوترن، صباح الأحد، انفجاراً آخر في موقد يعمل على الخشب، أدى إلى إصابة شخصين، هما سيدة وابنتها البالغة من العمر 4 أعوام.

وتبيّن أن سبب الانفجار هو وجود قطعة حطب مفخخة بالبارود داخلها.

وذكرت الشرطة، أمس الأول الثلاثاء، أنه تمت رعاية الاثنين طبياً، وما زالت الابنة في المشفى، لكن ليست هناك خطورة على حياتها.

وتخمن الشرطة أن الفاعل وَضع قطعة الخشب سابقاً في مكان سكن المتضررين، وقامت إحدى الساكنات، الضحية، دون أن تنتبه بإلقائها إلى النار المشتعلة في الموقد.

وأدى الانفجار إلى تحطم زجاج الموقد.

المشتبه حاول قبل عقود قتل حبيب صديقته السابقة

ووفقاً لمعلومات حصل عليها تلفزيون «إس في إر» من الوسط المحيط بالمشتبه به، كان غراومان نشطاً في نادٍ يستحضر العصور الوسطى.

وكان يستخدم كثيراً البارود لأغراض العروض، كما كان صياداً.

والرجل كان قليل الاختلاط مع الناس، متزوجاً ولديه ولدان. ويُعتقد أن ابنه شرطي، حسبما ورد في التقرير التلفزيوني.

وأشار التلفزيون إلى أنه حاول كما قيل في الثمانينيات قتل حبيب صديقته حينذاك بإطلاق النار عليه، لذا سُجن أيضاً.

إلا أن النيابة العامة لم تؤكد هذه المعلومة.