الخميس 2020/09/03

الحكومة الأفغانية تعلن إطلاق سراح كل سجناء حركة طالبان تقريبا

أعلنت الحكومة الأفغانية اليوم الخميس الإفراج عن كل سجناء حركة طالبان الـ 400 المتبقين تقريبا بموجب اتفاق تبادل سجناء باستثناء قلة رفضت فرنسا وأستراليا إطلاق سراحهم، في خطوة مهمة في عملية السلام في أفغانستان.

وبات الغريمان على بعد خطوات قليلة من بدء المباحثات المرتقبة منذ أشهر والمقررة في الدوحة، بعد إكمال صفقة تبادل السجناء.

وأرسلت كابول بالفعل فريقا فنيا إلى الدوحة حيث مقر المكتب السياسي للحركة، فيما يتوقع أنّ يتوجه فريق المفاوضين في وقت لاحق الخميس للعاصمة القطرية.

وكتب الناطق باسم مجلس الأمن القومي جاويد فيصل على تويتر "أطلقت الحكومة سراح آخر 400 سجين، باستثناء عدد قليل يثير قلق شركائنا".

وأوضح أن "جمهورية أفغانستان الإسلامية استقبلت أفراد قواتنا الخاصة الذين كانوا محتجزين لدى طالبان، وبعد ذلك أفرجت الحكومة عن سجناء طالبان الـ 400 المتبقين، باستثناء عدد قليل يتحفظ عليهم شركاؤنا".

وأضاف أنّ "الجهود الدبلوماسية مستمرة ونتوقع أن تبدأ المحادثات المباشرة على الفور".

وأكد مسؤولان في طالبان إطلاق سراح السجناء، مشيرين إلى أن السجناء الذين اعترضت عليهم فرنسا وأستراليا ما زالوا محتجزين لدى الحكومة.

وقال أحدهم لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إنّ "استراليا وفرنسا لديهما بعض التحفظات بشأنهم". وأضاف أن "إدارة كابول سترسلهم إلى قطر حيث سيتم احتجازهم خلال المحادثات الأفغانية".

لكنّ مصدرا دبلوماسيا غربيا قال إنّ القرار لم يتخذ بعد.

وعارضت باريس وكانبيرا إطلاق سراح مسلحين على اللائحة مرتبطين بقتل مدنيين وجنود فرنسيين وأستراليين في أفغانستان.

ولم يحدد موعد بعد لبدء المفاوضات المقررة في الدوحة.

وكان من المقرر أن تنطلق المفاوضات بين كابول وطالبان في آذار/مارس بموجب شروط الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في شباط/فبراير، والذي لم يتضمن الحكومة الافغانية.

وتضمن الاتفاق أن تحرر كابول خمسة آلاف مقاتل مقابل تحرير طالبان ألف جندي أفغاني.

لكنّ التأجيل المستمر لصفقة التبادل، وطلب الحركة إطلاق سراح 400 سجين متهمين بجرائم خطيرة أجل العملية برمتها.

بدورها، أعلنت طالبان استعدادها لبدء محادثات سلام "في غضون أسبوع" من اكتمال تبادل الأسرى وألقت باللوم على كابول في تأخير المفاوضات حتى الآن.

والاربعاء، أوضح الرئيس الأفغاني أشرف غني أنه تم التوصل "للمرحلة الحاسمة للسلام"، مشيرا إلى أن المباحثات بوسعها أنّ تقلل منسوب العنف وتحقق وقف إطلاق نار دائم في البلاد.

وإثر اكتمال صفقة التبادل، طالب مسؤولون أفغان ببدء المباحثات المباشرة مع طالبان على الفور.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدولة لشؤون السلام ناجية أنواري إنّ "الحكومة الأفغانية أزالت كافة العقبات أمام بدء المباحثات المباشرة". وأضافت أنّ "الفريق التفاوضي مستعد تماماً الآن لحضور المباحثات".

وأكد فريدون خوزون المتحدث باسم المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في أفغانستان، الهيئة المحلية التي تقود عملية السلام، أنّ فريق التفاوض المدعوم من الحكومة الأفغانية "سيغادر للدوحة" الخميس.

ويخوض الطرفان منذ عقدين نزاعا عسكريا خلف عشرات آلاف القتلى، حيث حكمت طالبان أفغانستان بين عامي 1996 و2001 قبل أن يطيح بها غزو أميركي للبلاد.