السبت 2018/04/07

الجيش الأمريكي يفقد 4 مقاتلات في يومين .. حوادث عرضية أم اختراق؟

فقد الجيش الأمريكي، منذ الثلاثاء الماضي، أربع طائرات مقاتلة، في حوادث تحطم متفرقة، ثلاثة منها أثناء مهام تدريب روتينية، والرابعة خلال عملية هبوط.

ففي 4 أبريل/نيسان الجاري، تحطمت مقاتلة من طراز F-16 في ولاية نيفادا (غرب) أثناء مهمة تدريب روتينية؛ ما أسفر عن مقتل قائدها.

والثلاثاء (3 أبريل/نيسان)، تحطمت مروحية من طراز CH-53E Super Stallion تابعة لمشاة البحرية، أثناء مهمة تدريب روتينية أيضًا في ولاية كاليفورنيا (غرب)؛ ما أسفر عن مصرع طاقمها وعددهم 4.

وفي اليوم نفسه أيضا تحطمت مقاتلة من طراز AV-8B Harrier تابعة للبحرية الأمريكية بعد إقلاعها من مطار جيبوتي قرب معسكر ليمونييه، القاعدة العسكرية الأمريكية في القارة الأفريقية.

غير أن قائدها نجا بعد أن قذف نفسه منها، لكنه أصيب بجروح ونقل إلى مستشفى المعسكر، بحسب بيان.

وفي نفس ذلك اليوم، وفي جيبوتي أيضًا، تحطمت مروحية أمريكية من طراز CH-53، أثناء هبوطها بالقرب من شاطئ "أترا بيتش".

وفي الحوادث الأربعة لم يكشف البنتاغون عن الأسباب، وقال في بيانات منفصلة إنه فتح "تحقيقات لمعرفة الأسباب".

لكن حوادث تحطم الطائرات العسكرية المتكررة كشفت عن "أزمة تأهب واستعداد قتالي" في أكبر وأقوى جيش بالعالم، حسب وصف موقع "بيزينس إنسايدر" الإخباري الأمريكي.

وقال الموقع ، الأربعاء، إن قادة الجيش طالبوا كثيرًا بزيادة الميزانية العسكرية "لمواجهة تلك الأزمة".

وخلال الأشهر الماضية، بحث مسؤولون سبب تكرار حوادث الطائرات العسكرية، وخلص البعض إلى مشكلات فنية بسبب عدم توافر الاعتمادات المالية الكافية لأعمال الصيانة والتجديد، بينما ذهب آخرون إلى أن المشكلة تتعلق بقدرات الطيارين.

ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مسؤولين بالجيش (لم تكشف هوياتهم)، نوفمبر الماضي أن عددًا كبيرًا من طائرات المارينز خرجت عن الخدمة في الآونة الأخيرة، بسبب "تخفيضات الميزانية العسكرية".

وذكرت الشبكة أنه بناء على إحصاءات حصلت عليها من سلاح المارينز، فإن نحو 30% فقط من إجمالي 276 طائرة مقاتلة من طراز F/A-18 Hornetجاهزة للطيران، مقابل 42% فقط من طائرات CH-53E Super Stallion المروحية.

وأضاف الموقع أن الإنفاق العسكري الأمريكي من 691 مليار دولار 2010 إلى 560 مليار دولار 2015، مشيرًا أن ذلك أثر على قطاع الطيران الحربي بسبب تعرض عدد كبير من الطائرات للتلف والتآكل الشديد بسبب مشاركتها في معارك طويلة بحربي أفغانستان والعراق منذ 2001.

من جهته، أفاد الجنرال ستيفن رودر، الذي تولى منصب نائب قائد شؤون الطيران بسلاح مشاة البحرية في يوليو/تموز 2017 بأن هذه المشكلة انعكست على انخفاض ساعات الطيران التراكمية للطيارين الجدد مقارنة بأسلافهم.

ونقل موقع "ميليتاري" العسكري الأمريكي عن "رودر"، في شهادة أدلى بها أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، نوفمبر الماضي، أنه لوحظ تراجع ساعات الطيران التراكمية 20% بالنسبة للطيارين الجدد مقارنة بنظرائهم القدامى قبل عشرة أعوام.

وقال إن متوسط ​​عدد رحلات الطيران لدى طواقم سلاح المارينز الجدد في المتوسط بلغ 15.4 ساعة طيران لكل طاقم شهريًا، مقارنة بـ 16.4 ساعة طيران قبل عقد من الزمن.

وشدد أن هذه النسبة "ما تزال أقل من المعدل المثالي للطيران".

وبحسب "ميليتاري"، شهدت السنة المالية 2017 ، ارتفاع معدل الحوادث في الخدمة بنسبة 4.40% لكل ألف ساعة طيران، ووصف رودر ذلك بأنه "أعلى مستوى في 10 سنوات".

*شبهة الاختراق الإلكتروني

وفي الشأن ذاته، تعيد حوادث طائرات سلاح الجو الأمريكي إلى الأذهان حوادث أخرى مماثلة شهدها قطاع البحرية العام الماضي.

ففي سبتمبر الماضي، اصطدمت سفينة ضخمة محملة بنحو 12 ألف طن من النفط بالجانب الأيسر من المدمرة البحرية الأمريكية "جون إس ماكين" قبالة السواحل الماليزية؛ ما أسفر عن فقدان 10 بحارة ممن كانوا على متن السفينة.

وكانت تلك الحادثة وقعت بعد شهرين فقط من وقوع حادثة مشابهة، إذ اصطدمت المدمرة "يو إس إس فيتزجيرالد" بسفينة شحن ضخمة قبالة سواحل اليابان؛ ما أسفر الحادث عن مقتل سبعة بحارة.

تلك الحوادث المتكررة للبحرية الأمريكية دفعت ببعض الخبراء إلى الحديث عن "شبهة جنائية أو تعمد من جهة ما للإضرار بالسفن الأمريكية أو إتلافها".

وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير نشرته في سبتمبر/أيلول 2017، إلى "احتمال تعمد خداع جهاز استقبال نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)".

وأدى هذا الطرح إلى إثارة قلق بعض المراقبين من ضلوع بعض الدول في اختراق الأنظمة الملاحية للسفن بغية إبعادها عن مسارها.

في الشأن ذاته، نقلت مجلة "فورين بوليسي"، عن "جان تايغ"، نائب رئيس وحدة حرب المعلومات في العمليات البحرية، أنّ "البحرية خصصت 1.5 مليار دولار لتعزيز الدفاع الإلكتروني لمنظوماتها" على خلفية تلك الحوادث، ما يرجح احتمال وجود اختراق إلكتروني وراءها، بالرغم من عدم تأكيد التحقيقات ذلك، أو أيّ من الاحتمالات الأخرى، إلى اليوم.