الأحد 2017/10/08

احتشاد الآلاف في شوارع مدريد وبرشلونة مع تزايد التوتر بشأن كتالونيا

تجمع الآلاف في شوارع مدريد وبرشلونة يوم أمس السبت في وقت تستعد فيه كتالونيا لإعلان الاستقلال، وارتدى كثيرون ثيابا بيضاء ودعوا لإجراء محادثات لنزع فتيل أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ عقود.

وقال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، الذي تمسك بموقفه المتشدد مع تصاعد الأزمة، لصحيفة الباييس إن حكومته "ستمنع أي إعلان للاستقلال".

ولسكان منطقة كتالونيا الراقية بشمال شرق إسبانيا لغة وثقافة مختلفة، وهم يطالبون منذ فترة طويلة بأن يكون لهم وضع متفرد عن بقية البلاد، وأجروا يوم الأحد الماضي استفتاء على الانفصال عن إسبانيا وهو تصويت حظرته المحكمة الدستورية.

وتقول سلطات كتالونيا إن معظم من أدلوا بأصواتهم أيدوا الانفصال وهو أمر تقول مدريد إنه غير قانوني بموجب دستور البلاد لعام 1978.

وتمثل الأزمة اختبارا سياسيا لراخوي الذي لم يبد استعدادا لأي حلول وسط. وأصيب نحو 900 شخص عندما حاولت الشرطة منع الناخبين من الإدلاء بأصواتهم باستخدام الرصاص المطاطي والهراوات.

وأدت هذه الأزمة السياسية إلى انقسام في البلاد ودفعت البنوك والشركات لنقل مقارها خارج كتالونيا كما هزت ثقة الأسواق في الاقتصاد الإسباني ودفعت المفوضية الأوروبية إلى الدعوة لأن يجد زعماء كتالونيا وإسبانيا حلا سياسيا.

وتجمع آلاف يرتدون الأبيض ويحملون لافتات تدعو إلى السلام والحوار بين الزعماء في احتجاجات سلمية عبر 50 مدينة إسبانية وتفرقت بشكل كامل بعد ظهر السبت.

وفي برشلونة هتف المتظاهرون "فلنتحاور" في كتالونيا في حين حمل كثيرون لافتات تنتقد الزعماء السياسيين لعدم توصلهم لحل دبلوماسي لهذا المأزق.

وقال خوسيه مانويل جارسيا (61 عاما) وهو اقتصادي حضر الاحتجاج إن "هذا يؤدي إلى تمزق في النسيج الاجتماعي في كتالونيا ولابد من حل هذا من خلال الحوار وليس عن طريق الأفعال الانفرادية مطلقا.

"أشعر بقلق جدا.سينتهي هذا بشكل سيء وسيخسر الجميع (إذا لم يجر حوار)".

وفي حين يقول زعيم كتالونيا كارلس بودجمون إنه مستعد لأي وساطة، يصر رئيس الوزراء ماريانو راخوي على أن تكف المنطقة أولا عن السعي للاستقلال والذي ازداد خلال أزمة اقتصادية امتدت لنحو ست سنوات.

في الوقت نفسه تجمع آلاف في مدريد بالتوازي مع مسيرة "فلنتحاور" تحت العلم الإسباني الضخم في كولون بلازا ملوحين بأعلام وهم يغنون ويهتفون "تعيش إسبانيا وتعيش قطالونيا".

وحشدت حكومة راخوي الآلاف من أفراد الشرطة الوطنية لمنع الاستفتاء مما أدى إلى اشتباكات مع مواطنين أثناء محاولة إغلاق مراكز الاقتراع في المدارس ورفع صناديق الاقتراع.

وأثار عنف الشرطة انتقادات واسعة مما دفع الحكومة لإصدار اعتذار يوم الجمعة، وإن ظل التوتر في الزيادة بعد تردد أنباء بأن خططا لإعلان الاستقلال من جانب واحد ستقدم إلى برلمان قطالونيا يوم الثلاثاء.

كما تسببت الأزمة في شعور شركاء إسبانيا في الاتحاد الأوروبي بقلق وناقشت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأمر مع جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية حسبما صرح مسؤول بالاتحاد الأوروبي لرويترز.

ويتزايد القلق في العواصم الأوروبية كذلك من الأثر السلبي الذي قد تتركه الأزمة على الاقتصاد الإسباني، رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، ومن احتمال امتداده لدول أخرى.

وامتزج التأييد لراخوي الذي عبر عنه زعماء الاتحاد الأوروبي في تصريحات علنية بقلق تم التعبير عنه في أحاديث خاصة من أن الطريقة التي استخدمت بها الحكومة الإسبانية الشرطة لمنع الكتالونيين من التصويت الأسبوع الماضي في الاستفتاء على الاستقلال يمكن أن يكون لها رد فعل عنيف.

وتشعر بعض دول الاتحاد الأوروبي بقلق من احتمال أن يشعل الحديث عن استقلال قطالونيا نزعات انفصالية في مناطق أخرى من أوروبا.