الأحد 2019/12/01

اتهامات لـ”بي بي سي” بالانحياز لبوريس جونسون.. لماذا؟

تجددت الاتهامات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بالانحياز إلى حزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون، قبيل الانتخابات في 12 كانون الأول/ ديسمبر القادم.

وجاء الاتهامات الجديدة على خلفية قرار المحطة باستضافة جونسون ضمن برنامج صباحي رئيسي الأحد، رغم أن جونسون لم يوافق حتى الآن على المشاركة في برنامج آخر يستضيف جميع زعماء الأحزاب واحدا بعد الآخر، لمواجهتهم بشأن برامجهم الانتخابية.

وقالت المحطة إن قرارها باستضافة جونسون في البرنامج الصباحي الذي يقدمه أندرو مار، ويحظى بمشاهدة واسعة الأحد، جاء بعد عملية الطعن في لندن بريدج الجمعة، التي أدت إلى مقتل اثنين وإصابة اثنين آخرين، قبل أن تقتل الشرطة المهاجم.

واعتبرت "بي بي سي" أن من المصلحة العامة أن يستمع الجمهور لرئيس الوزراء بعد "الهجوم الإرهابي".

لكن المحطة شددت على أنه من الواجب أن تخضع جميع برامج الأحزاب لأسئلة تفصيلية، وأنها ستكرر مطالبتها لجونسون بالخضوع لاستجواب "ندرو نيل حول برنامج حزب المحافظين.

غير أن هذا التبرير لم يقنع خصوم جونسون.

وفي هذا السياق، اتهم مرشحون لحزب العمال، المنافس الرئيس لحزب المحافظين، المحطة بـ"الاستسلام" لجونسون.

وقال وزير الثقافة السابق والمرشح عن حزب العمال في إكستر، بين برادشو، في تغريدة: "هذا معيب واستسلام خسيس من إدارة بي بي سي، وهذا سيجعل صحفيي بي بي سي المحترفين في حالة هلع وإحباط تجاه مؤسسة وصلت بأخلاقياتها إلى الحضيض".

واعتبر أن قرار المحطة "خاطئ.. بي بي سي تم العزف لها من قادة المحافظين، ويجب ألّا ترقص على هذه المعزوفة".

واتهم مغردون؛ "بي بي سي "بأنها أجرت تعديلا على تسجيل بحيث تم تخفيض صوت ضحكات بوجه جونسون، خلال برنامج تلفزيوني لتلقي الأسئلة من الجمهور، وتناوب خلاله قادة الأحزاب الرئيسة على الوقوف على المنصة.

بل إن معلقين اتهموا أندرو نيل بأنه بالغ بالضغط على زعيم حزب العمال جيرمي كوربين خلال مناقشته في برنامجه الانتخابي، وركز على قضية تصفية زعيم تنظيم الدولة، أبو بكر البغدادي، وإن كان سيأمر كوربين بقتله لو كان رئيسا للوزراء، مع الإشارة إلى أنه قد سُمح لجونسون بعدم المرور بهذا "الاستجواب" حتى الآن، فيما أتيحت أمامه برامج أخرى ذات طبيعة مختلفة رغم الشرط السابق لبي بي سي بهذا الصدد.

واتهم وزير الخزانة في حكومة الظل، جون ماكدونيل، جونسون بأنه "يرى نفسه فوقنا جميعا"، معتبرا أنه يرفض الظهور في برامج تلفزيونية لتمحيص برنامجه الانتخابي "لأنه يشعر أنه فوق المحاسبة".

كما رفض جونسون المشاركة في مناظرة لقادة الأحزاب على القناة الرابعة، حول التغير المناخي، الخميس، ما دفع القناة لوضع مجسم ثلجي قابل للذوبان مكانه، للتذكير بتأثيرات التغير المناخي.

وردا على ذلك، تقدم حزب المحافظين بشكوى لدى الهيئة المنظمة للبث التلفزيوني (أوفكوم)، متهما إياها بالتحيز. كما هدد الحزب بسحب وضعية القناة كقناة عامة إذا ما فاز الحزب في الانتخابات.

كان قسم الشكاوى في "بي بي سي" قد طرح قبل أيام استفتاء عبر تويتر؛ حول الاتهامات بانحياز المحطة إلى حزب المحافظين، داعيا الجمهور للإدلاء بآرائهم حول المسألة.

وتعدّ مسألة حياد "بي بي سي" مسألة حساسة في بريطانيا، لأن المؤسسة ممولة بالكامل من ضريبة خاصة تفرض مباشرة على جميع السكان.

كما أن محطات التلفزيون بشكل عام مطالبة بالتوازن السياسي، وهي تخضع لمراقبة "أوفكوم" التي تستطيع فرض عقوبات في حال ارتكاب مخالفات، بخلاف الصحف التي لها حرية اختيار اتجاه سياسي معين.

ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم حزب المحافظين بنسب متفاوتة انخفضت مؤخرا إلى فارق بست نقاط، إلا أن النتائج غير محسومة بشأن تمكن جونسون من الفوز بأغلبية المقاعد في البرلمان، أم سيضطر لتشكيل حكومة ائتلافية مجددا.