السبت 2021/06/12

إيران وفنزويلا تختبران رد فعل إدارة بايدن بـ”السفينة مكران والفرقاطة سهند”

ظهرت السفينة الإيرانية (مكران) والفرقاطة المصاحبة لها (سهند)، الجمعة، وهما في الطريق إلى الشمال الغربي في المحيط الأطلسي، وفقًا لما نقلته صحيفة بوليتيكو عن مسؤول دفاعي.

 

وتتعقب الولايات المتحدة السفينتين التابعتين للبحرية الإيرانية، واللتين قد تكونان في طريقهما إلى فنزويلا، ويحتمل أنهما تنقلان أسلحة.

 

وفي الصيف الماضي، أثار تقرير قلقا في دوائر الأمن القومي في واشنطن، حيث كانت فنزويلا تدرس صفقة أسلحة جديدة مع إيران، يمكن أن تشمل صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة.

 

وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، المطعون في شرعيته، مازحا إن عملية الشراء كانت "فكرة جيدة". لكن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب حذرت كاراكاس، مهددة بشكل خاص بالقضاء على أي صواريخ بعيدة المدى.

 

واليوم، يشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من أن السفينتين اللتين تبحران ببطء عبر المحيط الأطلسي ربما تحملان الأسلحة التي زُعم أن فنزويلا كانت تتطلع إليها قبل عام. 

 

والآن، تحذر إدارة الرئيس جو بايدن كاراكاس، قائلة بشكل ينذر بالسوء أن الولايات المتحدة ستتخذ "الإجراءات المناسبة" إذا لزم الأمر.

 

ورداً على تقرير من بوليتيكو، قال مسؤول كبير في إدارة بايدن إن الولايات المتحدة تعتقد أن السفينتين ربما تحملان أسلحة تم الاتفاق عليها في الصفقة المزعومة بين فنزويلا وإيران العام الماضي. 

 

ولم يحدد المسؤول أنواع الأسلحة التي قد تكون على متنها أو ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتبر زوارق الهجوم السريع "سلاحًا". 

 

ولم يذكر المسؤول أيضًا ما إذا كانت الأسلحة تشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة، لكنه قال إنها يمكن أن تشكل تهديدًا للدول الشريكة لأميركا في نصف الكرة الأرضية.

 

وقال المسؤول البارز في إدارة بايدن: "تم بيع الأسلحة الإيرانية قبل عام واحد في ظل الإدارة (الأميركية) السابقة، ومثل العديد من المواقف المتعلقة بإيران في ظل الإدارة السابقة ... نحن نعمل على حلها من خلال الدبلوماسية". 

 

وأضاف "نحتفظ بالحق في اتخاذ التدابير المناسبة بالتنسيق مع شركائنا لردع عبور أو تسليم مثل هذه الأسلحة".

 

والخميس الماضي، قال وزير الدفاع لويد أوستن، ردا على أسئلة المشرعين حول السفن: "أنا قلق للغاية بشأن انتشار الأسلحة، أي نوع من الأسلحة، في منطقتنا"، ليصبح أول عضو في إدارة بايدن يتحدث علنا عن هذه القضية.

 

وتقول بوليتيكو: "ليس من الواضح بنسبة 100 في المئة ما تحمله السفينتان الإيرانيتان -على الرغم من وجود بعض الأدلة الفوتوغرافية على أن الشحنة قد تشمل قوارب سريعة الهجوم يمكن تسليحها والتي استخدمتها طهران مرارًا لمضايقة السفن الأميركية في الخليج العربي. 

 

فقد تمت تغطية جزء كبير من الحمولة، الأمر الذي يجعل المسؤولين والمحللين في حالة تكهن".

 

كما أنه من غير الواضح إلى أي مدى ستذهب الولايات المتحدة لإيقاف السفينتين بخلاف اتباع الدبلوماسية الهادئة وإصدار البيانات العامة. 

 

وتقول صحيفة بوليتيكو إنه كلما اقتربت السفينتان، أصبح من الواضح أن إيران وفنزويلا تريدان معرفة رد فعل الإدارة الأميركية الجديدة، على الرغم من أن بايدن قد أشار إلى أنه قد يرفع بعض العقوبات عن كلا البلدين.

 

وقال إيدي أسيفيدو، المساعد الجمهوري السابق في الكونغرس والمتخصص في قضايا أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، ويعمل الآن مع مركز وودرو ويلسون: "إنهم يختبرون الإدارة الجديدة لمعرفة ما تفعله. إيران تبحث عن نفوذ للمحادثات النووية، والنظام الفنزويلي يحاول دفع الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات قبل المحادثات مع المعارضة الفنزويلية".

 

وتجري طهران محادثات مع القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 في فيينا. وكان ترامب انسحب عام 2018 من اتفاق نووي أُبرم مع إيران في 2015.

 

ما هو واضح أيضًا، وفقًا لما تقوله "بوليتيكو" نقلا عن بعض المحللين والمسؤولين الأميركيين السابقين، هو أن "طهران وكراكاس تواصلان توسيع علاقاتهما الثنائية والتعاون العسكري في مواجهة العداء الأميركي". 

 

بالنسبة لفنزويلا، التي انهار اقتصادها في عهد مادورو إلى حد كبير، تعد إيران موردًا مفيدًا لكل شيء من البنزين إلى محلات البقالة، فضلاً عن النصائح حول كيفية تفادي العقوبات الأميركية. 

 

وبدأت إيران العام الماضي إرسال ناقلات وقود لفنزويلا للمساعدة في تخفيف نقص حاد في البنزين هناك. وتئن كل من إيران وفنزويلا تحت وطأة عقوبات أميركية.

 

وكانت ثلاثة مصادر مطلعة ذكرت لرويترز، في فبراير، أن فنزويلا ترسل شحنات من وقود الطائرات إلى إيران في مقابل واردات من البنزين تحتاجها، وذلك في إطار اتفاق مقايضة توصلت إليه شركتا النفط المملوكتان للدولة في البلدين.

 

وبالنسبة لإيران، التي يعود عداءها لأميركا إلى أكثر من 40 عامًا، فإن الصلة بفنزويلا هي طريقة أخرى لتحدي واشنطن في نصف الكرة الأرضية الخاص بها مع الترويج لأيديولوجيتها الإسلامية الشيعية خارج منطقة الشرق الأوسط، بحسب بوليتيكو. 

 

وفي السنوات الأخيرة، تزايد قلق المسؤولين الأميركيين بشأن نفوذ الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله، المدعومة من طهران، في فنزويلا.

 

وقال إيمانويل أوتولينغي، زميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن إيران تريد أن تقول لأميركا: "لقد كنتِ تنشطين في مضيق هرمز والخليج الفارسي على مدار العقود الأربعة الماضية، سنفعل نفس الشيء".

 

وحتى يوم الجمعة، ظهرت السفينتان الإيرانيتان في طريقها إلى الشمال الغربي في المحيط الأطلسي، وفقًا لمسؤول دفاعي.

 

وقد شوهدت السفينة مكران وهي ناقلة نفط سابقة تم تحويلها إلى قاعدة انطلاق أمامية، و(سهند) أحدث فرقاطة إيرانية - على بعد حوالي 6437.376كم من فنزويلا.

 

وفي المقابل أكد مسؤولون إيرانيون أن السفينتين في المحيط الأطلسي. بينما حثت الولايات المتحدة بشكل خاص فنزويلا وكوبا ودول أخرى في المنطقة على رفض السماح للسفينتين بالرسو، حسبما قال أشخاص مطلعون.