الخميس 2015/09/03

أوباما ينجح في تأمين عدد كاف من الأصوات لاستخدام حق “الفيتو”

استطاع الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، تأمين عدد كافٍ من الأصوات داخل مجلس الشيوخ لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار محتمل قد يتخذه الكونغرس، لإبطال الاتفاق النووي مع إيران الذي أقرته 5 دول كبرى إلى جانب الولايات المتحدة.

 

جاء ذلك، بعد أن أعلنت "باربرا ميكولوسكي " عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي للحزب الديمقراطي عن ولاية ميريلاند عن تأييدها للاتفاق النووي مع إيران، في بيان نشرته، في وقت سابق أمس، على صفحتها الإلكترونية.

 

وقالت "ميكولوسكي" في البيان "خلال مراعتي لهذا الاتفاق، كان السؤالان اللذان راوداني هما: كيف سيؤثر هذا الاتفاق على سلامة الولايات المتحدة وأمنها ؟ وكيف سيكون تأثيره على سلامة وأمن وحياة اسرائيل؟ ".

 

وأضافت قائلة "ليس هنالك اتفاق متكامل، خاصة ذلك الذي يأتي عن طريق التفاوض مع النظام الإيراني، ولقد توصلت إلى استنتاج بأن خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي مع إيران) هي أفضل خيار متاح لمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، ولهذه الأسباب سوف أصوت لصالح الاتفاق، لكن على الكونغرس في كل الأحوال تأكيد التزامنا بسلامة وأمن اسرائيل".

 

من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، أمس، "أعتقد أن الطريقة الأسرع لحصول سباق للتسلح في الشرق الأوسط هو عدم إقرار هذا الاتفاق، لإننا إذا لم نحصل على هذا الاتفاق فإن إيران اعلنت بوضوح عن الاتجاه الذي ستتخذه"، في إشارة إلى قيام إيران بالمضي في عملية انتاج سلاح نووي إذا لم يتم إلزامها عن طريق هذا الاتفاق بالتخلي عن المشروع.

 

جاء كلام الوزير الأمريكي هذا، في معرض خطاب ألقاه في مركز "ناشيونال كونستيتيوشن" بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا.

 

هذا وبعث "كيري"، أمس، برسائل إلى جميع اعضاء الكونغرس بشقيه، الشيوخ والنواب، يشرح لهم التزام واشنطن بأمن اسرائيل ودول الخليج العربي على إثر تمرير الإتفاق النووي.

 

وكان "أوباما" قد وعد اثناء خطاب خالة الاتحاد في وقت سابق من العام الجاري باستخدام حق النقض إذا ما حاول الكونغرس رفض الاتفاق النووي مع إيران، وهو أمر يتطلب حصوله على أكثر من ثلث الأصوات داخل الكونغرس لكي يكون الفيتو الذي سيتخدمه غير قابل للرد وهو أمر استطاع تحقيقه اليوم بعد حصوله على الصوت الرابع والثلاثون من أصل 100 عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي.

 

ويحتاج الكونغرس الأمريكي إلى نسبة تزيد على ثلثي اعضاء مجلس الشيوخ ومثلها في مجلس النواب كي يبطل قدرة الرئيس على استخدام حق النقض.

 

ورغم أن أوباما سيتمكن الآن من تمرير الاتفاق باستخدام حق الفيتو إلا أنه سيظطر إلى عقد الاتفاق مع إيران دون موافقة أغلبية الكونغرس، وهو أمر قال عنه مراقبون قد يسبب الحرج له مالم يستطع ضمان 41 صوتاً داخل مجلس الشيوخ لضمان عدم التصويت على الاتفاقية.

 

حيث يشترط النظام الداخلي للكونغرس أن تتم الموافقة أولاً على التصويت على قرارٍ ما قبل طرحه للتصويت، إذ يتوجب الحصول على 61 صوتاً ليمكن التصويت على قرار، وهو أمر يحاول البيت الأبيض الوصول إليه كي يستطيع تجنيب الرئيس الأمريكي الحرج، حيث يمتلك الديمقراطيون الذين ينتمي اليهم أوباما، 45 مقعداً في مقابل الجمهوريين الذين يمتلكون 56 مقعداً.

 

ويخوض البيت الأبيض، معركة شرسة، ضد الجمهوريين ولجنة العلاقات العامة الأمريكية - الإسرائيلية التي رصدت بحسب تقارير إعلامية ما بين 20-40 مليون دولار لبث إعلانات تلفزيونية دعائية تحث المواطنين الأمريكيين للضغط على ممثليهم في الكونغرس لرفض الاتفاق.

 

هذا ومن المفترض أن يتم التصويت على الاتفاق النووي الذي أبرمتها مجموعة 5+1 مع إيران، في 17 سبتمبر/ أيلول القادم.

 

وأبرمت مجموعة (5+1) والتي تشمل الأعضاء الدائميين في مجلس الأمن وهم روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى المانيا، في 14 يوليو/ تموز الماضي اتفاقاً نووياً مع إيران يضمن عدم انتاجها سلاحاً نووياً في مقابل رفع العقوبات عنها وذلك بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات المتقطعة.

 

ويمنح الاتفاق الحق لمفتشي الأمم المتحدة، بمراقبة وتفتيش بعض المنشآت العسكرية الإيرانية، وفرض حظر على توريد الأسلحة لإيران لمدة خمس سنوات، مقابل رفع عقوبات مفروضة على طهران.