الأربعاء 2020/09/23

أفغانستان.. واشنطن تتحدث عن مستويات عنف غير مقبولة وتعتزم سحب قواتها أيار المقبل

قال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، إن مستويات العنف في أفغانستان غير مقبولة، وذلك عقب مقتل العشرات من القوات الحكومية وحركة طالبان في الأسبوعين الماضيين، فيما أعلن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية أن بلاده تعتزم وفق خطة حذرة سحب جميع قواتها من أفغانستان بحلول مايو/أيار المقبل.

وأضاف خليل زاد في تصريحات أدلى بها أمام جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي أن مستويات العنف في أفغانستان غير مقبولة بكل المقاييس، وأنه بالإمكان تخفيضها.

واعتبر المسؤول الأميركي، خلال جلسة عقدتها لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب بشأن إستراتيجية إدارة ترامب في أفغانستان، أن "الظروف الآن أفضل مما كانت عليه خلال 40 عاما الماضية بشأن السلام في أفغانستان".

غير أن المبعوث الأميركي شدد على أن رغم تفاؤل بلاده فإنها تدرك بأن "ثمة تحديات مستقبلية؛ بسبب تعقيدات النزاع في أفغانستان"، وتوقع حدوث انتكاسات خلال مفاوضات السلام الجارية في الدوحة بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية.

وحدد المتحدث نفسه إستراتيجية بلاده في أفغانستان في 4 محاور، وهي مواصلة مطالبة طالبان بالالتزام الذي قطعته الحركة على نفسها في اتفاق الدوحة المبرم في آخر فبراير/شباط الماضي، وتعديل وضع القوات الأميركية تبعا لتطور الوضع الميداني، ودعم الأطراف الأفغانية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، وأخيرا العمل مع شركاء ومانحين إقليميين ودوليين لحشد دعم دولي لعملية السلام في أفغانستان.

ولفت خليل زاد إلى أنه في حال أصبحت حركة طالبان في المستقبل جزءا من الحكومة الأفغانية، فإن على الكونغرس التعامل مع ذلك؛ نظرا لعدم السماح بتقديم أي مساعدة أميركية للحركة في الوقت الحالي.

سحب القوات

من ناحية أخرى، قال ديفيد هيلفي، القائم بأعمال مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادي، في الجلسة البرلمانية نفسها إن بلاده ستسحب جميع جنودها من أفغانستان بحلول شهر مايو/أيار المقبل إذا التزمت طالبان بجميع بنود الاتفاق معها.

وأضاف هيلفي أن خطة وزارته في الوقت الحالي هي خطة مشروطة بتنفيذ طالبان لالتزاماتها، وتهدف إلى خفض عدد القوات الأميركية إلى ما بين 4 آلاف و5 آلاف جندي بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وفي سياق متصل، قال رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله أمس في مؤتمر عبر الإنترنت إن مستويات العنف في بلاده ما تزال "مرتفعة جدا لدرجة غير مقبولة بالنسبة للشعب الأفغاني"، داعيا الأطراف التي تملك تأثير على طالبان بالضغط عليها من أجل تخفيض حدة العنف.

وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية صرح قبل أيام بأن هجمات طالبان أودت بحياة 98 مدنيا وأصابت 230 آخرين خلال الأسبوعين الماضيين.

ورغم الضغوط الدولية، خاصة من أميركا، ترفض طالبان وقف إطلاق النار قبل التوصل إلى اتفاق مع حكومة كابل في المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة من أجل الاتفاق على إنهاء الحرب في أفغانستان، ورسم مستقبل البلاد في المرحلة اللاحقة.

أجواء إيجابية

وعبّر رئيس لجنة المصالحة الأفغانية في مؤتمر عن بعد نظمه مجلس العلاقات الخارجية، وهو مركز أبحاث أميركي، عن تفاؤله بأجواء مفاوضات الدوحة بين وفدي الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وقال إن المفاوضات تتواصل على مستوى مجموعات اتصال، مشيرا إلى أن الوفدين أخذا في التعرف على بعضهما البعض.

غير أن المسؤول الأفغاني ذكر بأن عددا من مقاتلي طالبان، الذين أفرجت عنه كابل في الفترة الأخيرة، عادوا إلى ساحات القتال، مضيفا أن في ذلك انتهاكا للتعهدات، التي التزم بها المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل بين حكومة كابل وطالبان.

ويجتمع وفدا تفاوض يمثلان طالبان والحكومة في العاصمة القطرية منذ بدء المحادثات يوم 12 سبتمبر/أيلول؛ لكنهما لم يحققا تقدما في القضايا الأساسية وعلى رأسها وقف إطلاق النار.

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين ومفاوضين أن الفجوة ما تزال متسعة بين كابل وطالبان بشأن أهم القضايا الأساسية، وذلك رغم مرور أكثر من أسبوع على بدء محادثات تاريخية بالدوحة، وتهدف إلى وضع نهاية للحرب المستمرة منذ عقدين، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف، وكذلك الاتفاق على المستقبل السياسي للبلاد، بما فيها شكل الدولة وصياغة الدستور.