الثلاثاء 2020/10/20

أردوغان يهاجم ماكرون والمنزعجين من صعود الإسلام

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى لمحاسبة الإسلام والمسلمين، منددا بمن أسماهم المنزعجين من صعود الإسلام، بينما تكرم باريس مدرس التاريخ صمويل باتي الذي قُتل بعد نشره رسوما تسيء للنبي.

وخلال اجتماع نظمته رئاسة الشؤون الدينية التركية لوزراء ومسؤولين دينيين في البلدان الأعضاء والمراقِبة بمنظمة التعاون الإسلامي، قال أردوغان "ينبغي علينا كمسلمين أن نصغي لبعضنا أكثر، وأن نتبادل الأفكار في هذه الفترة المؤلمة والمليئة بالتحديات".

واعتبر أن "التعصب القومي والمذهبي والإرهاب فتن تنخر العالم الإسلامي من الداخل"، وأن المسلمين يواجهون العديد من المشاكل المعقدة، مثل الجوع والجهل واللامساواة والصراعات، لا سيما في اليمن وسوريا وأفغانستان وليبيا.

ورأى الرئيس التركي أن "الواقع المحزن للمسلمين يشجع الإمبرياليين وأعداء الإسلام على محاولة النيل منهم"، حيث يوظف ساسة الغرب الخطابات المعادية للإسلام للتغطية على إخفاقاتهم، حسب قوله.

كما أشار إلى أن "المنزعجين من صعود الإسلام، يهاجمون ديننا عبر الاستشهاد بالأزمات التي كانوا هم سببا في ظهورها".

ووجّه أردوغان انتقاده إلى ماكرون، معتبرا أن غاية الأخير من إطلاق مبادرة "الإسلام الفرنسي" هي محاسبة الإسلام والمسلمين.

وأكد الرئيس التركي أن نحو ألف مسلم يذهبون ضحية الإرهاب والعنف في العالم يوميا، في حين ينص الإسلام على أن "المسلم من سلِم المسلمون من يده ولسانه"، كما في الحديث الشريف.

تكريم المدرس

وفي باريس، أقامت الجمعية الوطنية (البرلمان) مراسم لتكريم المدرس باتي، الذي قتل على يد شاب شيشاني ردا على إساءته للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ووقف النواب أمام مبنى الجمعية وتحت القبة تكريما له.

وقال وزير التعليم الفرنسي، جون ميشيل بلانكير، لقناة تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، إن الضحية سيحصل على وسام جوقة الشرف، وهو أعلى الأوسمة الفرنسية.

وفي السياق نفسه، ستقام مراسم عامة لتكريم باتي بجامعة السوربون في باريس غدا.

ووفقا للرواية الرسمية، قُتل باتي (47 عاما) بعد ظهر الجمعة قرب مدرسة كان يدرس فيها التاريخ والجغرافيا بمنطقة كونفلان سانت أونورين (غرب باريس)، ثم قتلت الشرطة القاتل، الذي قالت إنه لاجئ شيشاني يدعى عبد الله أنزوروف (18 عاما)، بالرصاص.

وجاء ذلك بعدما عرض باتي رسوما كاريكاتيرية تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم في درس عن حرية التعبير.

وتشهد فرنسا حالة من التوتر بعدما قال ماكرون مطلع هذا الشهر إن الإسلام يعيش أزمة في كل مكان بالعالم، وإن على فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام موازٍ وإنكار الجمهورية الفرنسية، وذلك في معرض تقديمه مشروع قانون ضد "الانفصال الشعوري" يعتبر استهدافا للجالية المسلمة.

وفي أحدث التطورات، اعتقلت السلطات في تولوز 3 نساء أثناء إلصاقهن رسوما مسيئة للنبي في شوارع المدينة، مساء الاثنين، تأكيدا على "حقهن في التجديف" حسب تعبيرهن.

وأتت هذه الواقعة بعد ساعات من إعلان وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، أنه أمر بإغلاق مسجد في ضواحي باريس بعدما نشر على الإنترنت مقطع فيديو يستنكر عرض الرسوم المسيئة للنبي من قبل المدرس.

وأطلقت السلطات، الاثنين، حملة ضد أفراد وجمعيات إسلامية، وتوعدت بشن "معركة ضد أعداء الجمهورية" حسب تعبيرها.