السبت 2019/09/14

أردوغان: كنا مضطرين لشراء “إس-400” من أجل السلام في المنطقة

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن بلاده كانت مضطرة لشراء منظومة صواريخ “إس-400” الروسية؛ من أجل السلام في المنطقة، ولحاجتها لمثل هذه المنظومات الدفاعية.

جاء ذلك في مقابلة مع وكالة “رويترز”، الجمعة، في مكتب رئاسة الجمهورية بقصر “دولمة بهتشه” في مدينة إسطنبول.

وأشار أردوغان إلى أن “إس-400” تأتي في مقدمة القضايا بين تركيا والولايات المتحدة في الوقت الراهن.

وشدد على أن خطوة شراء “إس-400” لم تحدث من فراغ، بل كان لها ماض بدأ في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في إشارة إلى امتناع واشنطن وقتها عن بيع تركيا منظومة صواريخ “باتريوت” بذريعة أن “الكونغرس لا يسمح بذلك”.

وبيّن الرئيس التركي أن نظيره الأمريكي دونالد ترامب، عبّر عن انزعاجه حيال امتناع إدارة أوباما عن ذلك.

وقال أردوغان إن “روسيا أبدت موقفا صادقا تمثل في موضوع الإنتاج المشترك للمنظومة وتوفير القرض إلى جانب الجدول الزمني السليم، وهو ما ساهم في تسريع العملية”.

وتابع: “رغم كل ذلك، كنا مضطرين لاتخاذ هذه الخطوة من أجل السلام في المنطقة، وكما تعلمون هذه ليست منظومة هجومية وإنما دفاعية، وكنا بحاجة لها”.

ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده طلبت الحصول على منظومة دفاعية من شركائها أيضا باعتبارها عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأوضح أن هناك شركاء ساعدوا أنقرة في هذا الصدد، ولكنهم سحبوا هم أيضا الأنظمة من الأراضي التركية بعد فترة قصيرة.

وشدّد أردوغان على أن تركيا سترتاح شيئا ما بفضل شراء “إس-400″، لأن المنظومة ستُنصب في مكانها في أبريل/ نيسان المقبل كحد أقصى.

أردوغان قال أيضا إن تركيا اتخذت خطوات هامة للغاية في الصناعات الدفاعية، وستنظر للمستقبل كقوة آمنة أكثر في المنطقة، وعضو في الناتو يمتلك التدابير اللازمة في الحماية الأمامية.

وجدد تأكيده على عدوم وجود جوانب لدى “إس-400” تتعارض مع مقاتلات “إف-35”.

وتابع: “قمنا بجيمع التدقيقات في هذا الصدد، لأن هذا في النهاية نظام دفاعي”.

وأوضح أنه لا يمكن التفكير بأن التهديدات بفرض عقوبات تعكس الحقيقة في ضوء موقف ترامب المتفهم لما جرى.

ومضى يقول “من ناحية المال نحن ندفع.. وقد بلغت مدفوعاتنا مليار و350 مليون دولار بشأن مقاتلات إف-35 التي نحن شركاء ومنتجون لها أصلا”.

وأشار إلى أن تركيا تنتج عديدا من القطع للمقاتلات المذكورة، وبالتالي فهي تتمتع بصفة المنتج وليست سوقًا ولديها بروتوكول لشراء 100+15 مقاتلة منها.

وقال إن هذه الأمور تعرضت للانقطاع، وقد جرى تعليق عملية تدريب الطيارين الأتراك على استخدام المقاتلات (في الولايات المتحدة).

أردوغان أكّد أيضا أنه سيبحث هذه التطورات خلال رحلته إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل للمشاركة في قمة الأمم المتحدة.

وأعرب عن اعتقاده في أن دولة مثل الولايات المتحدة لن ترغب في إلحاق مزيد من الضرر بحليفتها تركيا.

واستدرك: “لأن هذا ليس سلوكًا عقلانًيا ولا سياسة خارجية مسؤولة على الإطلاق”.

وحول أنظمة “باتريوت” الأمريكية، قال أردوغان إنه عرض على ترامب في وقت سابق شراءها من الولايات المتحدة بغض النظر عن صفقة “إس-400”.

وأردف: “قال لي (ترامب) ’هل أنت جاد؟‘ قلت له ’نعم.. لقد قلنا ذلك للزملاء.. يمكننا شراء الباتريوت بمعدل معين وحزمة معينة في مثل هذه الشروط، الانتاج المشترك، القروض أو ما شابه‘”.

وتابع: “قال لي (ترامب) ’هل أنتم صادقون في هذه المسألة‘ قلت له ’نعم صادقون.. نبحث ذلك بشكل مفصل عندما آتي إلى أمريكا‘”.