السبت 2019/01/19

أخطاء فادحة ارتكبها الجيش الأمريكي في العراق.. ما هي؟

نشر الجيش الأمريكي دراسة من ألف صفحة تناقش تاريخه العسكري في العراق، متضمّنة مئات الوثائق التي رُفعت السرية عنها، محمّلة القوات التي غزت العراق ارتكاب أخطاء فادحة، إضافة لأخطاء رئيس وزراء حكومة بغداد، نوري المالكي.

وكشفت الدراسة أن نشرها جاء لاستخلاص الدروس من العثرات العسكرية العديدة خلال غزو العراق، الذي استمر 8 سنوات؛ بين عامي 2003 و2011، مخلّفاً 4000 قتيل، بحسب ما نقل موقع "ناس" العراقي.

وصدرت الدراسة تحت عنوان "الجيش الأمريكي في حرب العراق"، عن الكلية الحربية للجيش الأمريكي، وقد أخذت وقتاً طويلاً لإعدادها من قبل الجنرال المتقاعد رايموند أوديرنو، منذ 2013، حين كان يمارس مهامه في العراق.

وذكرت الدراسة أن تحسّن الوضع الأمني في العراق بعد 2007 يعود إلى خطة زيادة عدد القوات الأمريكية، والذي بلغ حينها نحو 150 ألف جندي، مضيفة أن الجيش الأمريكي فشل في الاعتراف بقادة فعالين في ساحة المعركة، بل أظهر ميلاً إلى معاقبة المبدعين منهم، وهي حقيقة لم يواجهها الجيش أو يتعامل معها.

وأدّى انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011، بعد الفشل في التوصّل إلى اتفاق مع حكومة بغداد حول مهمة مستمرّة، إلى ترك الجيش العراقي الذي كان غير مستعد للتعامل مع عمليات التمرّد المقبلة، ما تسبّب بتدهور أمني واضح، بحسب الدراسة.

ووجّهت أصابع الاتهام إلى حكومة بغداد بقيادة نوري المالكي حينها؛ لارتكابه أخطاء بحق بعض الأوساط السنية أدّت إلى تفاقم الانقسامات الطائفية، وتسبّبت بعودة العنف للبلاد، مؤكدة أن الحرب التي بدأت عام 2003 لم تنتهِ بعد.

وأشارت إلى أن "الخطط العسكرية لم تكن تتوقع اتخاذ قرار سحب جميع القوات الأمريكية في خريف 2011، بل استندت إلى افتراضات خاطئة مفادها أن وزارة الخارجية ستدعم جهود التدريب، في حين أن الجهود المبذولة لتدريب قوات حكومة بغداد لم تكن كافية".

وجاء في الدراسة أنها لا تُلقي باللوم الكامل على الأخطاء العسكرية أو السياسية، بل كذلك على ما اعتبرته "قلّة وعي لدى قادة الجيش الأمريكي حول الديناميكيات الطائفية والاجتماعية والسياسية في البلاد، والتي غذّت الكثير من أعمال العنف".

وحمّلت الدراسة واشنطن تبنّيها تفسيرات خاطئة عن مستويات العنف وعدم الوعي في تأمين الاستقرار مع تراجع أعداد قواتها، الأمر الذي أدّى إلى فشل قادة جيشها في تحقيق الأهداف الاستراتيجية مع مرور الوقت؛ بسبب القرارات التي اتُّخذت بالتوافق.

وشنّت الولايات المتحدة حرباً على العراق عام 2003، بالتعاون مع عدة دول بينها بريطانيا وأستراليا، تسبّبت بدمار البلد وتهجير الملايين من أهله والإطاحة بحكم الرئيس الأسبق، صدام حسين، ثم محاكمته وإعدامه.