الخميس 2020/04/09

السعودية وروسيا تتفقان على خفض نفطي غير مسبوق تحت ضغط أمريكي

اتفقت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا أمس الخميس على خفض إنتاجهم النفطي أكثر من الخُمس وقالوا إنهم يتوقعون انضمام الولايات المتحدة ومنتجين آخرين إلى جهودهم الرامية لرفع الأسعار التي تعصف بها أزمة فيروس كورونا.

تبلغ تخفيضات أوبك وحلفائها، في إطار المجموعة المعروف باسم أوبك+، عشرة ملايين برميل يوميا بما يعادل عشرة بالمئة من الإمدادات العالمية، إلى جانب خمسة ملايين برميل يوميا إضافية متوقعة من دول أخرى للمساعدة في التعامل مع الأزمة النفطية الأعمق خلال عقود.

هوى الطلب العالمي على الوقود حوالي 30 مليون برميل يوميا، أو 30 بالمئة من الإمدادات العالمية، بعدما أدت إجراءات مكافحة انتشار الفيروس لتوقف الطائرات والحد من استخدام السيارات وكبح النشاط الاقتصادي.

لذا حتى خفض غير مسبوق بمقدار 15 مليون برميل يوميا قد لا يكفي لحجب ما يكفي من الخام لوقف الامتلاء السريع لمنشآت التخزين في العالم. لكن بدلا من إبداء أي استعداد لتقديم الدعم، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوبك إذا لم تصلح مشكلة تخمة المعروض بسوق النفط.

فقد حذر ترامب، الذي يقول إن الإنتاج الأمريكي يهبط بالفعل بسبب تدني الأسعار، الرياض من عقوبات وروسم على نفطها إذا لم تخفض بما يكفي لمساعدة صناعة النفط الأمريكية، التي تعاني في ظل تراجع الأسعار بسبب ارتفاع تكاليفها.

ويقول المسؤولون الروس وفي أوبك على السواء إن حجم الأزمة يتطلب مشاركة جميع المنتجين.

وقال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الثروة الروسي وأحد كبار المفاوضين النفطيين لموسكو، في تصريحات لرويترز “نتوقع من منتجين آخرين خارج نادي أوبك+ أن ينضموا إلى الإجراءات، وهو ما قد يحدث غدا أثناء (اجتماع) مجموعة العشرين.”

يعقب محادثات أوبك+ مكالمة اليوم الجمعة بين وزراء الطاقة لمجموعة العشرين ترتبها السعودية.

وسجلت أسعار خام القياس العالمي برنت أدنى مستوياتها في 18 عاما الشهر الماضي وهي متداولة عند حوالي 32 دولارا للبرميل الخميس، نصف مستواها في نهاية 2019.

وأظهرت وثائق من أوبك+ أن المجموعة، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا وآخرين، ستخفض الإنتاج عشرة ملايين برميل يوميا في مايو أيار ويونيو حزيران.

وسيقلص جميع الأعضاء إنتاجهم 23 بالمئة، مع خفض كل من السعودية وروسيا 2.5 مليون برميل يوميا والعراق أكثر من مليون برميل يوميا.

نهج تدريجي

أظهرت الوثائق أن أوبك+ ستقلص التخفيضات بعد ذلك إلى ثمانية ملايين برميل يوميا من يوليو تموز إلى ديسمبر كانون الأول ثم تخففها مجددا إلى ستة ملايين برميل يوميا من يناير كانون الثاني 2021 إلى ابريل نيسان 2022.

وقالت مصادر في أوبك+ إنهم يتوقعون تخفيضات من الولايات المتحدة وآخرين تصل إلى حوالي خمسة ملايين برميل يوميا لكن بيان المجموعة لم يذكر ذلك الشرط.

وقالت المصادر إن التخفيضات ستكون تدريجية، حيث تسعى المجموعة إلى التغلب على ممانعة الولايات المتحدة التي ترى الدول الأعضاء أن مشاركتها ضرورية للاتفاق. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الإنتاج سينخفض بشكل طبيعي على مدار عامين.

دعيت الولايات المتحدة، التي تجاوز إنتاجها السعودية وروسيا، إلى محادثات أوبك+ اليوم الخميس لكن من غير الواضح إن كانت قد شاركت في المؤتمر المنعقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. ووُجهت الدعوة أيضا إلى البرازيل والنرويج وكندا.

وفي مؤشر على الصعوبات التي تواجهها أوبك+ لحشد الدعم، قالت مقاطعة ألبرتا، منتج النفط الرئيسي في كندا، إنها خفضت الإنتاج بالفعل وإن أوبك لم تطلب منها المزيد. وقالت المقاطعة إنه تؤيد الفكرة الأمريكية لفرض رسوم على الخام المستورد.

وقبل المحادثات، كانت موسكو والرياض على خلاف بشأن مستوى الإنتاج المستخدم في حساب التخفيضات، بعد أن زادت السعودية معروضها في ابريل نيسان إلى مستوى قياسي بلغ 12.3 مليون برميل يوميا، من أقل من عشرة ملايين برميل يوميا في مارس آذار. بينما ظل الإنتاج الروسي حوالي 11.3 مليون برميل يوميا.

نشبت الخصومة بين البلدين أثناء اجتماع عاصف في فيينا في مارس آذار انهار خلاله اتفاق الإنتاج السابق.

وأظهرت وثائق أوبك+ أن الجانبين اتفقا أمس الخميس على أن تكون التخفيضات من خط أساس عند 11 مليون برميل يوميا لكلا البلدين.

وقال دميترييف، الذي كان الشهر الماضي أول مسؤول يقترح اتفاقا يضم دولا من خارج أوبك+، “تمكنا من التغلب على الخلافات. سيكون اتفاقا مهما للغاية. سيسمح لسوق النفط بالبدء في مسار للتعافي.”

وقد تأمر عدة ولايات أمريكية الشركات الخاصة بالحد من الإنتاج بموجب سلطات يندر استخدامها. وتجتمع الجهة التي تنظم صناعة النفط في ولاية تكساس، أكبر ولاية منتجة للنفط في البلاد حيث تنتج نحو خمسة ملايين برميل يوميا، يوم 14 أبريل نيسان لبحث تخفيضات محتملة.

ودعا أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي البيت الأبيض إذا لم تكبح السعودية الإنتاج إلى فرض عقوبات على الرياض وسحب القوات الأمريكية من المملكة وفرض رسوم على استيراد النفط السعودي.