الخميس 2020/03/05

أوبك تدعم أكبر خفض نفطي منذ أزمة 2008 وتنتظر روسيا

اتفقت أوبك أمس الخميس على خفض إنتاج النفط 1.5 مليون برميل يوميا إضافية في الربع الثاني من 2020 لدعم الأسعار المتضررة بفعل تفشي فيروس كورونا، لكنها جعلت تحركها مشروطا بانضمام روسيا ودول أخرى.

وقالت روسيا وكازاخستان، وكلتاهما من أعضاء المجموعة الأوسع نطاقا وغير الرسمية المعروفة باسم أوبك+، إنهما لم توافقا بعد على تعميق الخفض، مما يزيد خطر انهيار في تعاون يرفع أسعار الخام منذ 2016.

تتراجع بالفعل توقعات الطلب على النفط بفعل إجراءات عالمية لاحتواء الفيروس، مما دفع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) للنظر في إجراء أكبر خفض لها منذ الأزمة المالية في 2008.

وتقلص الطلب على الوقود في ظل تعطيل المصانع والإحجام عن السفر وتباطؤ أنشطة أعمال أخرى.

تستحث السعودية أوبك وحلفاءها، ومن بينهم روسيا، نحو خفض كبير يصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من 2020 مع مد تخفيضات حالية تبلغ 2.1 مليون برميل يوميا، ينتهي أجلها هذا الشهر، حتى نهاية 2020.

لكن الرياض، أكبر منتج في أوبك، وأعضاء آخرين في المنظمة يجدون صعوبة في إقناع روسيا بدعم الخطوة. وقال أنطون سيليانوف وزير المالية الروسي أمس الخميس إنه مستعد لانخفاض أسعار النفط إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وقال نورلان نوجاييف وزير الطاقة في كازاخستان، وهي منتج آخر من خارج أوبك، إن المحادثات تركز فقط على تمديد التخفيضات الحالية إلى يونيو حزيران.

وقالت أمريتا سين المؤسسة الشريكة في مركز إنرجي أسبكتس البحثي ”ربما تكون روسيا تقلل من شأن أن السعودية قد تكون مستعدة للانفصال إذا لم تحصل على رد إيجابي“.

وفي تطور غير تقليدي، عقد أعضاء أوبك اجتماعا آخر غير رسمي في وقت متأخر من يوم الخميس وقال مصدران إن أوبك ستوصي على الأرجح بأن تستمر تخفيضات إنتاج النفط الإضافية البالغة 1.5 مليون برميل يوميا حتى نهاية 2020.

وفيما مضى، كانت موسكو، التي ستنضم إلى محادثات بين دول أوبك+ يوم الجمعة في فيينا، تتردد خلال التحضير للاجتماعات لكنها كانت توافق في اللحظات الأخيرة.

لكن مصادر من أوبك تقول إن المفاوضات مع روسيا أكثر صعوبة هذه المرة. وقال مصدران من أوبك أمس الخميس إنه في حال عدم انضمام روسيا، فهناك خطر أن تصر السعودية على إلغاء قيود إنتاج أوبك بالكلية.

لكن أمين عام أوبك محمد باركيندو سعى للتقليل من المخاوف بأن التعاون مع روسيا يتداعى.

وقال بعد أن عقد وزراء أوبك محادثات غير رسمية في فندق بفيينا ”لا يوجد سبب لدينا للتشكيك في استمرار التزام الاتحاد الروسي بهذه الشراكة“.

وبعد الاجتماع الوزاري الرسمي، قالت أوبك إن تفشي فيروس كورونا أحدث ”وضعا غير مسبوق“ ومخاطر، مضيفة أن هناك حاجة لتحرك.

وقالت إن الوزراء اتفقوا على أن من المتوقع أن تساهم الدول من خارج المنظمة بخمسمئة ألف برميل يوميا من الخفض الإضافي ككل. وقالت المنظمة إن القيود القائمة على الإمدادات ستستمر لنهاية 2020.

”التصور الأسوأ“

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي إن أوبك لن تتحمل عبء التخفيضات وحدها، وإنه يتعين على الدول من خارج المنظمة المشاركة. وقال ”نحن جميعا معا في هذا. لذا لن يكون القرار لنا وحدنا“.

تخفض السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، بالفعل أكثر بكثير من حصتها بموجب الاتفاق الحالي، إذ تقلص إنتاجها بنحو عشرة بالمئة. وتخفض روسيا، الأكبر من حيث إجمالي الإنتاج، إنتاجها بما يوازي جزءا صغيرا من خفض الرياض.

وقال جاري روس مؤسس بلاك جولد إنفستورز إن التصور الأسوأ الذي ينطوي على عودة السعودية إلى كامل طاقة الإنتاج سيدفع أسعار النفط للانخفاض إلى ما بين 25 دولارا وثلاثين دولارا للبرميل.

وسيجعلها هذا عند مستوى سيكون مؤلما بالنسبة لدول أوبك التي تواجه صعوبات بالفعل عند أسعار في محيط الخمسين دولارا، وكذلك روسيا التي تقول إنها بإمكانها ضبط ميزانيتها عند سعر أربعين دولارا.

وقال روس ”ليس لدى أوبك+ خيار سوى خفض كبير للإنتاج بالنظر إلى فاقد الطلب المرتبط بالفيروس،“ مضيفا أنه يتوقع أن روسيا ”ستشارك لأنه يصب في مصالحهم الاقتصادية بقوة“.

صعدت أسعار خام برنت 0.6 بالمئة على خلفية أنباء خطة خفض أوبك لكنها تخلت عن أغلب تلك المكاسب عندما أشارت روسيا وغيرها إلى أن الاتفاق ليس بالأمر المؤكد.

وفي حالة الموافقة على خفض 1.5 مليون برميل يوميا المقترح من أوبك، فسيكون هذا أكبر بكثير مما كانت تتوقعه السوق حتى الأسبوع الجاري. وسيجعل إجمالي تخفيضات الإنتاج التي تطبقها المجموعة 3.6 مليون برميل يوميا، بما يعادل حوالي 3.6 بالمئة من الإمدادات العالمية.

كانت آخر مرة خفضت فيها أوبك الإمدادات بمثل هذا القدر في 2008 عندما قلصت الإنتاج 4.2 مليون برميل يوميا في مواجهة تباطؤ الطلب بفعل الأزمة المالية العالمية.

وتعقد أوبك اجتماعها الوزاري القادم في التاسع من يونيو حزيران.