الأحد 2019/01/13

5 معوقات هامة لفقدان الوزن

طريق علاج السمنة طويل بطول حياتك.. هذه حقيقة مؤكدة.

لماذا؟ ببساطة شدية لأن السمنة مرض مزمن متعدد الأسباب ومتنوع التأثير، يعيش معك ويصاحبك يوميا، لذا فإدراك المعوقات التي ستقابلها أثناء سيرك أمر هام وضروري، حتى تتمكن من الاستعداد لها والتغلب عليها.

أول هذه المعوقات هو "فهم طبيعة مرض السمنة": من حيث إنها مرض مزمن وليست مرضا حادا، بمعنى أن العلاج الأساسي فيها هو تغيير نمط حياتك في الأكل والشرب والرياضة، وكذلك عاداتك الصحية المصاحبة لحركة حياتك من سلوكياتك في التعامل مع الأزمات، وعدم اعتماد الإسراف في الأكل كوسيلة في التخلص من الضغوط، أما الظن بأنه بعمل أي تدخل "قوي وسريع" مثل إجراء عملية جراحية سيخلصك من مشكلة السمنة تخلصا كاملا، فهذا خطأ ووهم كبير.

معوقات هامة في مواجهة السمنة

1- الفهم الخاطئ

من المعتقدات الخاطئة أيضا في فهم مرض السمنة أنها مرض يحدث بسبب الكسل والنهم والشراهة في الأكل، لذا فالمريض عليه أن يتحمل وحده نتيجة أفعاله.

والصواب أن حوالي 70 % من أسباب السمنة تأتي بسبب اضطراب في الجينات يؤثر سلبا على المريض الذي يحتاج الدعم والتشجيع لا اللوم والتوبيخ.

وهذا الفهم الصحيح يجعلنا سعداء بما نحققه من إنجازات ولو بسيطة، ويجعلنا نضع أهدافا تتناسب، سهلة التحقيق ومرحلية ثم دائمة، حتى لا نصاب باليأس والإحباط، وهو عدو "علاج السمنة" الأول، حيث يأخذنا إلى حالة سيئة جدا قوامها "أنا الغريق فما خوفي من البلل"، فنأكل ونأكل ويزداد الوزن وتزداد الحالة سوءا.

2- اختلاف المستويات الاقتصادية والاجتماعية لمرضى السمنة

المستوى الاقتصادي والاجتماعىي لمريض السمنة قد يمثل عائقا للعلاج.. كيف؟

في كثير من الأحيان يكون الطعام الصحي والذي يحتوي على بروتينات وفواكه وخضروات مكلفا وغاليا، بل حتى ممارسة بعض الرياضات مثل السباحة أو اللعب في "جمنزيوم" أيضا قد يكون فوق قدرة بعض المرضى اقتصاديا.

كما قد يكون أيضا تناول الفيتامينات بشكل منتظم غاليا ومرهقا للبعض، أما الطامة الكبرى فقد تكون حين ننصح المريض بالإقدام على بعض الإجراءات العلاجية، كعمليات جراحات السمنة، ذات التكلفة المرتفعة.

وأنا أقترح بعض الحلول فى هذا المجال:

- أن يتم تدريب عدد أكبر من الأطباء على جراحات السمنة، حتى يمكن أداؤها بأمان في المستشفيات الحكومية.

- كذلك اعتبار أن هذه التدخلات الجراحية لعلاج السمنة هي تدخلات طبيىة علاجية، مثل اسئصال المرارة أو علاج الأورام، وليست تجميلية، وهذا التوصيف الجديد أصبح متفقا عليه عالميا، وبذلك نجعل شركات التأمين تشارك في تغطية التكلفة.

- فتح أبواب التبرع لدعم المرضى الفقراء الذين يعانون من سمنة مفرطة والذين يحتاجون رعاية طبية.

- وضع برامج صحية تعتمد على بدائل البروتينات والفواكه والخضروات الأرخص ثمنا والتى تراعي البعد الاقتصادي للمريض الفقير.

- البحث فى بدائل فيتامينات وأملاح "أقل تكلفة" وذات فاعلية مناسبة، كبديل للدواء المستورد مرتفع التكاليف.

3- الأهل والأصدقاء

للأسف الكثير من الأصدقاء ومن الأهل قد يمثلون عائقا لمن يريد تغيير سلوكيات حياته لفقدان الوزن والاستمتاع بحياة صحية وسعيدة، فترى أحدهم يدعوك إلى طعام وولائم مليئة بالحلويات والمأكولات غير الصحية ويقسم عليك بأن تأكل وتأكل، ويرفض إلا أن تطيعه وتستمع إليه. والأمل مع هؤلاء المقربين هو إقناعهم بأهمية البعد عن ذلك من خلال حوارات هادئة وموضوعية، لعلهم يقتنعون بذلك.

إلا أننا ننصح فى حالة رفضهم الاقتناع محاولة الإقلال من الاجتماع بهم وخاصة في مناسبات الطعام والاحتفالات، والاقتصار على التواصل عن بعد حماية للذات وللصحة العامة، وذلك بشكل مرحلي ومؤقت لحين استقرار نظامك أو تفهمهم لما تقوم به.

4- ضيق الوقت وعدم القدرة على إدارته

بشكل صحي: الانخراط الشديد فى حركة الحياة من عمل ورعاية لشؤون الأسرة والأولاد قد يمثل عائقا عند الكثيرين، فلا وقت لممارسة الرياضة أو حتى لإعداد طعام صحي، لذا نستسهل الطعام السريع المليء بالسعرات.

وعلاج هذه الحالة هو الحوار مع الذات أو الاستعانة بصديق للمعاونة فى إيجاد حلول بديلة تتيح للجسم ممارسة بعض الحركة ولو كبديل مؤقت لعدم القدرة على ممارسة نشاط رياضي منتظم.. فيمكنك مثلا استخدام السلم بدل المصعد أو أن تضع سيارتك بعيدا مئات الأمتار عن مكان عملك، أو تتحرك "5 دقائق" فى المكان بعد أداء كل صلاة، وغير ذلك من الحلول الابتكارية.

وللتخلص من ظاهرة الوجبات السريعة كثيرة السعرات، يمكنك دائما الاحتفاظ فى ثلاجتك بوجبات صحية خفيفة سابقة الإعداد، والإكثار من الفواكه والمأكولات الصحية يوم الإجازة، وأخذ طعام صحي معك لتناوله في يوم عملك الطويل خارج المنزل.

5- الأدوية

قد تكون الأدوية عدوا ظاهرا فى مسيرة خلاصك من السمنة، ورغم ذلك لا تستطيع التخلص منها في أوقات كثيرة.. كيف هذا؟

ببساطة لأن كثيرا من مرضى السمنة يعانون من أمراض أخرى مثل السكر أو الضغط والاكتئاب وكثير من الأدوية التي تعالج هذه الأمراض، مثل الأنسولين مثلا، تسبب السمنة كعرض جانبي، فنجد مريض السمنة الذي يعاني من هذه الأمراض يبذل جهدا كبيرا ويمتنع عن أكل الحلويات والنشويات، ومع هذا لا يفقد وزنه بسهولة أو مطلقا.

وقد اكتشف العلماء بعض الأدوية التي تعالج السكر والضغط والاكتئاب ولا تسبب زيادة فى الوزن، لذا كانت استشارة الطبيب المتخصص في هذا الشأن أمرا ضروريا وهاما لعلاج هذه الأمراض في حالة مريض السمنة.

هذه المعوقات الخمسة يمكن التحكم فيها والسيطرة عليها لو عرفناها وأدركنا علاجها واستعنا بالله أولا ثم بأنفسنا وبالأطباء ثانية، سننعم بحياة صحية سعيدة، وليكن شعارنا الدائم "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز".