السبت 2019/03/30

​تدخين الحوامل يزيد خطر إصابة أطفالهن بالسمنة

أظهرت دراسة أمريكية حديثة، أن تدخين الأمهات أثناء فترة الحمل، يزيد خطر إصابة أطفالهن بالسمنة.

الدراسة أجراها باحثون بجامعة كنتاكي الأمريكية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية (Experimental Physiology) العلمية.

وأوضح الباحثون أن السمنة تعدُّ وباء في الولايات المتحدة، حيث تصيب ما يقرب من 35 بالمائة من البالغين، و20 بالمائة من الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 6 و18 عاما.

وأضافوا أن السمنة تمثل عبئا اقتصاديا خطيرا أيضا، حيث يتم إنفاق أكثر من 150 مليار دولار سنويا على تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالسمنة في الولايات المتحدة وحدها.

وللتوصل إلى نتائج الدراسة، راقب الفريق عادات التدخين لدى 65 سيدة أثناء فترة الحمل، ووجدوا أن نصفهن تقريبا يدخن خلال هذه الفترة.

ولكشف آثار التدخين على الأطفال الجدد، تم عزل الحمض النووي الريبي من أنسجة "القلفة" التي يتم التخلص منها بعد الختان الروتيني للذكور، وتحليلها، مع التركيز على التعبير الجيني لبروتين يدعى "الكيميرين".

و"الكيميرين" بروتين ينتج عن الخلايا الدهنية، ويبدو أنه يؤدي دورا في تخزين الطاقة، وقد توصلت الدراسات السابقة إلى أن هذا البروتين موجود بمستويات مرتفعة في دم الأشخاص المصابين بالسمنة.

وأظهرت النتائج أن "الكيميرين" كان أكثر انتشارا في الجلد والخلايا المعزولة لدى الرضع الذين كانت أمهاتهم يدخنّ أثناء الحمل، ما يشير أنه يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في تنظيم الجينات التي تلعب دورا مهما في تطور الخلايا الدهنية، وبالتالي البدانة.

وقال الدكتور كيفن بيرسون، قائد فريق البحث: "لقد ثبت أن الأمهات اللائي يدخنّ أثناء الحمل يتعرض أطفالهن لخطر متزايد للإصابة بالسمنة، لكن الآليات المسؤولة عن هذا الخطر المتزايد لم تكن مفهومة جيدا".

وأضاف أن "نتائج هذه الدراسة تمثل خطوة أولى نحو تحديد تلك الآليات، مع التركيز على التدخلات المحتملة على المدى الطويل للحد من خطر التدخين على الأجنة".

وكانت دراسات سابقة، كشفت أن النساء اللواتي يدخنّ أثناء الحمل، أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون مشاكل صحية، أبرزها انخفاض الوزن عند الولادة، والولادة المبكرة، والعيوب الخلقية، ومتلازمة موت الرضع المفاجئ، إضافة إلى التأثير على كفاءة الرئتين، وهي أسباب رئيسية تزيد معدلات وفيات الرضع.

وقالت منظمة الصحة العالمية في أحدث تقاريرها، إن التبغ يقتل ما يقارب 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطون سابقون وحاليون للتبغ، ونحو 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.

وأضافت أن التدخين يعد أحد الأسباب الرئيسة للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية.