الأربعاء 2018/04/25

هل ينفع الزنك لعلاج نزلات البرد؟

دارت كثير من الأحاديث حول تناول الزنك لعلاج نزلات البرد منذ أن أظهرت دراسة في عام 1984 أن مكملات الزنك حالت دون إصابة الأشخاص بهذا المرض، ومنذ ذلك الوقت ونتائج الدراسة حول الزنك ونزلات البرد تأتي متباينة.

وقد أظهر، في الآونة الأخيرة، تحليل لعدد من الدراسات أن أقراص استحلاب الزنك أو شراب الزنك قللت من طول نزلة البرد، خاصة عند تناوله خلال 24 ساعة من بدء ظهور العلامات والأعراض.

كما أظهرت الدراسات أن تناول الزنك بانتظام قد يحد من عدد مرات الإصابة بنزلات البرد في العام وعدد أيام التغيب من المدارس وكمية المضادات الحيوية التي يستلزم أن يحصل عليها الأطفال الأصحاء.

وتحدث الإصابة بمعظم نزلات البرد نتيجة نوع فيروس يُطلق عليه اسم فيروس الأنف (rhinovirus) وهو يعيش ويتكاثر في الممرات الأنفية والحلق (الجهاز التنفسي العلوي)، ويتمثل دور الزنك في منع هذه الفيروسات من التكاثر، ومن الممكن أيضًا أن يمنع دخول فيروس الأنف إلى الأغشية المخاطية في الحلق والأنف.

وربما يكون الزنك أكثر فعالية عند تناوله في صورة أقراص استحلاب أو شراب، حيث إن هذا يسمح للمادة بالبقاء في الحلق والتعامل مع فيروس الأنف مباشرة.

وعلى الرغم من ذلك، لم يوصِ التقرير الذي أُجري مؤخرًا باستخدام الزنك، وذلك لأن عدد الأشخاص المشاركين في جميع الدراسات التي تم تحليلها، لم يكن كافيًا للاستيفاء بمعايير إثبات عالية.

كما أن الدراسات قد استخدمت جرعات ومستحضرات مختلفة من الزنك (أقراص استحلاب أو شراب) خلال فترات مختلفة من الزمن، وكنتيجة لذلك، لم يتم التبين من الجرعة الفعالة والنظام العلاجي.

وترتبط بالزنك، خاصة في أقراص الاستحلاب، آثار جانبية تشمل الغثيان أو المذاق السيئ في الفم، كما أن العديد من الأشخاص الذين استخدموا رذاذ الزنك الأنفي عانوا من فقدان دائم للشم.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تناول الزنك بكميات كبيرة إلى التسمم، ويمكن أن يسبب نقص النحاس وفقر الدم وتلفًا في الجهاز العصبي، لذا، في الوقت الحالي، يتمثل النهج الأكثر أمانًا في التحدث إلى الطبيب قبل التفكير في استخدام الزنك لمنع الإصابة بنزلات البرد أو تقليص طول الإصابة بها.