الثلاثاء 2020/05/26

مخاطر السفر الجوي.. جهود لدراسة سلوك فيروس كورونا في الطائرات

تبحث شركتا بوينغ وإيرباص، سلوك فيروس كورونا المستجد داخل الطائرات النفاثة، ضمن حملة صناعية تهدف إلى الحد من المخاطر التي أدت إلى توقف الحركة الجوية.

وستستعين الشركتان بأكاديميين ومهندسين وخبراء طبيين، سيفحصون تدابير جديدة لمنع انتقال المرض على متن الطائرات، وفق ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن شركات وأشخاص مشاركين في المناقشات.

وتأتي هذه الجهود المبذولة لفهم مخاطر السفر بالطائرة بشكل أفضل أثناء الوباء، في وقت تحاول شركات الطيران طمأنة الركاب بأن ارتداء الكمامات وتنقية هواء مقصورة الطائرة، يوفران حماية موثوقة من العدوى أثناء الطيران.

وقد تهاوت حركة النقل الجوي العالمية مع إغلاق الحكومات للحدود، وأوامر البقاء في المنازل.

وقالت بوينغ إنها تطور نماذج حاسوبية تحاكي بيئة المقصورة، ويمكنها في نهاية المطاف إبلاغ قرارات شركات الطيران ومسؤولي الصحة والمنظمين حول كيفية منع انتشار الفيروس.

بينما قالت إيرباص إنها تتبادل المعلومات مع جامعات في الولايات المتحدة ودول أخرى، وأن مهندسي الشركة يستكشفون أيضًا طرقًا أخرى للحد من انتشار الفيروس، بما في ذلك مواد التنظيف، والمطهرات التي يمكن أن تستمر لمدة خمسة أيام، إضافة إلى أجهزة لا تعمل باللمس في المراحيض.

وقال أشخاص مطلعون على هذه المناقشات إن إدارة الطيران الفيدرالية كانت على اتصال مع بوينغ وإيرباص وخبراء في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لتقييم مخاطر انتشار الفيروسات التاجية وكيفية تخفيفها.

وترعى إدارة الطيران الفيدرالية منذ سنوات أبحاثًا حول كيفية قياس وتقليل نفاد أبخرة الوقود والزيوت إلى الكبائن، لكن هذه الجهود لم يتم توسيعها رسميًا لفهم أفضل لكيفية تصرف فيروس كورونا المستجد داخل الطائرات.

وفي حين أن الكثير معروف عن أنظمة تهوية الطائرات وكيف يمكن أن تنتشر بعض مسببات الأمراض أثناء الطيران، قال الباحثون إنهم ما زالوا يتعلمون كيف يتصرف الفيروس الجديد في أماكن مختلفة.

لكن بوينغ أكدت إنها تبحث في تقنيات جديدة لتعزيز السلامة، بما في ذلك استخدام الأشعة فوق البنفسجية كمطهر ومضاد للميكروبات للأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر.

وقال كارل ليندن، أستاذ الهندسة البيئية في جامعة كولورادو بولدر، إن شركة بوينغ أبدت اهتمامها بمشروع محتمل للجامعة، يمكن أن يحدد جرعة الأشعة فوق البنفسجية اللازمة لتطهير الطائرات بين الرحلات الجوية. وأضاف "إنهم يريدون التحرك بسرعة كبيرة".

في حين يتفق الباحثون، بشكل عام، على أن هواء المقصورة الذي يتم استبداله بشكل متكرر، والفلاتر القوية، فعالة في إزالة مسببات الأمراض، إلا أنها قد لا تساعد شخصًا يجلس بالقرب من راكب يحمل الفيروس ويسعل أو يعطس.

وقال تشينغيان تشين، أستاذ الهندسة بجامعة بوردو، الذي ناقش هذا الموضوع مع بوينغ مؤخرًا، إن "التباعد الاجتماعي مستحيل في الطائرة".

وتشير دراسات الأوبئة السابقة، التي تناولت سارس وإنفلونزا الطيور، إلى أن ركاب الطائرة الذين يجلسون بالقرب من حاملي الفيروس هم الأكثر عرضة للخطر. ويقول الخبراء إن مطالبة الركاب بارتداء الأقنعة يجب أن تقلل بشكل كبير من خطر انتشار الفيروس عن طريق العطس أو السعال أو التحدث.

وتؤكد لينسي مار، أستاذة الهندسة في جامعة فيرجينيا تك، التي اتصلت بها إيرباص مؤخرًا للحصول على معلومات حول هذا الموضوع، إنه "إذا كان الجميع يرتدون قناعًا، فلن يكون هناك سوى القليل جدًا (من الفيروس) الذي يخرج في الهواء".

وعززت شركات الطيران جهود التنظيف، مثل تعقيم الحمامات، وطاولات الصواني، والمقاعد بين الرحلات الجوية. كما يقوم البعض بتوزيع مناديل صحية على الركاب.

وتقول المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن انتقال العدوى من خلال لمس الأسطح الملوثة هو أحد أنواع العدوى المحتملة، وإن لم يكن الأولية.

وقد جمعت منظمة النقل الجوي الدولية، وهي مجموعة تجارية، تقارير عن أفراد الطواقم الذين أصيبوا بالعدوى في العمل، لكنها قالت إن من بين 18 شركة طيران رئيسية قامت بمسحها مؤخرًا، لم يبلغ عن أي حالات يشتبه في انتقالها بين الركاب.