الأثنين 2018/12/17

ما حقيقة العلاج بالزيوت العطرية؟

هل لروائح الزيوت العطرية القدرة على تخفيف ألمك أو تحسين حالتك المزاجية؟ هل العلاج بالروائح العطرية مجرد موضة عابرة أم أنه جزء مهم من النهج الشامل للشفاء؟ هل يمثل أنفك ممرًا إلى دماغك؟ في الواقع، فإن الأبحاث العلمية في هذا الصدد محدودة، لكن هناك دراسات قليلة تشير بالفعل إلى أن العلاج بالروائح العطرية يمكن أن يكون مفيدًا. وعندما نأخذ كل ذلك في الاعتبار، فإن ما يهم هو مدى التحسن في شعورك: يفيد العديدون بأن الزيوت الأساسية تساعدهم في الشعور بالتحسن عن طريق الحد من الغثيان أو تخفيف التهاب العضلات أو تعزيز الاسترخاء بعد يوم مُجهد.

* ما الزيت "العطري" على وجه التحديد؟

تُستخلَص الزيوت العطرية من الأزهار أو الفواكه أو الأوراق أو البذور للحصول على "المستخلص" العطري للنباتات التي تأتي منها. وتكون النتيجة هي زيت فائق التركيز يمكن استنشاقه أو التدليك به أو إضافته إلى مستحضرات الغسول أو ماء الاستحمام.

والفكرة وراء هذه العطور النباتية أنها تستهدف مستقبلات الشم في الأنف، ما يتسبب في تأثيرات تمر خلال الجهاز العصبي إلى الدماغ. كما يُعتقد أن بعض الزيوت تحتوي على تأثيرات مضادة للفطريات أو مضادة للجراثيم عندما يمتصها الجلد. وقد تبيع بعض الجهات المصنّعة الزيوت العطرية التي يمكن تناولها داخليًا، إلا أن هذه الممارسة موضع خلاف لأن أبحاث السلامة عليها محدودة.

* هل يمكنه المساعدة في التحكم في الألم؟

ربما. توصل الباحثون الذين يدرسون طب الروائح باعتباره طريقة للمساعدة في تقليل الألم بعد الجراحة إلى أن من يجربونه لا تقتصر فائدتهم على التحكم في الألم بطريقة أفضل، لكنهم يبلغون أيضًا عن شعور أكبر بالرضا العام عن الرعاية التي يتلقونها. تمثل الزيوت الأساسية بالطبع جزءًا واحدًا فقط من خطة التحكم في الألم بعد الجراحة.

كما ذكرت النساء اللاتي دخلن في مخاض أيضًا نتائج إيجابية لاستخدام روائح مثل الزهور واللافندر وبخور اللبان. وبدت هذه الروائح في إحدى الدراسات مفيدة في المساعدة على تخفيف القلق والخوف والحد من الحاجة إلى أدوية خفض الألم.

* هل تساعد الروائح العطرية على النوم بشكل أفضل؟

يساعد شاي البابونج وغسول الخزامى في وقت النوم على دعم النوم بشكل أفضل وفق ما يُشتهر عنهما. كما أفادت بعض الدراسات التي أُجريت على مرضى المستشفيات بالإيجاب على هذا السؤال، فقد تم توثيق دور هذه الروائح في المساعدة على الاسترخاء وتحسين النوم.

وحتى مقدمي الرعاية يمكنهم الاستفادة. ففي دراسة أجريت على الممرضات اللائي يعملن بنظام النوبات المتتالية، نامت المشاركات بشكل أفضل بعد التدليك بالروائح العطرية في نهاية نوبة العمل التي تبدأ من بعد منتصف الليل حتى الساعات الأولى من الصباح.

* ماذا عن عسر الهضم والغثيان؟

يمكن أن يكون عدم الشعور بالراحة في المعدة أثرًا جانبيًا للعديد من الحالات، بدءًا من الحمل وانتهاءً بالسرطان، لكن تشير الدراسات إلى أن الزيوت العطرية يمكنها المساعدة في تجاوز الأمر.

فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بسرطان الدم (اللوكيميا) ممن اعتادوا على استعمال اللافندر أو البابونج أو النعناع باختيارهم قد تعافوا من الغثيان ومن فقدان الشهية.

وفي دراسة أخرى، ساعد زيت النعناع العطري بعض السيدات الحوامل في الشعور بالارتياح من الغثيان والقيء أثناء المخاض. وفي مايو كلينك، تُقدَم لبعض المرضى قطعة قطن عليها قطرة أو اثنتان من زيت الزنجبيل أو النعناع العطري للتخلص من الغثيان.

* كيف تستخدم حاسة الشم في طريقك للشعور بحالة أفضل؟

أيًا كانت الفوائد الصحية للعلاج بالعبير، فاستخدام العطور التي تستمتع بها أو التي تجعلك تشعر بشعور أفضل من الممكن أن تساعدك على الاسترخاء والشعور بأنك اكثر إيجابية. ويقترح الخبراء في مايو كلينك أحيانًا زيت الليمون العطري لعلاج الصداع والتعب العقلي أو اليوسفي لعلاج التململ والاضطراب والغثيان وصعوبة النوم.

* كيفية استخدام العلاج بالعطور بطريقة آمنة

تصبح معظم الزيوت العطرية آمنة عند استخدامها بطريقة صحيحة. لكن من المهم تذكر أن جميع الزيوت العطرية شديدة المفعول، ولا يمكن استخدامها بالطرق نفسها. على سبيل المثال، فالزيت العطري الذي يمكن استخدامه لتعطير المكان قد لا يصلح استخدامه لتدليك الجسم. في الحقيقة، يمكن أن تسبب بعض الزيوت الحمضية حروقًا شديدة إذا تم وضعها على الجلد مباشرة ثم التعرض إلى أشعة الشمس بعد ذلك مباشرة.

ومن المهم اتباع الإرشادات وتخفيف الزيوت المستخدمة بطريقة صحيحة. فعلى سبيل المثال، يمكن وضع قطرات قليلة من الزيت في الماء المستخدم في جهاز الترطيب، أو إضافتها إلى زيت قاعدي محايد، مثل زيت الخضروات أو جوز الهند أو الجوجوبا قبل وضعه على الجلد. ومن الجيد التحدث إلى الطبيب بشأن أي الزيوت العطرية تستخدمها، مثلما يحدث مع استخدام المكملات الغذائية والأعشاب.