السبت 2020/01/25

ماذا تعرف عن الفيروس الجديد المتفشي في الصين؟

تتزايد المخاوف من فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في الصين، رغم إعلان منظمة الصحة العالمية، أول من أمس الخميس، أن من السابق لأوانه "إلى حد ما" إعلان الفيروس حالة طوارئ عالمية، مع تأكيدها أنها تتابع الأمر دقيقة بدقيقة، في حين فرضت الصين إغلاقا صحيا على عدة مدن يزيد عدد قاطنيها عن 25 مليون إنسان.

ويثير تسجيل مئات الإصابات الجديد مخاوف من تفشي المرض، بعد ارتفاع عدد المصابين إلى 830 حالة، بالإضافة إلى 1072 حالة قيد المراقبة، وفق بيان رسمي صيني صباح الجمعة، كما ظهرت حالات في عدة دول أخرى.

* ما هو هذا الفيروس؟ هو نوع جديد من عائلة فيروس كورونا التي تضم عددا كبيرا من الفيروسات. وقد تسبب هذه الفيروسات أمراضا غير مؤذية لدى الإنسان مثل الزكام، لكنها أيضا مصدر لأمراض أكثر خطورة مثل السارس (متلازمة الضائقة التنفسية الحادة).

ويعتقد أن الفيروس، الذي لم يكن معروفا من قبل، ظهر أواخر العام الماضي نتيجة تجارة غير مشروعة في الحيوانات البرية في سوق للحيوانات بمدينة ووهان الصينية. وهذا الفيروس قريب من الوباء الذي تسبب بالسارس عامي 2002 و2003، وأسفر عن 744 حالة وفاة في العالم (بينها 349 في الصين القارية و299 في هونغ كونغ) من أصل 8096 إصابة.

من الناحية الوراثية.. "هناك 80% من أوجه الشبه بين الفيروسين" كما قال البروفيسور أرنو فونتانيه المسؤول عن وحدة علم الأوبئة للأمراض الجديدة في معهد باستور بباريس؛ وكلا الفيروسين يتسببان بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي.

* كيف ينتقل الفيروس؟

أطلعت الصين الأوساط العلمية الدولية على التسلسل الجيني للفيروس الجديد، فهو ينتقل بين البشر. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن حيوانا هو "المصدر الأولي الأكثر ترجيحا" للفيروس، "مع تنقله بشكل محدود بين البشر من خلال الاتصال الوثيق".

ومما يعزز ذلك أن الفيروس اكتشف لأول مرة في ووهان (وسط الصين) لدى مرضى يعملون في سوق لبيع الأسماك وثمار البحر. وأكدت الصين على لسان العالم زهونغ نانشان، العضو الذي يحظى بنفوذ في لجنة الصحة الوطنية، أن الفيروس يتفشى بين البشر.

ودق الفيروس ناقوس الخطر بسبب كم الألغاز المحيط به، ومن السابق لأوانه معرفة مدى خطره ومدى سهولة انتقاله بين البشر بدقة. وليس هناك علاج معروف لهذا الفيروس الذي ينتقل عن طريق التنفس، وتشمل أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس والسعال وتشبه أعراض أمراض الجهاز التنفسي وقد يسبب الالتهاب الرئوي.

وتقول الطبيبة ناتالي ماكديرموت، من جامعة كينغز كوليدج في لندن، إن الفيروس يتفشى عبر قطرات صغيرة جدا تنتشر في الهواء عند العطس أو السعال.

ولتقليل احتمالات العدوى، ينصح بشكل عام بالابتعاد قدر المستطاع عن الأماكن المزدحمة المغلقة، والحرص على التهوية، وتغطية الأنف والفم عند العطس والسعال، وغسل الأيدي جيدا، وعدم مخالطة المرضى الذين يعانون من أعراض تشبه أعراض أدوار البرد والإنفلونزا.

* أيهما أخطر.. كورونا الجديد أم السارس؟

رغم إعلان بعض العلماء أن الفيروس أعراضه أقل خطورة من السارس، خاصة في تأثيره على الرئتين، حيث أعلن العالم زهونغ، الذي ساعد في تقييم حجم تفشي وباء السارس في عام 2003، أنه "يصعب مقارنة هذا الوباء مع السارس"، وأضاف "أنه خفيف ولا تتأثر الرئتان كما يحدث مع السارس".

إلا أن البروفيسور أنطوان فلاهو، مدير معهد الصحة العالمية في جامعة جنيف، صرح بأن "هذا الأمر يثير قلقا أكبر" لأن الأفراد سيتمكنون من السفر قبل كشف العوارض".

* هل يشكل حالة طوارئ صحية عالمية؟

أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس، أنه من السابق لأوانه "إلى حد ما" إعلان فيروس كورونا الجديد حالة طوارئ عالمية، وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم، أن لجنة الطوارئ في المنظمة والمؤلفة من 16 خبيرا مستقلا كانت منقسمة فيما توصلت إليه، مضيفا في مؤتمر صحافي في مقر المنظمة في جنيف: "من دون أدنى شك، هناك حالة طوارئ في الصين... لكن الأمر لم يشكل بعد حالة طوارئ صحية عالمية. قد يصبح كذلك".

وذكر أدهانوم أن الصين اتخذت إجراءات تعتقد المنظمة أنها مناسبة، وأردف قائلا "نأمل أن تكون فعالة وقصيرة المدة.. المنظمة لا توصي بفرض أي قيود على الحدود أو على السفر والتجارة في الوقت الراهن".

وقال بيتر بيوت، أستاذ الصحة العالمية ومدير كلية لندن للصحة الشخصية والطب الاستوائي، إن التفشي وصل إلى مرحلة حرجة، وقال "بصرف النظر عن القرار بعدم إعلان هذا (المرض) حالة طوارئ صحية عمومية تثير قلقا دوليا، سيكون التعاون الدولي المكثف والمزيد من الموارد أمرا ضروريا لوقف هذا التفشي؛ ستحتاج السلطات الوطنية ومنظمة الصحة العالمية إلى متابعة التطورات عن كثب".

ولم تستخدم منظمة الصحة العالمية إعلان حالة الطوارئ الصحية العالمية إلا في حالات نادرة لتفشي أوبئة تستلزم تحركا قويا عالميا، كإنفلونزا الخنازير (H1N1) في العام 2009 وفيروس زيكا العام 2016 وحمى إيبولا التي ضربت غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016 وجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ 2018.

من جهتها، أعلنت بكين أنها تصنف الوباء الجديد في ذات الفئة مع السارس. والعزلة تصبح ضرورية للأشخاص الذين شخصت إصابتهم بالفيروس، كما يمكن تطبيق الحجر الصحي.