الخميس 2016/02/25

قواعد هامة للتعامل مع العقاقير المخدرة

بعكس التصور السائد، هذه الأدوية لا تؤدي إلى إدمان، بمعنى أنه متى زالت أسباب الألم، فباستطاعة المريض الاستغناء عن هذه الأدوية بالتدريج.

وهناك بعض القواعد الهامة في التعامل مع الأدوية المخدرة، نلخصها في النقاط التالية:

1- قد يحتاج المريض إلى جرعات أكبر مع مرور الوقت، وقد لا يستطيع الاستغناء عنها فجأة وبيوم واحد، وهذا شيء طبيعي ولا يعني الإدمان عليها.

معظم هذه الأدوية كالمورفين وغيرها ليس لها حد أقصى كجرعة علاجية، فبعض المرضى يتجاوب مع جرعة صغيرة، وبعضهم يحتاج إلى جرعات عالية تقدر بالمئات يوميا دون أن يتعرض إلى أعراض جانبية تذكر.

لا مانع من إعطاء الأفيونات للمرضى الذين يشكون من صعوبة في التنفس أو لديهم ضعف في أداء الرئتين أو الكلى أو الكبد أو لديهم هبوط في الضغط أو في مستوى الوعي.

إلا أنّ هذه الحالات تعامل بحرص وبجرعات محددة ومن قبل اختصاصي مؤهل.

2- قد يحتاج المريض إلى تناول هذه الأدوية عن طريق الوريد، وذلك إذا كان الألم شديداً، ثم يتمّ بعد ذلك تحويل العلاج إلى الحبوب عن طريق الفم وفق معادلات متّفق عليها.

3- يجب أن يتناول المريض المسكنات على شكلين، جرعات مقررة على مدار الساعة لمنع حدوث الألم، وجرعات تؤخذ عند اللزوم؛ وذلك عند تعرض المريض إلى ألم مفاجئ أثناء اليوم.

4- ينصح أن يبدأ العلاج بجرعة صغيرة نسبيا ثم ترفع الجرعة تبعا لاستجابة المريض. فقد ترفع الجرعة تدريجيا من 10-25% يومياً، وقد ترفع الجرعة بناءً على كمية الجرعة التي يتناولها المريض عند الحاجة، وهذه هي الطريقة الأحوط.

مثال لذلك: إذا كان المريض يتناول جرعة 60 ملغ من المورفين طويل المفعول يومياً، واحتاج في اليوم السابق إلى ست حبات من عيار 10 ملغ أي 60 ملغ يومياً لتسكين الألم الطارئ، فيمكن رفع جرعة المورفين طويل المفعول من 60 ملغ إلى 120 ملغ، حيث تقسم إلى جرعتين أو ثلاث على مدار اليوم.

5- تعتمد الجرعة التي يحتاج إليها المريض عند اللزوم على طبيعة العلاج وطريقة تناولها.. فالمريض الذي يتناول المورفين الطويل الأمد عن طريق الفم يحتاج إلى ما مقداره 10 % من الكمية اليومية كل ساعة عند اللزوم.

فإذا كان يتناول 100 ملغ مورفين طويل المفعول يوميا، فهو بحاجة إلى 10 ملغ مورفين سريع المفعول عن طريق الفم كل ساعة عند اللزوم.

وإذا كان يتناول المورفين عن طريق الوريد بواقع 4 ملغم/الساعة، فيمكن إعطاؤه نفس الجرعة (4 ملغ) عن طريق الوريد كل 10 دقائق عند اللزوم.

وكل هذه الأرقام جاءت بناء على حسابات صيدلانية تتعلق بعمر الدواء في الجسم وغير ذلك.

6- في 5-10 % من الحالات لا يتجاوب المريض مع المسكنات، وعندها يتم اللجوء إلى وسائل أخرى كإبر موضعية في الأعصاب أو الحبل الشوكي لتسكين الألم.

7- قد يحتاج الطبيب لتغيير أحد هذه الأدوية إلى مجموعة أخرى. وهذه لها معادلات خاصة للتّحول من علاج إلى آخر كالمورفين إلى فنتانيل وغير ذلك.

وينصح بتغيير العلاج في إحدى الحالات التالية:

أعراض جانبية قوية لا يمكن تحملها.

عندما تصل إلى جرعات عالية بدون نتيجة.

إذا ثبت أن المريض لديه حساسية من هذه الأدوية.

8- نادراً جداً ما تحصل الأعراض المخيفة، مثل هبوط التنفس والضغط أو الوفاة المفاجئة، إذا أخذ الدواء بالجرعات الصحيحة وبالشكل المعتمد، وعادةً ما يسبق هذه الأمور تحذيرات مثل فرط النوم والهذيان قبل أن تصل إلى عوارض تهدد الحياة، مما يعطي الوقت الكافي لعلاج الأمر قبل أن يتطور.

9- قد يصاحب تناول هذه العقاقير أعراض جانبية مثل الإمساك وتهيج المعدة وجفاف الحلق أو النعاس والنوم، وهذه كلها أعراض بسيطة ومعظمها يخف بعد أن يعتاد المريض عليها باستثناء الإمساك، ومن السهل السيطرة على هذه الأعراض عن طريق تناول علاجات خاصة.

10- ينصح بعدم استعمال مضاد المورفين (نالوكسون) إلا عند الضرورة، فاستعمال هذا الدواء يؤدي إلى شعور المريض بالآلام الشديدة والهياج.

ولذلك يجب استعماله عند تعرض المريض إلى عوارض خطرة نتيجة التسمم بهذه العقاقير، حيث يكون المريض في حالة غياب عن الوعي مع هبوط في نسبة الأكسجين في الدم وضعف التنفس.

11- أما المريض الذي يعاني من زيادة النوم والهذيان دون وجود علامات تهدد حياته، فيمكن توقيف المورفين حتى يتخلص الجسم من المورفين ويعاود المريض نشاطه بالتدريج.
وينصح باستشارة خبير في الألم، في حالة عدم استجابة جسم المريض للدواء أو في حالات حدوث أعراض جانبية خطيرة أو غير محتملة.

12- نادراً جداً ما تحصل الأعراض المخيفة مثل هبوط التنفس والضغط أو الوفاة المفاجئة إذا أخذ الدواء بالجرعات الصحيحة وبالشكل المعتمد.