الأربعاء 2019/12/04

علماء يحذرون.. موجات الحر قد تزيد حالات الولادة المبكرة

حذر علماء من أن موجات الحر قد تزيد عدد الولادات المبكرة، وذلك بعد اكتشاف زيادة حادة لأعداد هذه الولادات في أعقاب ارتفاع درجات الحرارة عن 32 درجة مئوية.

وأوضحت الكاتبة سارة نابتون في تقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، أن باحثين في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس نظروا في سجلات المواليد لنحو 56 مليون أميركي ولدوا بين عامي 1969 و1988، ووجدوا أن الارتفاع في درجات الحرارة دفع النساء إلى الولادة بمتوسط 6.1 أيام قبل الموعد المقرر لهن، مع دخول بعضهن مرحلة المخاض قبل أسبوعين.

وبشكل عام، اكتشف الباحثون أن معدلات المواليد ارتفعت بنسبة 5% في الأيام التي تزيد فيها درجة الحرارة القصوى عن 32 درجة مئوية. وحذّروا من أن المشكلة على الأرجح ستزداد سوءا في أعقاب ارتفاع درجة الحرارة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي مقاله الذي نشرته مجلة "نايتشر كلايمت تشاينج"، قال الدكتور آلان باريكا من معهد البيئة والاستدامة في جامعة كاليفورنيا إنه "تبين لنا أن التعرض للحرارة المفرطة يتسبب في زيادة كبيرة في مخاطر الولادة المبكرة. وتعتبر هذه النتائج مهمة نظرا للأدلة الناشئة التي تؤكد أن صحة الإنسان في مرحلة مبكرة من حياته تخلف تأثيرا دائما على الصحة والإدراك المعرفي".

وأضاف باريكا "بينما نفترض أن تغيّر المناخ سيسبب خسائر الحمل، يعد الحجم الدقيق للتكاليف المستقبلية غير مؤكد إلى حد كبير. وقد تتكيف الأسر مع ذلك في أعقاب تزايد التوقعات بشأن تواتر الظواهر المناخية الحارة، وهو ما من شأنه أن يخفف من التأثيرات على صحة الرضع".

وتابع "في الواقع، نجد أن استخدام مكيّفات الهواء يعتبر إستراتيجية تكيّف فعالة"، مشيرا إلى أنه "نظرا لأن استخدام مكيفات الهواء من شأنه أن يزيد من الانبعاثات، فإن الأمر يتطلب المزيد من البحث لتقييم وجود إستراتيجيات بديلة للتكيّف بالنسبة للنساء الحوامل".

وحذر مكتب الأرصاد الجوية من أن موجة الحرارة الصيفية التي سجلت أرقاما قياسية وتسببت في تلف المحاصيل، ونقص إمدادات المياه، إلى جانب حرائق الغابات في العام 2018، ستكون طبيعية بحلول العام 2050.

من جهة أخرى، يعتقد العلماء أن الحرارة تزيد من مستويات هرمون الإكسيتوسين، وهو هرمون أساسي ينظم بداية المخاض ويسبب التوتر للقلب، مما قد يؤدي إلى ولادة مبكرة.

ومن جهته، قال البروفيسور أندرو شينان "يمكن أن تؤثر درجة الحرارة على وظائف الجسم الأساسية، وهو ما من شأنه أن يؤثر على تدفق الدم والتنفس. لذلك، ينبغي على النساء المحافظة على رطوبة وبرودة أجسامهن في الطقس الحار، فضلا عن تدفئة أنفسهن في الطقس البارد".

من ناحية أخرى قال الدكتور باريكا "لقد وجدنا أن المخاطر كانت ضئيلة في المناخات الأكثر دفئا، مثل لويزيانا. وعلى عكس ذلك، كانت المخاطر مرتفعة في المناخات الباردة، مثل ولاية أوريغون. ولقد درسنا فوائد التكييف الهوائي ووجدنا أن المخاطر تتضاءل في المقاطعات بمجرد حصول السكان على أجهزة تكييف هوائية".

وأشارت الكاتبة إلى أن البروفيسور شينان حذّر من أن بعض النتائج يمكن أن تشوهها حقيقة أن المرأة -على الأرجح- تختار الولادة المبكرة إذا شعرت بعدم الراحة في الطقس الحار.