الجمعة 2020/08/21

حسب دراسات.. القهوة يمكن أن تعزز الأداء الرياضي

نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن فوائد القهوة بناء على تجارب مقارنة ودراسات عديدة، التي بينت أنها لا تقي فقط من عدة أمراض، بل تعزز أيضا نشاط الرياضيين وقدرتهم على التحمل والمنافسة.

وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن العلماء لطالما فتنوا بالبحث في أسرار القهوة. وقد أظهرت دراسات متراكمة المزيد من فوائد الكافيين، الذي يحمي من داء السكري من النوع الثاني، والخرف وألزهايمر والحصى في المرارة، وبعض أنواع السرطان.

كما أنه يحسن حالة الكبد، ويساعد على حرق الدهون. وحتى قشرة القهوة لها فوائد أيضا، حيث أثبتت الدراسات أنها مضادة للالتهابات وتحسن مستوى الأنسولين.

وذكرت الصحيفة أن هناك دراسة جديدة أجريت مؤخرا سلطت الضوء على دور الكافيين في تحسين الأداء الرياضي.

وقد كان من المعروف سابقا أن الكافيين مادة يتم امتصاصها بسرعة في مجرى الدم، وهي تصل إلى أقصى درجات الفاعلية بعد مرور 90 أو 100 دقيقة، ثم يبدأ مفعولها بالتراجع. وبسبب آثارها القوية على الأداء الرياضي، فإن بعض المؤسسات الصحية، مثل الجمعية الأمريكية للرياضيين الجامعيين، بدأت تمنع استهلاكها بكميات كبيرة.

وأضافت الصحيفة أن هناك العديد من الأمثلة على فوائد القهوة. فقد أظهرت دراسة نشرتها مجلة علوم الطب الرياضي الأمريكية أن المشاركين في سباقات الدراجات الهوائية، عندما يستهلكون الكافيين أكثر من الكربوهيدرات والماء، فإن ذلك يؤدي لتعزيز أدائهم الرياضي بنسبة 7.4 بالمائة مقابل 5.2 بالمائة بالنسبة لمن يركزون على استهلاك الكربوهيدرات مثلا.

وتوصل بحث قامت به المجلة البريطانية لطب الرياضة شمل مجموعة من العدائين، إلى أنه خلال سباقات 1500 متر جاءت نتائج من يشربون القهوة بانتظام أسرع بفارق 4.2 ثانية مقارنة بمن يشربون قهوة منزوعة الكافيين.

وبينت دراسة أخرى أجريت حول القدرات العضلية والانطباعات الذهنية أن من يشربون القهوة تقل في نظرهم الجهود المبذولة أثناء الرياضة، وهو ما يحفزهم على الاستمرار وبذل المزيد من الطاقة.

وأشارت الصحيفة إلى تجربة أخرى أجريت في جامعة كوفنتري البريطانية، تحت إشراف الدكتور نيل كلارك، شارك فيها 38 متطوعا نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء، لإظهار تأثير الكافيين على أداء الدراجين.

وقد قدمت للمجموعة الأولى جرعات من الكافيين، فيما تم إيهام المجموعة الثانية بأنها حصلت على الكافيين، ولكنها في الحقيقة أخذت مادة أخرى لا أثر لها على الجسم.

بعد ذلك، خضع جميع المشاركين إلى اختبار تجريبي في قيادة الدراجة لمسافة 5 كيلومترات، وقد كان أداء المجموعة الأولى التي حصلت على الكافيين أسرع من الثانية.

وأضافت الصحيفة أنه خلال هذه التجربة تحسن أداء الدراجين في المجموعة الأولى بواقع 9 ثوان، وهذا الأثر الإيجابي ظهر لدى الرجال والنساء على حد سواء، وهو ما يعني أن شرب القهوة قبل المنافسات الرياضية قد يكون أمرا عمليا.

واعتبرت الصحيفة أن هذه النتائج تعزز الخلاصات السابقة بشأن المنافع الطاقية والجسدية لشرب القهوة. ويقول الدكتور نيل كلارك إن "أدلة كثيرة تشير إلى أن استهلاك الكافيين مفيد للأداء الرياضي، ولكن هذا الأمر لا ينطبق كثيرا على القهوة.

فشرب القهوة منزوعة الكافيين قبل 60 دقيقة من بداية المنافسة قد يحسن قدرة التحمل لدى الرياضيين، ولكن الكافيين يحسن أيضا من سرعتهم وأدائهم".

وأوضحت الصحيفة أن هذا التأثير للقهوة يعود إلى الأثر العكسي الذي تحدثه على مستقبلات الأدونيزين في الدماغ، وهي المادة التي تعزز الرغبة في النوم وتثبط الاستثارة والحماس.

وعندما يتنافس الأدونيزين مع الكافيين يخسر، لأن أغلب المستقبلات في الدماغ تستجيب للكافيين وتصبح أكثر يقظة، وهو ما يسمح للجسم ببذل طاقة أكبر وقوة أكبر أثناء عمليات تقلص العضلات.

كما يعتقد العلماء أن استهلاك الكافيين يجعل ممارسة الرياضة أسهل، ويقلص من الشعور بالألم، وهو ما يمكن الرياضيين من التحرك بشكل أكثر قوة وكثافة.

هذا الأمر يعزز الأداء في الرياضات التي تحتاج إلى تكرار الحركة في عدة مناسبات مثل كرة القدم والتنس، إلى جانب رياضات التحمل مثل ركوب الدراجات الهوائية ورفع الأثقال.

ونقلت الصحيفة عن العلماء أن هناك مجموعة من الأغذية التي أثبتت جدواها في هذا الصدد، مثل العسل والموز والبطيخ. كما أن البطاطا المهروسة مفيدة كمصدر للكربوهيدرات لتحسين الأداء.

ويقول العلماء أيضا إن منتجات الألبان مفيدة للرياضيين، لأنها تحتوي على بروتين مصل اللبن، الذي يعزز نمو الكتلة العضلية وتعافي الألياف في الجسم بعد تعرضها للتمزق عند ممارسة الرياضة.

وبشكل عام، إن اللحوم والسمك ومنتجات الألبان والبيض تحتوي على الليسين، وهو من الأحماض الأمينية التي تساعد على نمو العضلات وتحد من هدم البروتينات في الجسم.