السبت 2019/09/14

حساسية الغذاء.. المسببات وعوامل الخطورة

حساسية الغذاء (Food allergy).. هي رد فعل من جهاز المناعة يحدث مباشرة بعد تناول طعام معين، ويمكن لأي كمية، حتى وإن كانت صغيرة من الغذاء المسبب للحساسية، أن تحفز ظهور علامات وأعراض مثل المشكلات الهضمية أو الشرى أو تورم الممرات الهوائية، فما هي مسببات هذه الحالة؟

* الأسباب

عندما تعاني من حساسية الغذاء، فإن جهازك المناعي يتعرف بطريق الخطأ على طعام معين أو مادة معينة في الطعام باعتبارها شيئًا ضارًا، وعندئذ، يقوم الجهاز المناعي بتحفيز الخلايا لإنتاج أجسام مضادة تعرف باسم الغلوبولين المناعي لتعطيل مفعول الطعام المسبب لها أو المادة الغذائية (مثير الحساسية).

وفي المرة التالية التي تتناول فيها ولو كمية ضئيلة من هذا الطعام، فإن الغلوبولين المناعي يشعر به، ويرسل إشارة إلى جهازك المناعي لإنتاج مادة كيميائية تسمى الهيستامين، فضلا عن غيرها من المواد الكيميائية، في مجرى الدم.

وتتسبب هذه المواد الكيميائية بدورها في ظهور مجموعة من علامات الحساسية وأعراضها، كما أنها مسؤولة عن التسبب في ظهور استجابات الحساسية، والتي تشمل سيلان الأنف وحكة العين وجفاف الحلق والطفح الجلدي والشرى والغثيان والإسهال وصعوبة التنفس وحتى صدمة فرط الحساسية.

ويتم تحفيز معظم أنواع حساسية الغذاء عن طريق بروتينات معينة توجد في:

- المحاريات، مثل الجمبري وجراد البحر وسرطان البحر.

- الفول السوداني.

- المكسرات مثل الجوز.

- السمك.

- البيض.

وبالنسبة للأطفال، عادةً ما يتم تحفيز حساسية الغذاء عن طريق البروتينات الموجودة في:

- البيض.

- الحليب.

- الفول السوداني.

- المكسرات.

- القمح.

* الفارق بين الحساسية وعدم تحمل الغذاء والتفاعلات الأخرى

يسبب الطعام مجموعة من التفاعلات المختلفة في جسم الإنسان، منها حساسية الغذاء، ومنها مجموعة التفاعلات التي تسمى عدم تحمل الغذاء (food intolerance)، ورغم تشابه أعراض عدم تحمل الغذاء مع حساسية الغذاء، لكن اعتمادًا على نوع عدم تحمل الغذاء الذي تعاني منه فقد يمكنك تناول كميات صغيرة من الأطعمة التي ينتج عنها مشكلة من دون حدوث تفاعل.

وعلى النقيض من ذلك، إذا كنت تعاني من حساسية الغذاء بشكلها الفعلي، فإن تناول أي كميات حتى ولو ضئيلة جدًا من الطعام يمكن أن يحفز ظهور رد فعل تحسسي لديك. ونظرًا لأن عدم تحمل الغذاء قد يؤدي إلى ظهور نفس علامات حساسية الغذاء وأعراضها، مثل الغثيان والقيء والتشنج والإسهال، فقد يحدث خلط والتباس بين الحالتين.

من الجوانب الصعبة المثيرة للحيرة في تشخيص عدم تحمل الطعام أن بعض الأشخاص لديهم حساسية ليست من الطعام ذاته ولكن إلى مادة أو عنصر مستخدم في إعداد الطعام. وتشمل الحالات الشائعة التي يمكن أن تسبب أعراضًا يبدو أنها مشابهة لحساسية الغذاء ما يلي:

- غياب الإنزيم اللازم لهضم الطعام بشكل كامل

قد لا يوجد في جسمك كميات كافية من بعض الإنزيمات اللازمة لهضم أطعمة معينة؛ فعلى سبيل المثال، يؤدي عدم وجود كميات كافية من إنزيم اللاكتاز إلى تقليل قدرتك على هضم اللاكتوز الذي يمثل السكر الأساسي في منتجات الألبان، ويمكن أن يتسبب عدم تحمل اللاكتوز في حدوث انتفاخ وتشنج وإسهال وغازات زائدة.

- التسمم الغذائي

في بعض الأحيان، يمكن أن تتشابه أعراض التسمم الغذائي مع أعراض تفاعل الحساسية، وقد ينتج أيضًا عن البكتيريا الموجودة في سمك التونة وغيره من الأسماك التالفة الزيفان أو السم الذي يحفز حدوث التفاعلات الضارة.

- الحساسية من المواد المضافة للطعام

يعاني بعض الأشخاص من تفاعلات هضمية وأعراض أخرى بعد تناول بعض المواد المضافة للطعام؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأملاح حمض الكبريتوز، المستخدمة في حفظ الفاكهة المجففة والسلع المعلبة والنبيذ، أن تحفز حدوث أزمات الربو عند الأشخاص الذين يعانون من الحساسية.

وتشمل المواد الأخرى المضافة للطعام التي يمكن أن تحفز حدوث تفاعلات شديدة كلاً من الغلوتومات أحادية الصوديوم (MSG) والمحليات الصناعية والألوان الغذائية.

- سمية الهستامين

قد تحتوي بعض الأسماك، مثل التونة والماكريل، التي لا يتم تبريدها بشكل صحيح وتوجد بها كميات كبيرة من البكتريا، على مستويات عالية من الهستامين الذي يحفز ظهور أعراض مشابهة لأعراض حساسية الطعام، ولا يصنف هذا ضمن تفاعلات الحساسية، ويعرف بسمية الهستامين أو التسمم الأسقمري.

- الداء البطني (Celiac disease)

على الرغم من أنه يُشار أحيانًا إلى الداء البطني على أنه حساسية الغلوتين، فإنه لا يمثل أحد الأنواع الحقيقية لحساسية الغذاء، ومثل حساسية الغذاء، فإنه ينطوي على حدوث استجابة من الجهاز المناعي، ولكنها تكون عبارة عن رد فعل فريد للجهاز المناعي يتسم بمزيد من التعقيد عن حساسية الغذاء البسيطة.

ويتم تحفيز هذه الحالة المرضية الهضمية المزمنة من خلال تناول الغلوتين، وهو نوع من البروتين يوجد في الخبز والباستا والكعك والعديد من الأطعمة الأخرى التي تحتوي على القمح أو الشعير أو الجودار.

فإذا كنت تعاني من الداء البطني وتتناول أطعمة تحتوي على الغلوتين، فعندئذ يحدث تفاعل مناعي يسبب تلف الجزء السطحي من الأمعاء الدقيقة مما يؤدي إلى عدم القدرة على امتصاص بعض العناصر الغذائية.

* عوامل الخطورة

العوامل التي تزيد من احتمالية إصابتك بحساسية الغذاء تتضمن:

1. التاريخ المرضي للعائلة

يزداد خطر تعرضك للإصابة بحساسية الغذاء، إذا كانت أمراض الربو أو الإكزيما أو الشرى أو الحساسية مثل حمى القش منتشرة في عائلتك.

2. حساسية الغذاء السابقة

قد يتخلص الأطفال من حساسية الغذاء، ولكنها في بعض الحالات تعود في وقت لاحق من حياتهم.

3. أنواع أخرى من الحساسية

إذا كنت تعاني بالفعل من الحساسية تجاه نوع معين من الطعام، فيزداد خطر تعرضك للإصابة بأحد أنواع حساسية الغذاء الأخرى، وبالمثل، إذا كنت تعاني من أنواع أخرى لتفاعلات الحساسية مثل حمى القش أو الإكزيما، فيكون خطر إصابتك بحساسية الغذاء أكبر.

4. العمر

تعتبر حساسية الغذاء أكثر شيوعًا عند الأطفال، وخاصة الأطفال الصغار والرضع، ومع التقدم في السن، ينضج الجهاز الهضمي ويكون جسدك أقل عرضة لامتصاص الغذاء أو العناصر الغذائية التي تحفز الحساسية، ولحسن الحظ، عادة ما يتخلص الأطفال من حساسية الحليب وفول الصويا والقمح والبيض، ولكن من المرجح أن تستمر الحساسية الشديدة وحساسية المكسرات والمحار مدى الحياة.

5. مرض الربو

عادة ما تحدث الإصابة بالربو وحساسية الغذاء معًا، وعندما يحدث ذلك، فمن المرجح أن تكون أعراض حساسية الغذاء والربو شديدة.

أما العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بتفاعل فرط الحساسية (anaphylaxis) فتتضمن ما يلي:

- لديك تاريخ من الإصابة بالربو.

- أن تكون مراهقًا أو أصغر سنًا.

- أن تتناول دواء إيبينفرين لعلاج أعراض حساسية الغذاء لفترة طويلة.

- لا تعاني من أعراض مرض الشرى أو أعراض جلدية أخرى.

* المضاعفات

يمكن أن تتضمن مضاعفات حساسية الغذاء ما يلي:

- فرط الحساسية.. ويمثل تفاعل الحساسية هذا خطرًا على الحياة.

- التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما).. يمكن أن تتسبب حساسية الغذاء في حدوث تفاعل للجلد، مثل الإكزيما.

- الصداع النصفي.. ثبت أن الهستامين، الذي ينتجه الجهاز المناعي أثناء تفاعل الحساسية، يحفز حدوث الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص.