السبت 2016/03/19

“الأخشاب التالفة” تتحول إلى تحف فنية في غزة

يقولون إن الفن وحده هو من يحول الأشياء القبيحة إلى أجملها، وهذا ما حصل مع مجموعة شبان جامعيين في قطاع غزة، صنعت أناملهم من بقايا الأخشاب التالفة، تحفاً تنطق بالجمال، لتغدو مصدر رزق لهم.

المجموعة التي سمّت نفسها بـ"شباب الأعمال"، وتأسست أواخر2014، لم يقتصر هدفها فقط على توفير فرص عمل لأعضائها، بل أيضاً، من أجل قضاء أوقات فراغهم في تنمية مواهبهم المحاصرة مع سكان القطاع.

راكان زملط، (21 عامًا)، أحد هؤلاء الشباب، يقول للأناضول، إنه تعلم هواية صناعة اللوحات والمجسمات الخشبية من والده، ويتم عرضها في بعض متاجر بيع التحف والهدايا.

ويضيف زملط، الطالب في قسم المحاسبة بالجامعة الإسلامية (خاصة)، "جمعتنا الرغبة في العمل، وأن نكون مؤثرين في مجتمعنا، وألا نستسلم للبطالة، وقررنا تأسيس مجموعة شباب الأعمال".

وتضم المجموعة، 8 شبان، تتراوح أعمارهم ما بين 18-28 عامًا، جمعتهم الأخوة، والصداقة والقرابة، حسب زملط.

من شقة غير مكتملة البناء، اتخذ هؤلاء الشبان، فضاءً لإطلاق العنان لمواهبهم، وصناعة منتجات يسوقونها عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وفي زاوية المكان، يعرض الثمانية، مجسمات خشبية على شكل سيّارات، وسفن، ولوحات مختلفة، وآلة عزف قديمة تشبه العود.

وبواسطة فرشاة صغيرة، يقوم الشاب محمود المزعنن، (22 عامًا)، بدهن لوحة خشبية، تشكل قبة الصخرة في مدينة القدس.

يقول المزعنن للأناضول: "واقع الوظائف في قطاع غزة، ليس جيدًا، البطالة منتشرة، قررت أن أجد حرفة يدوية لي بجوار دراستي الأكاديمية، علّها تكون سلاحي الوحيد مستقبلاً إن أخفقت في الحصول على عمل".

ويمضي بقوله "مشروعنا قائم على مبدأ الاستفادة من المواد التي ليس لها قيمة، وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة، وهي في معظمها تحف فنية تعبر عن تراث فلسطين".

وفي مايو/أيار الماضي، اعتبر البنك الدولي، اقتصاد غزة، ضمن أسوأ الحالات في العالم، إذ سجل أعلى معدل بطالة في العالم بنسبة 43% ترتفع لما يقرب من 70% بين الفئة العمرية من 20 إلى 24 عاماً.

ويعتمد أفراد المجموعة في صناعة منتجاتهم، بشكل أساسي على "العمل اليدوي"، كما يقول المزعنن، الطالب في قسم التعليم الأساسي، بجامعة الأقصى (حكومية).

وبعد أن قطع أحمد زملط، بواسطة منشار كهربائي، قطعًا خشبية على شكل أقواس، سيثبتها لاحقًا في مكان عجلات السيارة الخشبية، استطرد حديثه بالإشارة إلى أنه وأصدقائه، بدأوا برأس مال يقدر بـ 2000 دولار أمريكي، تم استرداده بهامش ربح بسيط، يقدر بـ 10%".

وأردف زملط (٢٨ عاماً) وخريج قسم إدارة الأعمال في الجامعة الإسلامية، "لا نفكر حاليًا بالربح المادي الكبير، نرغب في إيجاد موطأ قدم لنا في السوق، وتعلم أساسيات المهنة وإتقانها بشكل كبير"، لافتاً إلى أن الفريق حاول تطوير المشروع، "إلا أن الظروف المادية حالت دون ذلك".

وأوضح أنهم يعرضون منتجاتهم بأسعار رمزية، على مواقع التواصل الاجتماعي، مبيناً أن التواصل مع الزبائن في الخارج (وهو قليل)، يتم عبر إرسال المنتج مع أي مسافر من القطاع، أما الداخل فيتم إيصال الشيء لصاحبه حتى البيت، من خلال أعضاء المجموعة.

ويبلغ سعر المجسم بطول 30 سنتم، 17 شيقل ( 4 دولارات)، أما اللوحة بكافة المقاييس، فيصل سعرها إلى 50 شيقلاً (14 دولارا)، بحسب القائمين على هذه المنتجات.