الجمعة 2019/07/26

أمراض تتحسن على وقع أشعة الشمس

لا شك أن التعرض المفرط إلى أشعة الشمس يجلب معه بعض المخاطر مثل فرط اسمرار البشرة، وحروق الشمس، والتجاعيد، والنمش، والبقع الشمسية، والتباينات في لون الجلد، وسرطان الجلد، ومرض الساد في العين؛ ولكن هذا لا يعني أبدا أن نفزع منها ونتجنب التعرض لها، فهي مفيدة لنا إذا أحسنا التعرض لها خصوصاً أن أجسامنا في أمسّ الحاجة إليها لإنتاج فيتامين "د" الذي يحفز امتصاص الكالسيوم والفوسفور من أجل بناء العظام وترميمها وتقويتها، وبالتالي جعلها أقل عرضة للكسر مع التقدم في خريف وشتاء العمر.

* أمراض تتحسن بالتعرض للشمس

وليست أشعة الشمس مهمة فقط لإنتاج فيتامين "د"، فهي تقدم للجسم فوائد صحية عديدة، وتساهم في تحسين إنذار عدد من الأمراض التي يمكن إدارتها إيجابيا على وقع أشعة الشمس:

1ـ الاكتئاب

لقد بينت البحوث المختلفة أن التعرض المعتدل لأشعة الشمس على صلة مثبتة بحدوث معدلات منخفضة من الاكتئاب عن البالغين، أما السبب فيعود الى أن أشعة الشمس تحرض على طرح الهرمونات الطبيعية المضادة للاكتئاب، خصوصا هرمون السعادة السيروتونين، فالطقس المشمس والمشرق يطلق العنان لطرح كميات كبيرة من الهرمون المذكور، ما يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية، وإلى لجم التغيرات التي تقلل من المؤشرات العقلية التي من شأنها أن تشعل فتيل الحالة الإكتئابية الكامنة.

2ـ الأرق

إذا كان الأرق حليفك في الليل فإن عليك ألا تهمل أشعة الشمس فقد تكون الحصان الذي يجب أن تراهن عليه لأنه يمكن أن يحسن من النوم، ويقلل من مخاطر الوقوع في جحيم الأرق والتعب.. ما هو السر؟ إن السر قد يكمن في الساعة البيولوجية، فهذه الأخيرة تستجيب بقوة لعدد من الإشارات البصرية أهمها أشعة الشمس، فالتعرض القليل لهذه الأشعة يمكن أن يغير من ايقاعات الساعة البيولوجية فتضطرب دورة النوم واليقظة؛ ما ينعكس سلباً على مراحل النوم الطبيعية، لهذا فمن المهم جداً التعرض لكمية مناسبة من أشعة الشمس خلال النهار من أجل ضبط ايقاع الساعة البيولوجية للجسم للحصول على نوم جيد خلال الليل، وتعب أقل خلال النهار، وأيضاً، تساهم أشعة الشمس الساطعة في الصباح الباكر في تنظيم مستويات هرمون الكوتيزول الذي يكون في أعلى مستوياته في هذه الفترة، وهو هرمون مهم من أجل تهدئة وتركيز العقل.

3ـ مرض ألزهايمر

قد يظن البعض أن مرض ألزهايمر يعني فقط ضياع الذاكرة، ونسيان الآخرين بمن فيهم أقرب المقربين.. كلا، ليس هذا فقط ألزهايمر، فهذا المرض يترافق مع كثير من الآثار السلبية مثل التعب، والإثارة، ومشاكل على صعيد النوم، واضطراب القدرات المعرفية وغيرها، ولقد تبين أن مرضى ألزهايمر الذين يتعرضون لكميات وافية من أشعة الشمس هم أقل تعرضاً للآثار السلبية مقارنة بالمرضى الذين لا يتعرضون كفاية لتلك الأشعة، وأيضا، فقد سجل المرضى الذين تعرضوا جيداً لأشعة الشمس نتائج أفضل في الاختبارات العقلية.

4ـ هشاشة العظام

تحض أشعة الشمس على إنتاج فيتامين "د" في الجلد، ويقوم هذا الفيتامين بدور جوهري في امتصاص الكالسيوم وتثبيته في الهيكل العظمي لضمان عظام صحية وقوية تجابه عاديات الزمن خصوصاً عند كبار السن، ويوصي الأطباء بقضاء نحو ربع ساعة تحت أشعة الشمس يومياً للحصول على كميات كافية من الفيتامين من أجل تحسين صحة الهيكل العظمي، ومكافحة أمراض مثل داء الهشاشة، مع العلم أن أشعة الشمس لن تكون مصدراً جيداً لأولئك الذين يعيشون في أماكن مرتفعة، أو الذين هم طريحو الفراش، أو الذين يتجنبون كلياً التعرض للشمس، أو أولئك الذين يفرشون على بشرتهم، واقيات شمسية بانتظام، فعلى هؤلاء أن يتناولوا المكملات الغذائية الحاوية على فيتامين "د" تحت إشراف طبي.

5ـ حب الشباب

هو مرض يضرب البشرات اليانعة عند المراهقين والشباب، وهو غالباً ما يتلاشى مع التقدم في العمر، وتساهم أشعة الشمس إلى حد كبير في التخفيف من عوارض حب الشباب، ولكن يبقى هذا التحسن مؤقت، إذ لا يلبث أن يعود حب الشباب من جديد خلال الأيام أو الأسابيع التالية للتعرض.

6ـ داء الثعلبة

هو مرض جلدي شائع يظهر على شكل مناطق دائرية خالية من الشعر كلياً تشاهد خصوصا في فروة الرأس، ومرض الثعلبة لا يشكل خطراً على حياة أصحابه، إلا أن سقوط الشعر بشكل مفاجئ يثير نوعاً من القلق والهلع لديهم، وتلعب الضغوط النفسية دوراً في اندلاع المرض، وتساعد أشعة الشمس في زرع الطمأنينة في نفوس المصابين بالثعلبة، وتجعلهم أكثر استعداداً لمقاومة التوترات النفسية، وهذا ما يفيد في الحد من تساقط الشعر وتسهيل عملية الشفاء من المرض.

8ـ داء الصدفية

هو مرض جلدي مزعج ومؤلم للغاية يظهر على سطح الجلد في شكل قشور فضية بيضاء سميكة مثيرة للحكة، والتعرض لأشعة الشمس له تأثير ايجابي على مرض الصدفية، إذ تعمل تلك الأشعة على إبطاء دورة النمو السريع للخلايا الجلدية المتورطة ما يقلل من الحيثيات الالتهابية، ويخفف من حدة تشكل القشور المزعجة خصوصاً لدى الأشخاص الذين يشكون من الصدفية الخفيفة إلى المتوسطة، ولهذا ينصح مرضى الصدفية بالتعرض اليومي لفترات قصيرة الى أشعة الشمس، ولكن حذار ثم حذار من التعرض المفرط لأنه يؤدي الى تفاقم العوارض وربما إلى التسبب في دمار الجلد، وحبذا لو تمت استشارة الطبيب قبل البدء بهذه الخطوة.

9ـ الأكزيما

هو مرض مناعي ذاتي منتشر لدى الأطفال والرضع، ولكنه يطاول أيضا 1 إلى 3 في المائة من البالغين، ويظهر المرض في هيئة طفح جلدي وحكة واحمرار والتهاب، وما يزيد الطين بلة في هذا المرض هو أن البكتيريا تعيش على الجلد، خصوصاً المكورات العنقودية الذهبية، وتزيد من حدة الحالة الالتهابية للجلد.. الأمر الذي يقود إلى تفاقم المرض، ومن هنا يعمد الأطباء إلى منع أو علاج التهاب الجلد، ولعل الخبر المفرح في هذا الموضوع هو أن التعرض الحكيم لأشعة الشمس يمكن أن يساعد في هذه المضمار بضرب عصفورين بحجر واحد، فهو يكافح التهاب الجلد والعدوى البكتيرية في آن معاً، وليس واضحاً بعد لماذا يساعد التعرض للشمس في علاج التهاب الجلد للأكزيما، ولكن على ما يبدو أن اللغز يكمن في فيتامين "د" كما تقول احدى الدراسات، فأشعة الشمس تزيد من إنتاج الفيتامين، وهذا بدوره يحفز من إنتاج بروتين نوعي اسمه "كاتليسيدين" CATHELICIDIN يحمي من الالتهابات الجلدية الناجمة عن الفيروسات والبكتيريا والفطريات، وهناك مؤشرات تفيد أن مرضى الاكزيما يعانون من نقص في مستوى هذا البروتين في جلدتهم.

* في المختصر لا تخافوا من أشعة الشمس، ولا تهربوا من المشي تحت وهجها، فالتعرض لها كل يوم مفيد للصحة البدنية والعقلية وللمصابين ببعض الأمراض، وكل ما يتطلبه الأمر هو قضاء بعض الوقت تحت أشعة الشمس.. ليس كثيراً، فقط 10 إلى 15 دقيقة كل يوم، ومن دون إفراط ولا تفريط، وفي مواعيد أصبح يعرفها الجميع.