الثلاثاء 2020/01/14

أسباب انقطاع النفس أثناء النوم ومضاعفاته

متلازمة توقف التنفس أثناء النوم (Sleep apnea).. أحد اضطرابات النوم التي تسبب صعوبات في التنفس وتوقفه فجأة أثناء النوم ليلاً. وهناك عدة أنواع من متلازمة انقطاع النفس أثناء النوم، وأهمها وأكثرها شيوعاً هو ذلك النوع الذي ينتج عن انسداد عضلات الحلق بشكل يعيق التنفس. فما هي الأسباب الأخرى ومن هم المعرضون له، وما ينتج عنه؟

1- أسباب انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم

يحدث انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم عندما ترتخي العضلات في الجزء الخلفي من الحلق. وهذه العضلات تدعم الحنك الرخو، اللهاة، اللوزتين، الجدران الجانبية من الحلق واللسان.

وعندما ترتخي العضلات، يضيق مجرى الهواء أو يغلق عند التنفس، ولا تستطيع التنفس الكافي، مما قد يقلل من مستوى الأكسجين في الدم. وسرعان ما يستشعر الدماغ هذا العجز عن التنفس ويوقظك من النوم لفترة وجيزة حتى تتمكن من إعادة فتح مجرى الهواء. وتكون هذه الإفاقة قصيرة عادةً لدرجة عدم تذكرها.

وقد يصدر صوت شخير أو اختناق أو نهجان. ويمكن أن يتكرر هذا النمط من خمسة إلى ثلاثين مرة أو أكثر كل ساعة على مدار الليلة. وهذه الاضطرابات تعيق قدرتك على الوصول إلى النوم العميق المريح الذي ترغب فيه، وربما تشعر بالنعاس خلال ساعات استيقاظك.

وقد لا يدرك الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم بأن نومهم متقطع. وفي الواقع، يعتقد بعض الأشخاص المصابون بهذا النوع من انقطاع النفس أثناء النوم أنهم ينامون جيدًا طوال الليل.

2- أسباب انقطاع النفس المركزي أثناء النوم

يحدث انقطاع النفس المركزي أثناء النوم، الذي هو أقل شيوعًا بكثير، عندما يعجز الدماغ عن نقل الإشارات إلى عضلات التنفس. فقد تستيقظ من ضيق في التنفس أو صعوبة بالغة في الحصول على النوم أو البقاء نائمًا. وكما هو الحال مع انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، يمكن أن يحدث الشخير والنعاس أثناء النهار.

والسبب الأكثر شيوعًا لانقطاع النفس المركزي أثناء النوم هو فشل القلب، والسبب الأقل شيوعًا هو السكتة الدماغية. ومن المتوقع أن يتذكر الأشخاص المصابون بانقطاع النفس المركزي أثناء النوم الإفاقة التي تحدث خلال نومهم، على عكس الأشخاص المصابين بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.

* عوامل الخطورة

يمكن أن يؤثر انقطاع النفس أثناء النوم على أي شخص. حتى الأطفال تمكن إصابتهم بحالة انقطاع النفس أثناء النوم. ولكن هناك عوامل معينة تزيد من خطر الإصابة بها:

1- انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم

- الوزن الزائد.. قد تتسبب رواسب الدهون حول مجرى الهواء العلوي في إعاقة التنفس. ومع ذلك، ليس كل من هو مصاب بانقطاع النفس أثناء النوم يعاني من زيادة الوزن، فالأشخاص النحفاء قد يصابون بهذا الاضطراب أيضًا.

- محيط الرقبة.. قد يكون مجرى الهواء أضيق عند الأشخاص ذوي الرقبة الأكثر سمكًا.

- ضيق مجرى الهواء.. من الممكن أن تكون قد ورثت ضيق الحلق طبيعيًا. أو تضخمت لديك اللوزتان أو اللحمية مما قد يسد مجرى الهواء.

- كونك ذكرًا.. تتضاعف نسب إصابة الرجال بهذا الاضطراب على الأرجح. ومع ذلك، يزيد خطر إصابة النساء به عند زيادة الوزن، ويرتفع خطر الإصابة أيضًا بعد انقطاع الطمث.

- كبر السن.. يحدث انقطاع النفس أثناء النوم بشكل ملحوظ في كبار السن ممن تخطوا ستين عامًا غالبًا.

- التاريخ المرضي للأسرة.. إذا كان أي من أفراد أسرتك مصابًا بانقطاع النفس أثناء النوم، فقد يزيد خطر إصابتك به.

- العِرق. بالنسبة للأشخاص الأصغر من 35 عامًا، يكون السُود أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.

- تناول الكحوليات أو المسكنات أو المهدئات.. تعمل هذه المواد على ترخية عضلات الحلق.

- التدخين.. المدخنون أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم بثلاثة أضعاف عن غير المدخنين. يزيد التدخين من كمية الالتهاب واحتباس السوائل في مجرى الهواء العلوي. ومن المحتمل انخفاض هذا الخطر بعد الإقلاع عن التدخين.

- احتقان الأنف.. إذا كنت تعاني من صعوبة في التنفس عن طريق الأنف، سواء كان ذلك من مشكلة تشريحية أو حساسية، فأنت أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.

2- انقطاع النفس النومي المركزي

- كونك ذكرًا.. الرجال أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس المركزي أثناء النوم.

- كبر السن.. إن كبار السن ممن هم أكبر من 65 عامًا أكثر عرضة لخطر الإصابة بانقطاع النفس المركزي أثناء النوم، خاصة إذا كانوا يعانون أيضًا من عوامل خطورة أخرى.

- اضطرابات القلب.. إن الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني أو فشل القلب الاحتقاني معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بانقطاع النفس المركزي أثناء النوم.

- السكتة الدماغية أو ورم دماغي.. تضعف هذه الحالات المرضية من قدرة الدماغ على تنظيم التنفس.

* المضاعفات

يعتبر انقطاع النفس أثناء النوم حالة مرضية خطيرة. وقد تتضمّن المضاعفات ما يلي:

- ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل القلب

إن الانخفاض المفاجئ في مستويات الأكسجين في الدم والذي يحدث عند انقطاع النفس أثناء النوم يعمل على زيادة ضغط الدم وإرهاق الجهاز القلبي الوعائي. فإذا كنت مصابًا بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، فإن خطر ارتفاع ضغط الدم (فرط ضغط الدم) لديك يكون أكبر مما لو كنت غير مصاب به.

فكلما زادت شدة الإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم، زاد خطر ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، يزيد انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، بغض النظر هل هناك ارتفاع في ضغط الدم أو لا. وإذا كانت هناك أمراض قلب كامنة، فيمكن لهذه النوبات المتعددة، من انخفاض الأكسجين في الدم (نقص الأكسجة أو نقص التأكسج)، أن تؤدي إلى الموت المفاجئ من حالة قلبية.

وتظهر الدراسات أيضًا أن انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وفشل القلب الاحتقاني، وأمراض الأوعية الدموية الأخرى. وعلى العكس، يعتبر انقطاع النفس المركزي أثناء النوم نتيجة عادةً وليس سببًا لأمراض القلب.

- التعب خلال النهار

إن الاستيقاظ المتكرر المرتبط بحالة انقطاع النفس أثناء النوم يجعل النوم الطبيعي المفيد مستحيلاً. والأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم يعانون غالبًا من النعاس والتعب الشديد وسرعة الانفعال أثناء النهار.

وقد تجد صعوبة في التركيز وتسقط نائمًا في العمل، أو أثناء مشاهدة التلفاز، أو حتى عند القيادة. وقد تشعر أيضًا بالانفعال، أو تعكر المزاج، أو الاكتئاب. وبالنسبة للأطفال والمراهقين الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم، فيعانون من انخفاض مستواهم الدراسي وظهور مشكلات سلوكية لديهم.

- مضاعفات الأدوية والجراحة

يُشكل انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم مصدر قلق أيضًا مع تناول بعض الأدوية والتخدير الكلي. قد يكون الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم أكثر عرضة لحدوث مضاعفات بعد العمليات الجراحية الكبرى بسبب مشاكل التنفس، وخصوصًا عند التخدير والاضطجاع على الظهر.

لذا ينبغي قبل الخضوع لعملية جراحية إخبار الطبيب بالإصابة بانقطاع النفس أثناء النوم والاستفسار عن كيفية التعامل معه. ويعتبر انقطاع النفس أثناء النوم، الذي لم يتم تشخيصه، خطرًا للغاية في مثل هذا الموقف.

- مشاكل الكبد

إن الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم هم أكثر عرضة للحصول على نتائج غير طبيعية في اختبارات وظائف الكبد، وأكثر عرضة لظهور علامات تندب بالكبد.

- أزواج مفتقرة للنوم

إن الشخير بصوت عالٍ يمنع من حولك من الحصول على راحة جيدة ويفسد علاقاتك في النهاية. وليس من الغريب ذهاب الزوج إلى غرفة أخرى أو حتى طابق آخر من المنزل ليتمكن من النوم. فالعديد من أزواج الأشخاص الذين يصدرون شخيرًا أثناء نومهم يفتقرون إلى النوم كذلك.

وقد يشكو أيضًا الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم من مشاكل في الذاكرة، وصداع في الصباح، وتقلب المزاج أو الشعور بالاكتئاب، والحاجة إلى التبول بشكل متكرر ليلاً (التبول الليلي)، وانخفاض الرغبة في ممارسة الجنس. وقد يعاني الأطفال المصابون بانقطاع النفس أثناء النوم، ولم يتم علاجه، من فرط الحركة والذي قد يتم تشخيصه على أنه اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).