الأربعاء 2019/04/24

أدمغة المكفوفين أكثر تطوراً من المبصرين

كشفت دراسة أمريكية جديدة قامت بها جامعة واشنطن أنّ أدمغة المكفوفين تعيد تأهيل نفسها للسماح لهم بتتبع الأجسام المتحركة عن طريق الصوت.

وبحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية يوم الثلاثاء، فلأول مرة يستطيع العلماء تفسير سبب تطور الجهاز السمعي لدى المكفوفين بقدر أكثر من المبصرين.

وقال كيلي تشانغ، أحد مؤلفي الدراسة من جامعة واشنطن: "بالنسبة للأشخاص المبصرين فإن التمثيل الدقيق للصوت ليس بالأهمية ذاتها لأن لديهم البصر لمساعدتهم على التعرف على الأشياء، بينما الأشخاص المكفوفون لديهم معلومات سمعية فقط".

وأضاف: "هذا يعطينا فكرة عن التغييرات الحاصلة في الدماغ، والتي تفسر لماذا يتحسن المكفوفون في انتقاء وتحديد الأصوات في البيئة".

ووجد العلماء أن منطقة في الدماغ تسمى "hMT" تكون أكثر تطوراً عند المكفوفين، وتقوم بالتفاعل بدقة مع أدنى التغيرات الصوتية، ولها قابلية للتفريق بين الأصوات القريبة، ممَّا يساعد المكفوف على رسم صورة في مخيلته للبيئة المحيطة به.

وقال البروفيسور أيون فاين، وهو عالم نفسي بجامعة واشنطن: "إن هذه أول دراسة تُظهر هذه التغييرات في القشرة السمعية".

هذه المنطقة من الدماغ تتلقى معلومات سمعية متشابهة للغاية لدى الأفراد المكفوفين والمبصرين، لكن في الأفراد المكفوفين يجب استخراج مزيد من المعلومات من الصوت، ويبدو أن هذه المنطقة تعمل على تطوير قدرات معززة نتيجة لذلك.

وبفضل هذه المنطقة يتمكن المكفوف من شق طريقه وسط الظلام، فنقرة عكاز على الأرض يبدو صوتها متشابهاً لدينا، لكن بفضل "hMT" يكون الأعمى قادراً على تمييز منطقة من غيرها.