الأحد 2020/08/02

رجل الأعمال اليهودي الإسرائيلي “مردخاي كاهانا” شريك صفقة النفط “الكردي” شمال شرق سوريا

مصادر داخل ميليشيات "ب ي د " الكردية التي تطلق على نفسها اسم قسد "قوات سوريا الديمقراطية" والتابعة لما يسمى "مسد" "مجلس سوريا الديمقراطية" وهو ما يشكل بمجمله "الإدارة الذاتية" التي تحكم مناطق شمال شرق سوريا، تؤكد على صحة الأخبار التي نشرها موقع Al-Monitor الأميركي، حول توقيعها اتفاقاً لبيع النفط المستخرج من مناطق سيطرتها إلى شركة نفط أميركية، كما يمنح العقد الشركة الأمريكية حق استكشاف واستخراج وتطوير حقول النفط، وأن العقد خضع لموافقة " "مكتب مراقبة الأصول الاجنبية في وزارة الخزانة الأمريكية" وأنه تم إخبار مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسة لجنة العلاقات الخارجية بهذه الصفقة عبر "ليندسي غراهام" السيناتور الجمهوري المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأن وزير الخارجية "مايك بومبيو" أبدى موافقته على تلك الصفقة.

تشير وثيقة مسربة من "مجلس سوريا الديمقراطية" بتوقيع " إلهام أحمد" ، أن اللجنة التنفيذية للمجلس، أعطت رجل الأعمال الإسرائيلي اليهودي مردخاي (معطي) كاهانا، حق تمثيل قسد  " في كل المسائل المتعلقة ببيع النفط المملوك من قبل قسد" كما تمنحه "حق استكشاف واستخراج النفط" في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

من هو رجل الأعمال اليهودي الإسرائيلي "مردخاي معطي كاهانا"؟

بحسب ويكيبيديا

مُردخاي (موطي) كاهانا (وُلد 28 شباط/فبراير 1968 في القدس، بالعبرية: מרדכי מוטי כהנא، بالإنجليزية: Mordechai Moti Kahana) هو "رجل أعمال وفاعل خير  إسرائيليّ أمريكيّ يعمل من أجل رفاه لاجئي الحرب الأهليّة السوريّة".

وُلد كاهانا وترعرع في مدينة القدس، في أسرة يهوديّة أصلها في مدينة ياش الرومانيّة، وهو من أنسال الـحاخام المشهور أريه لايب هكوهين هيلر الذي عاش في القرن الـ18. في 1986 تجنّد في سلاح الجوّ التابع لـجيش الدفاع الإسرائيلي. بعد انتهاء فترة خدمته العسكريّة انتقل كاهانا إلى مدينة نيو يورك وأخذ يعمل سائقًا لسيّارة أجرة.

في 2011 أسّس كاهانا شركة Fuel Recyclers LLC - وهي الشركة التي يسميها تقرير المونيتور-التي تهتمّ بتدوير الوقود المستعمل في المركبات المتاحة للاستئجار أو معروضة للمزاد العلنيّ أو مركبات تمّت مصادرتها إثر حوادث سير. وفي نطاق نشاطاتها شغّلت الشركة بضع مئات من ناقلات الوقود المدوّر. أمّا شركة Yellow dog Technologies فاتّهمتها بخرق حقوق الاختراع والتأليف بحيث قدّمت ادّعاءً قضائيًّا ضدّها. في 2013 باع كاهانا كلّ حصّته في الشركة.

أعماله في سوريا

تتابع ويكيبيديا في عرض أعماله في سوريا بأنه "اعتبارًا من عام 2011 يترأّس كاهانا مجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين واليهود الأمريكيين، تسافر إلى أماكن تحشّد لاجئي "الحرب الأهليّة السوريّة" بهدف تقديم المساعدة الإنسانيّة لهم.

في 2014 ساعد كاهانا على إنقاذ عائلة يهوديّة سوريّة، من البقايا الأخيرة للجالية اليهوديّة السوريّة، من ويلات الحرب ونقلها إلى "إسرائيل". وقام كاهانا أيضًا بتمويل زيارة السيناتور الأمريكيّ جون ماكين إلى سوريا ليشاهد عن كثب أوضاع الشعب السوريّ أثناء الحرب. كذلك عمل كاهانا من أجل محاولة الحفاظ على كنيس إلياهو هانبي في حيّ جوبر بمدينة دمشق، وهذا من خلال الاتّصال ببعض عناصر المعارضة السوريّة.

في 2015 ساهم في بذل الجهود لإعادة جيل روزنبرغ، مواطنة إسرائيليّة من أصل كنديّ، والتي سافرت إلى سوريا لتنضمّ إلى قوّات الـبيشمركة الكرديّة في حربها ضدّ تنظيم الدولة. في السنة ذاتها ساعد كاهانا على إنقاذ آخر يهود مدينة حلب السوريّة ونقلهم إلى "إسرائيل" عن طريق تركيا. في 2016 قام كاهانا ومنظمة « عمل الله » بتنسيق نقل أطفال سوريّين مرضى من مدينة القنيطرة إلى مستشفيات إسرائيليّة، وإرجاعهم إلى وطنهم بعد شفائهم مع جهاز طبّيّ وأدوية لمواصلة العلاج.

ترجمة رسالة مسد بتوقيع "إلهام أحمد" إلى "مردخاي معطي كاهانا"

 

"عزيزي السيد معطي كاهانا

المدير التنفيذي لشركة التنمية العالمية

أرجو أن تستلموا هذه الرسالة كقبول رسمي لشركتكم (شركة التنمية العالمية) لتمثل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في كل المسائل المتعلقة ببيع النفط المملوك من قبل قسد، والخاضعة دائماً لموافقة مكتب مراقبة الأصول الاجنبية في وزارة الخزانة الأمريكية

حسب تقديرنا يبلغ انتاج النفط الخام ٤٠٠ ألف برميل

تبلغ القدرة الاستيعابية للانتاج ١٢٥ ألف  برميل يومياً

يتراوح سعر الطن المتري (حوالي ٧ براميل) بين ١٦٠ و ٢٤٠ دولار (أي ٢٢ إلى ٣٥ دولار للبرميل الواحد)

كما نمنحكم حق استكشاف واستخراج النفط في المناطق الخاضعة لسيطرتنا"

ماذا فعلت قسد لتلافي فضيحة هذه الرسالة؟

أولاً: أسقطت اسم مردخاي من الرسالة واكتفت بتسميته ب "موتي" في محاولة للتهرب من شهرة الاسم اليهودي "مردخاي"

ثانياً: جعلت الرسالة موجهة لشركة تبدو وسيطة في العقد هي " شركة التنمية العالمية" حتى لا يظهر اسم شركة Fuel Recyclers LLC التي أسسها "مردخاي" وتقول ويكيبيديا أنه باع حصته فيها لاحقاً.

ثالثاً: يفتح هذا التساؤلات على مصراعيها بين علاقة قسد بتل أبيب، وعن حجم العلاقات القائمة حالياً، وفي المستقبل فيما لو تم بدء أعمال تنقيب واستخراج النفط، وما هي حصة تل أبيب التي ستشتريها من هذا النفط.

في النهاية للتذكير أيضاً فإن سعر برميل النفط ساعة توقيت العقد كانت تتأرجح بين 60 إلى 68 دولار للبرميل الواحد، وهذا يعني أن قسد أعطت مردخاي النفط بقيمة تتراوح بين ثلث ونصف قيمته الحقيقية، وهذا لا يفعله إلا سارق للنفط وليس مالكه الحقيقي.