الأحد 2019/03/24

“داريا .. المكتبة تحت القصف” وثائقي من إخراج صحفية فرنسية

"داريا .. المكتبة تحت القصف" هو عنوان لفيلم وثائقي من إخراج الصحفية الفرنسية "دلفين مينوي"، يتناول مغامرة مجموعة شبّان سوريين قرروا مواجهة الحرب بطريقة مختلفة عبر تأسيسهم مكتبة تحت الحصار الذي تشهده مدينتهم داريا، أغنوا رفوفها بكتبٍ خاطروا بجمعها من بين حطام المباني والمنازل المدمرة.

وبحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك" نقلاً عن صحيفة يني شفق التركية، تبدأ أحداث الفيلم عام 2012 حينما قرر الناشط السوري "أحمد" وأصدقاؤه تأسيس مكتبة تحت الأرض في مدينة داريا التي كانت تتعرض حينها لقصف ممنهج من قبل نظام الأسد، يتواصل الناشط الشاب مع أصحاب المنازل المهجرين من سكان المدينة، ويحصل على الإذن منهم لجمع الكتب من بين حطام منازلهم المدمرة.

"كان هدفنا حماية تلك الكتب والحفاظ عليها من الضياع" يقول أحمد، مضيفاً أنه عمل برفقة 14 ناشطا آخر على جمع تلك الكتب في ساعات الصباح الأولى نظراً لهدوء القصف النسبي الذي كانت تشهده المدينة في ذلك الوقت، ليبقى أمامهم خطر مواجهة القناص، وهو ليس بالأمر الهيّن، إذ يتوجب عليهم مراوغته على الرغم من معرفتهم بقدرته على التنبّؤ بخطواتهم القادمة وهو يراقبهم عبر منظاره.

يتابع أحمد أنهم عازمون على إعادة الكتب إلى أصحابها عقب انتهاء الحرب في سوريا، وتعمّدوا في سبيل ذلك كتابة اسم صاحب الكتاب على الصفحة الأولى منه.

شادي هو ناشط آخر من مدينة داريا، عمل على توثيق عملية تأسيس تلك الفسحة الثقافية الاجتماعية في المدينة عبر كاميرته، بدءاً من جمع أصدقائه للكتب وانتهاءً بفرزها وترتيبها فوق الرفوف.

أثارت المقاطع المصورة التي بثها شادي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اهتمام الصحفية الفرنسية "دلفين مينوي"، وتمكنت من التواصل مع أحمد، الذي حدّثها مطولاً عن تلك المكتبة ومراحل تأسيسها، لتقرر مينوي حينها توثيق فكرة الشبان السوريين بكتاب.

"كانت محادثاتنا تجري وسط ظروف حياتية سيئة للغاية، أصوات القصف كانت متواصلة، ناهيك عن الكهرباء التي تنقطع باستمرار" تقول مينوي، مضيفةً أن وصول شادي إلى اسطنبول جراء التهجير الذي شهدته المدينة، ورؤيتها للمقاطع المصورة التي كان يحتفظ بها، دفعها للتفكير بتحويلها إلى فيلمٍ وثائقي.

كان شادي قد احتفظ بسجلّه المصوّر لما شهدته المدينة على مدار السنوات الأربعة الأخيرة، وقررت مينوي الاستفادة منها لإضافة بُعداً بصرياً عوضاً عن اكتفائها بالكتاب فقط.

لم تكتفِ الصحفية الفرنسية بالمشاهد التي سجّلها شادي في داريا فحسب، بل أثرَت الفيلم ببعدٍ آخر ألا وهو "الهجرة"، وذلك من خلال مرافقتها لشادي وأصدقائه من الناشطين المهجرين في اسطنبول على مدار عام كامل.

"لقد منع نظام الأسد العديد من الكتب التي تتعارض أفكارها مع مصالحه" تقول مينوي للصحيفة التركية، مضيفةً أن بعض العائلات السورية عمدت إلى إخفاء تلك الكتب داخل مكتباتها، وكانت أشبه بالكنز لأولئك الشبّان حينما عثروا عليها، حيث وجدوا أنفسهم أمام كتّاب ومواضيع مختلفة لم يكن لديهم أدنى فكرة حولها.

يجدر الذكر إلى أن قناة فرانس 5 قامت بعرض الفيلم عشيّة الذكرى الثامنة لانطلاقة الثورة السورية.