اختير مشروع "المنضدة السورية" المنظّم من قبل غرفة التجارة في ولاية غازي عنتاب التركية كأكثر مشروع "غير اعتيادي" خلال المؤتمر العالمي للغرف التجارية المنعقد في البرازيل.
ويهدف المشروع، الذي أُطلق بتاريخ 4 نيسان / أبريل 2016، إلى تقديم الخدمات للشركات السورية المسجّلة في ولاية غازي عنتاب (جنوب)، ومساعدة أصحابها على حلّ مشاكلهم من خلال التواصل مع الجهات والمسؤولين المعنيين.
كما تعقد غرفة التجارة في غازي عنتاب تحت سقف المشروع العديد من الدورات التدريبية للاجئين السوريين في مجالات مختلفة في سبيل جعلهم موظفين (عاملين) مؤهلين، لمساعدتهم في الحصول على فرص العمل.
وتحرص الغرفة في إطار المشروع على تقديم المساعدات للسوريين الأعضاء في مجالات مختلفة، منها تأسيس الشركات، والخدمات المصرفية، والمناقصات، إضافة إلى المعاملات المتعلقة بالمواطنة.
وأشار رئيس غرفة التجارة في غازي عنتاب "محمد يلدريم" إلى أن مشروعهم يُعد فريداً من نوعه، نظراً لأنه يضم أول منضدة تعنى بالسوريين بشكل خاص في تركيا، إضافة إلى تمكنه من استثمار ظاهرة الهجرة الكبيرة التي تشهدها الولاية، وجعلها تعود بالنفع على الطرفين (السوريين والأتراك).
وأضاف يلدريم أن مشروعهم يهدف إلى تحسين ظروف اللاجئين السوريين وتطوير ثقافة التعايش المشترك من خلال العلاقات التجارية المتبادلة ما بين الطرفين، لافتاً الانتباه إلى إمكانية تطوير العديد من المستثمرين السوريين موارد اقتصادية جديدة في تركيا بإمكانياتهم الخاصة دون حاجتهم للمساعدات الحكومية.
وتابع أنهم عقدوا في إطار المشروع، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، 46 دورة تدريبية للسوريين في عدة مواضيع مختلفة، منها اللغة التركية، ودورات متعلقة بالأعمال في اللغتين التركية والإنجليزية، إضافة إلى التمويل، والتسويق، والتجارة الخارجية، وتنظيم وإدارة المشاريع.
ولفت يلدريم الانتباه إلى تقديمهم الخدمات الاستشارية الفردية لعشرات الشركات السورية، وإعدادهم منشورات وكتيّبات باللغة العربية حول قوانين وأنظمة العمل في تركيا، إضافة إلى حرصهم على زيارة وتفقّد أنشطة الشركات السورية في الولاية.
كما أشار إلى أن أولوية مشروعهم تتمثل بحماية اقتصاد غازي عنتاب المحلي، من خلال دمج السوريين في بيئة الولاية الاقتصادية، وتدريبهم على القواعد اللازمة لخلق بيئة إنتاج مشتركة تخلو من ظواهر المنافسة غير العادلة.
ولفت الانتباه إلى أن الشركات السورية أسهمت بتطوير وفتح الاقتصاد التركي إلى أسواق جديدة، نظراً لاهتمامها عادةً بقطاع التصدير إلى الدول العربية.
وتابع أنها أسهمت أيضاً في تخفيف عبء اللاجئين السوريين من خلال توفيرها فرص العمل للآلاف منهم.
هذا ويبلغ عدد الشركات السورية المسجّلة لدى غرفة التجارة في ولاية غازي عنتاب اليوم ألف و 987 شركة، فيما كان يبلغ عددها 12 شركة فقط قبل بداية موجة هجرة السوريين إلى تركيا.
ويبلغ مجموع أعداد الشركات التي تضم شريكاً سورياً واحداً على أقل تقدير 15 ألف و 159 شركة في تركيا، وفّرت بدورها فرص العمل لـ 10 آلاف و 46 سورياً، بحسب ما أكدته وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان.
اقرأ المزيد