واصلت أجهزة الأمن المصرية حملات الاعتقال التعسفي لمواطنين في المحافظات، كما تصاعدت الانتهاكات داخل السجون، وأسفرت عن مقتل أحد المسجونين وتدهور صحة آخرين.وتوفي المعتقل ناصر محمد عبد القادر (50 عاماً) صباح أمس الإثنين، داخل المستشفى المركزي في مركز أولاد صقر في محافظة الشرقية، جراء ما تعرض له من إهمال طبي متعمد في سجنه والتأخر في علاجه، حسب التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، التي أكدت أن المتوفي تعرض منذ أيام لجلطة دماغية داخل محبسه في مركز شرطة أولاد صقر، وبعد تدهور حالته الصحية تم نقله منذ يومين لمستشفى أولاد صقر المركزي، وبعدها دخل في غيبوبة منذ مساء الخميس الماضي، وتعنتت وزارة الداخلية في نقله لمستشفى الزقازيق أو أي مستشفى خاص، مما أدى إلى سوء حالته الصحية إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة».وعبد القادر من أبناء مركز أولاد صقر في محافظة الشرقية وتُعد هذه المرة الثانية لاعتقاله منذ 4 شهور، بعد أن قضى من قبل عاما واحدا في السجن، فيما رفضت النيابة في وقت سابق طلبا بإخلاء سبيله لظروفه الصحية.وتعد هذه الحالة الثالثة للقتل بالإهمال الطبي في السجون المصرية في خلال ثلاثة أيام فقط بعد وفاة المعتقل عبد الحليم عبد العظيم عصر الجمعة الماضي في سجن وادي النطرون، والمعتقل حسام وهبة مساء أول أمس الأحد، في محافظة الإسكندرية.وشنت قوات الأمن في محافظة الشرقية، فجر أمس الإثنين، حملة مداهمات استهدفت عددا من منازل أهالي مدينتي ههيا وأبو كبير والقرى التابعة لهما، ما أسفر عن اعتقال ثلاثة مواطنين من مقار عملهم، واقتيادهم لجهة غير معلومة حتى الآن، وهم إبراهيم صابر إبراهيم تم اعتقاله من مقر عمله في الإدارة الزراعية في مركز ههيا، ومحمود علي محمد علي وفتحي النجد. كما اعتقلت قوات أمن الشرقية محمد عزت مدير مركز شباب ههيا سابقاً، أول أمس الأحد، أثناء وجوده في أحد أحياء مدينة ههيا، واقتادته لجهة غير معلومة.يشار إلى أن عزت كان يعمل في إحدى الدول العربية وعاد إلى مصر لقضاء إجازته.كذلك ألقت قوات الأمن القبض التعسفي على خالد هشام الطالب في الفرقة الثالثة في كلية الطب في جامعة المنصورة، السبت الماضي، من منزله واقتادته لجهة غير معلومة، وقد سبق اعتقاله قبل ذلك وقضى في السجن عامين.وقبل استكمال علاجه اعتقلت قوات أمن محافظة الدقهلية، فجر أول أمس، صهيب عماد (19 سنة)، طالب في الفرقة الأولى في كلية الحاسبات، للمرة الثانية من منزله في مدينة المنصورة، واقتادته لجهة غير معلومة كذلك.وسبق أن اعتقل الطالب صهيب في فجر 11 فبراير/ شباط 2014 بعد مداهمة منزله، وكان يبلغ 15 عاماً، وأُحيل لمحكمة الجنايات على خلفية اتهامه في القضية رقم «6675 لسنة 2014 جنايات ثان المنصورة» والمتهم فيها 17 طفلا منهم صهيب والمعروفة إعلاميا بـ»الخلايا الإرهابية» وقضى حكما بالسجن لمدة 3 سنوات.وقد عانى صهيب، وفق التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، أثناء فترة اعتقاله الأولى من مرض الروماتيزم وخلع في الركبة، وأجريت له عملية جراحية داخل محبسه ولكن دون استكمال علاجه، حتى تم الإفراج عنه في فبراير/ شباط الماضي، لتعاود قوات الأمن اعتقاله مرة أخرى قبل أن يستكمل علاجه.وقالت التنسيقية المصرية، إن الحالة الصحية للمعتقل أشرف عبد الفتاح السعدني (42 سنة)، كابتن ومدرب منتخب مصر للعبة التايكوندو، تدهورت خلال الآونة الأخيرة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بحقه داخل محبسه، حيث أنه مصاب بمرض السكر والكبد وقد أجريت له عملية استئصال في الأمعاء، وجراحة في الركبة، دون أن يلقى أي رعاية طبية ما أدى إلى تردي حالته الصحية وإصابته بغيبوبة كاملة منذ يوم السبت الماضي.وأوضحت في بيان أمس، أن إدارة مستشفى قصر العيني رفضت استقبال المسجون لعدم توافر غرفة عناية حالية، ورفضت كذلك إدارة السجن استقباله لخطورة حالته الصحية، ليتم ترحيله إلى مستشفى سجن ليمان طرة، الخالية من أدنى رعاية طبية، وحرمان ذويه من زيارته.يشار إلى أن جلسة النطق بالحكم على المسجون المريض في القضية المعروفة إعلامياً بـ»خلية إمبابة» يوم 27 يناير/كانون الثاني الجاري، أمام المستشار «اجي شحاتة، الملقب بـ»قاضي الإعدامات».إلى ذلك، قرر النائب العام المصري، نبيل صادق، إنشاء إدارة عامة لحقوق الإنسان، بشأن تنظيم السجون والتفتيش الدوري والمفاجئ على أماكن الاحتجاز والسجناء.وأمر في القرار أعضاء النيابة العامة في جميع أنحاء الجمهورية بتلقي الشكاوى والبلاغات والتقارير المتعلقة بحقوق الإنسان، التي تنطوي على مساس بحقوق الإنسان وفحصها ودراستها.وكلف بالتحقيق مباشرة في المهم منها وإعدادها للتصرف، وإحالة باقي الشكاوى إلى النيابات المختصة لاتخاذ اللازم قانونا بشأنها بعد العرض على النائب العام.
اقرأ المزيد