الجمعة 2020/08/07

مسؤول استخباري سعودي سابق يتهم ابن سلمان بمحاولة اغتياله

اتّهم مسؤول استخباري سعودي سابق أمس الخميس وليّ العهد السعودي محمّد بن سلمان بمحاولة اغتياله في 2018، بعد أسابيع على مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في تركيا.

وفي دعوى قضائيّة قدّمها أمس الخميس أمام محكمة فدرالية في واشنطن، اتّهم سعد الجبري محمّد بن سلمان بإرسال فرقة قتل إلى كندا، حيث يعيش في المنفى، بهدف قتله وتقطيع أوصاله بالطريقة نفسها التي قُتل بها خاشقجي، على حد قوله.

وتفيد وثائق الدعوى بأنّه "بهدف إشباع رغبته الشديدة بالقتل، دبّر المدّعى عليه بن سلمان، شخصيّاً، محاولة إعدام لسعد خارج نطاق القضاء، وهي محاولة مستمرّة حتّى اليوم".

وأضاف الجبري أنّ وليّ العهد السعودي يريد التخلّص منه بسبب قربه من محمّد بن نايف الذي حلّ محمّد بن سلمان مكانه في ولاية العهد ولأنه يعرف الكثير عن نشاطات له يمكن أن تلحق ضررا بالعلاقات بين واشنطن والرياض.

وأشارت الوثائق إلى أن سعد الجبري "في وضع فريد يجعل منه تهديداً وجوديّاً لصورة بن سلمان أمام الحكومة الأميركيّة. لهذا السبب، يريد المدّعى عليه بن سلمان موتَهُ".

وكان سعد الجبري في الخارج في حزيران/يونيو 2017 عندما تولى محمد بن سلمان ولاية العهد ووضع محمد بن نايف قيد الإقامة الجبرية.

ورفض المسؤول الاستخباري السابق العودة إلى المملكة خوفا من أن يلقى المصير نفسه هناك، وقد استقر في كندا حيث يعيش أحد أبنائه.

ومنذ ذلك الحين حاولت الرياض اللجوء إلى الشرطة الدولية (انتربول) لاعتقاله، وقال الجبري إن فرقة قتل تضمّ سعوديّين قد تمّ إرسالها إلى الولايات المتحدة للبحث عنه.

وأكد الجبري أنه بعد 13 يوماً من اغتيال خاشقجي في الثاني من تشرين الأوّل/أكتوبر 2018، وصل فريقٌ وصفهُ يضم "مرتزقة شخصيين" لولي العهد في "فرقة النمر"، على حد قوله، إلى كندا.

وأضاف أن الفريق كان يضم متخصصين في الطب الشرعي ومعدات شبيهة بالمجموعة التي قامت بتقطيع جثة خاشقجي التي لم يتم العثور عليها.

وقال الجبري إن المجموعة أثارت شكوك أجهزة الأمن الكندية التي عطلت الخطة، مشددا على أن الجهود لقتله مستمرة، مشيراً إلى أن محمد بن سلمان حصل على فتوى دينية من أجل قتله من رجال دين.

وأضاف الجبري في دعواه أنه تم نقل طفليه في السعودية في آذار/مارس الماضي ولم يسمع عنهما شيئا منذ ذلك الحين.

وأقيمت الدعوى على محمد بن سلمان و12 شخصا آخرين ذكرت أسماؤهم و11 شخصا لم تحدد هوياتهم، لمحاولة القتل خارج إطار القضاء، بموجب "قانون حماية ضحايا التعذيب".

وطالب الجبري المحكمة بتعويضات غير محددة عن "التوتر النفسي الشديد" والقلق وارتفاع ضغط الدم وأمراض أخرى، وكذلك تعويضات عقابية ضد المدعى عليهم.

كما طلب من المحكمة أن تعلن أن المدعى عليهم انتهكوا "قانون الأمم" بموجب قانون يحمي الأجانب المقيمين في الولايات المتحدة من تجاوزات مخالفة للقانون الدولي.

وتفيد الدعوى بأنه "يمكن لهذه المحكمة أن تبدأ إجراءات محاسبة المتهم بن سلمان وعملائه على أفعالهم".

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، أشارت السفارة السعودية في واشنطن إلى أنه ليس لديها أي تعليق على الدعوى في الوقت الحالي.