ما زال قلق الحقوقيين وعشرات الآلاف من الأسر المصرية مستمرًا على حال المعتقلين السياسيين في السجون، بعد مرور ستة أيام على وفاة الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي.
ومنذ وفاة مرسي تعددت شكاوى أهالي المعتقلين من إغلاق جميع السجون في كافة المحافظات أمام أسر المعتقلين سياسيًا، وهو ما وصفه حقوقيون بأنه "حملة عقاب جماعي".
وتشمل الإجراءات والانتهاكات التي تمارسها السلطات المصرية ضد المعتقلين، إغلاق الزنازين وعدم فتحها نهائيًا على مدار أربع وعشرين ساعة إلا لإدخال التعيين" الطعام" وهو طبقًا للأهالي والحقوقيين المعنيين لا يصلح للاستهلاك الآدمي.
ومن بين تلك الانتهاكات منع التريض نهائيًا عن جميع المعتقلين، ويؤكد حقوقيون أن مئات من الحالات المريضة والحرجة في جميع السجون ومنها أمراض السرطان والكبد والقلب والضغط والسكر وغيره ممنوعين من التريض أيضا، وذلك فضلًا عن التكدس الكبير في كل الزنازين والذي يزيد تأثيره الحر الشديد وسوء التهوية.
ومنعت سلطات الانقلاب الزيارات تمامًا عن كل المعتقلين منذ الاثنين في كل السجون، فلا يوجد أي إدخال للطعام أو الملابس أو الأدوية، مع منع العلاج الدوري عن المرضى، وأغلقت العيادات ولم يسمح بذهاب المرضى إلى المستشفيات.
وطبقًا للحقوقي أحمد مفرح، فإن السجون التي ثبت فيها وجود هذه الإجراءات هي منطقة سجون طرة، وسجن وادي النطرون، وسجن برج العرب.
وأكد مفرح أن المعتقلين السياسين الذين حضروا جلسة المحاكمة الأخيرةً الخاصةً بالرئيس مرسي لم يصلوا إلى مقر حبسهم حتى الآن، ولا يعرف عنهم شيء وهم في عداد المعتقلين بمعزل عن العالم الخارجي.
وأكد مفرح أن "المعتقلين السياسيين لهم الحق في التعبير عن آرائهم باستخدام وسائل الاعتصام والإضراب عن الطعام والذي ثبت استخدامه في عدد من المعتقلات تنديدا بما تم في محاكمة مرسي".
ويوم السبت الماضي، أكد عدد من المهتمين بحقوق الإنسان في مصر وخاصة وضع المعتقلين السياسيين، أن عددا من أفراد الأمن في بعض السجون أكدوا عقب وفاة الرئيس مرسي أن إغلاق الزيارة سيكون حتى نهاية افتتاح البطولة، على أن يتم فتحها السبت أول أمس.
وفي اليوم المذكور رفضت السجون إدخال أي زيارات واستمر مسلسل المنع من الزيارة، فيما وصف أولئك المهتمون بأن الوضع وكأن المعتقلين يتم معاقبتهم على وفاة مرسي.
وأوضح مراقبون أيضًا أن الأزمة ليست في إغلاق الزيارات فقط، وإنما في إغلاق "الكانتين أو المقصف" داخل السجن أيضًا، ومنع إدخال الطعام بدون زيارة (الطبلية)، ومنع التريض ومنع إدخال العلاج وإغلاق عيادات السجن.
وأكد حقوقيون أنه يوجد خمسون ألف معتقل سياسي يتم التنكيل بهم منذ أسبوع وممنوعين من كل شيء ولا يوجد أي أنباء عن موعد فتح الزيارات، وأغلب الأسر يذهبون يوميًا إلى السجن لتجربة حظهم مما يزيد من العناء والتكاليف والأعباء عليهم.
فيم أكد آخرون أنه تم فتح بعض السجون لتسجيل أسماء الزيارة، وتم اختيار عدد محدود من الأسر للدخول لمدة 10 دقائق فقط، وهو ما اعتبره حقوقيون ليس فتحا للزيارة ولا تنفيذا لها بموجب القوانين الحاكمة لعمل السجون.
وفي مداخلة هاتفية مع الجزيرة، روت زوجة أحد المعتقلين بسجن برج العرب في الإسكندرية تفاصيل منعها من زيارة زوجها منذ وفاة الرئيس مرسي وقالت: "منعونا من الزيارة تماما أو إدخال الطعام، وذهبنا في اليوم التالي رغم بعد المسافة بيننا وبين سجن برج العرب وأدخلونا الثامنة صباحا لتسجيل الأسماء وحتى الثانية عشرة والنصف قالوا لنا أنتم ممنوعون من الزيارة وأدخلوا الجنائيين ومنعونا نحن أهالي السياسيين من الدخول".
اقرأ المزيد