الأثنين 2019/08/19

خبير: السيسي يقود حملة تطبيع ثقافي مع إسرائيل

قال مستشرق إسرائيلي إن "وزير الثقافة المصري السابق فاروق حسني ما زال يسعى لتقريب العلاقات مع إسرائيل، دون أن يجد في المقابل أحدا إسرائيليا يتحمس لهذه المحاولات، رغم اعتباره بأن الدعوة لمقاطعة التطبيع مع إسرائيل يتعارض مع المصالح المصرية".

وأضاف جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "حسني، وهو أحد أبرز وزراء الثقافة المصريين في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، أمضى 24 عاما في الوزارة، ويعتبر لسان حال سيده في تلك الحقبة، وهو اليوم ابن 81 عاما، أكد مؤخرا حين سئل عن المقاطعة الثقافية لإسرائيل بأن كلمة التطبيع باتت غير ذات جدوى، ومن يتحدث عن التطبيع لم يعد قائما اليوم، ولا يعترف بالوقائع".

وأضاف حسني أننا "تجاوزنا هذه المرحلة منذ زمن، العالم اليوم تحول الى قرية كونية صغيرة، السؤال اليوم حول معارضة التطبيع أصبح شعارا يتردد ليس أكثر، العلاقات مع إسرائيل قائمة اليوم في كل نظرة للسلام، سواء في الثقافة أو الأدب ومجالات أخرى، مما يعتبر مصلحة لنا، وعلينا معرفة كيف يفكر الآخرون، ومحظور أن نبقى أسرى لأفكار عفى عليها الزمن".

وتساءل خوجي، الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية، قائلا "من يصدق هذا الكلام اليوم، الرجل كان في زمن ترؤسه لوزارة الثقافة المصرية رفض أي تواصل وتقارب مع إسرائيل طالما أنها تحتل الأراضي الفلسطينية، ودفع في أحد تصريحاته الشهيرة ضد إسرائيل ثمنا باهظا، حين هدد في 2008 بإحراق كتب باللغة العبرية موجودة في مكتبة الاسكندرية، حيث وبخه مبارك في حينه".

وأشار إلى أن "حسني خسر التنافس لترؤس منظمة الثقافة والتربية والعلوم التابعة للأمم المتحدة-اليونسكو، رغم أن حظوظه كانت كبيرة، لكن منظمات يهودية بالتنسيق مع إسرائيل شنوا عليه حملة إعلامية دعائية لدى الدول الاعضاء في المنظمة، وفي النهاية تم إحباط فرص فوزه لصالح وزيرة خارجية بلغاريا إيرينا فوكوفا".

وأوضح خوجي، محرر الشئون الفلسطينية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، أن "فاروق حسني في الأساس رسام محترف وناجح، حاز على جوائز عديدة خارج بلاده، وفي 1987 عينه مبارك وزيرا في حكومته، وأحد مهامه الأساسية تمثلت بالوقوف حاجزا أمام أي تعبير للتقارب مع إسرائيل، باستثناء التقارب السياسي والعسكري، وبقي في منصبه حتى 2011".

وأوضح أن "ضابط الثقافة الرئيسي في النظام المصري القديم دعا لتغيير جوهري في التفكير المصري فيما يتعلق بمقاطعة إسرائيل، وهو لم يتكلم هذا الكلام بعكس رغبات النظام المصري القائم اليوم برئاسة عبد الفتاح السيسي، لأنه يعلم أن ذلك قد يجعله يدفع ثمنا باهظا، لكنه شعر أن الأجواء السياسية السائدة في مصر تسمح لهذا الكلام اليوم، وأن النفس المعادي لإسرائيل في الصحافة المصرية انخفض قليلا في السنوات الأخيرة".

وأكد خوجي أن "حسني قرأ بالتأكيد مقابلة السيسي مع الواشنطن تايمز في مارس حين سئل عن محادثاته مع بنيامين نتنياهو، فأجاب بأنه يتكلم معه كثيرا، وعن وجود داعش في سيناء، أجاب بأن مصر يجب عليها أن تتفهم مخاوف اسرائيل، وفي ظل أن هناك رئيسا مصريا يتكلم عن نظيره الإسرائيلي بهذه اللغة، فهو يرسل إشارات مفهومة لكل من يعنيه الأمر داخل مصر، بأنه يتفهم الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية".

وأضاف أن "القاهرة تنظر في هذه الأيام للحكومة الإسرائيلية على أنها الجانب المشرق من الكوكب، ويبدو حسني كمن يقدم خدمات لأسياده في تصريحاته هذه لترويج التطبيع مع إسرائيل، وبعد أن التزام بكلام سيده الأول بحظر التطبيع الثقافي مع إسرائيل، فإنه اليوم حين أراد سيده الجديد تغيير موجة حديثه باتجاه إسرائيل، فإنه التزم بذلك أيضا، مما يطرح السؤال: لماذا الآن بالذات؟".

ورجح الكاتب الإسرائيلية فرضية أن تكون تصريحات حسني "تأتي ضمن حملة إعلانية جديدة لنظام السيسي نحو تغيير الخطاب المصري باتجاه إسرائيل من خلال وقف المقاطعة الثقافية لها، وهو توجه يحتاج جيلا كاملا من التعليم والثقافة، رغم ان السيسي في سنوات رئاسته الست أجرى تغييرات بعيدة المدى".

وختم بالقول أنه "رغم أن الجمهور المصري معادي لإسرائيل بالفطرة، وفور سماع اسمها يصدر ردود فعل فورية قاسية، لكن السيسي وحده القادر على إقناع جمهوره المصري ببطلان فرضية المقاطعة لإسرائيل، بزعم أن ما كان مقبولا في سنوات الثمانينات، لم يعد كذلك في الألفية الثالثة".