الأربعاء 2019/07/03

إندبندنت: “حميدتي” يقود السودان إلى هاوية حرب أهلية

قال الكاتب الصحفي أحمد أبو دوح إن الأوضاع الراهنة في السودان تهدد بانقلاب عسكري ثالث وحرب أهلية، في ظل إصرار الجيش والقوات شبه العسكرية المرتبطة به على إجهاض أمل الشعب في تحقيق تحول ديمقراطي في البلاد.

واعتبر أبو دوح -في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت الثلاثاء- أن الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، يمثل أكبر تهديد للثورة ولأمل الشعب السوداني في تحقيق تحول ديمقراطي.

ووفقا للكاتب فإن حميدتي -الرجل غير المتعلم وتاجر الإبل السابق- يرى نفسه خليفة شرعياً لسلالة من الحكام العسكريين في الشرق الأوسط، ولا ينوي تقاسم السلطة مع تحالف قوى الحرية والتغيير المدني المنافس، بل من المرجح أنه سيسعى إلى سجن قادته.

تدخل خليجي

ويرى المقال أن قوى في الخليج -هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- وجدت ضالتها في حميدتي الذي باتت تراهن عليه وتعتبره عبد الفتاح السيسي الآخر، إلا أن تلك القوى فشلت في فهم فرق أساسي بين الرجلين، فالسيسي يتمتع بإجماع الجنرالات حوله، بينما يعتمد حميدتي على نظام هش للردع المتبادل، يتحكم في العلاقة المعقدة بين الجيش والقوات شبه العسكرية الأخرى في السودان المعروفة باسم قوات الدعم السريع.

وبحسب الكاتب فإن هذا يعني أن حميدتي كلما أوغل في استخدام القوة خلال سعيه للوصول إلى السلطة، زاد عدد الأعداء الساخطين الذين يخلقهم في صفوف الجيش.

فالجيش الذي دافع باستماتة عن المتظاهرين المدنيين في نهاية حكم الرئيس السابق البشير وسقط عدد من أفراده خلال الدفاع عنهم، سيكون صبره على قسوة حميدتي محدودا.

ووفقا للكاتب فإن مواصلة حميدتي السعي للاستيلاء على السلطة والانفراد بها دون الالتفات للمخاطر المترتبة على ذلك، قد يقود إلى انقلاب عسكري ضد المجلس العسكري الحاكم وقوات الدعم السريع، وهو ما قد يجر البلاد إلى أتون حرب أهلية دموية.

فحميدتي -الذي يمثل طموحه مركز الأحداث في السودان حاليا، وفقا للكاتب- هو نتاج نظام إقليمي ظهر مع بداية ثورات الربيع العربي عام 2011، تحول فيه الاهتمام بقضايا الشرق الأوسط نحو الصراع الدائر بين دول الخليج وإيران للهيمنة الإقليمية.

واعتبر الكاتب أن أزمة السودان قد تعلم العالم العربي درسا مفاده أن أسلوب الرهان على رجل قوي ليس مضمون النتائج دائما.

وعلق على تصريح لحميدتي يقول فيه "نريد أن نسيطر على الأمور"، بأن من الأفضل السيطرة على حميدتي قبل أن يقضي على الثورة وربما على البلد كله.