الثلاثاء 2021/05/25

هي رسالة للغرب.. الانتخابات المزيفة ليست موجهة للشعب السوري

ملأت ملصقات الحملة الانتخابية لبشار الأسد، شوارع دمشق، إلى جانب الملصقات الدعائية لمنافسين اثنين مغمورين، غير أنه لا يساور أحداً أدنى شك في حقيقة أن الانتخابات المقررة، الأربعاء المقبل، ستمدد رئاسته، برغم عشر سنوات من الحرب التي حولت البلاد إلى خراب.

وبحسب تقرير لوكالة "رويترز"، الاثنين، فإن سوريا، التي تحكمها عائلة الأسد منذ خمسة عقود من الزمن، لا تكاد تشبه الدولة التي تولى الأسد رئاستها في عام 2000، بعد وفاة والده.

وعلى حساب حملته الانتخابية، التي ترفع شعار "الأمل بالعمل"، في "فيسبوك"، قال الأسد: "إذا كانت الحرب تفرض نفسها على جدول أعمالنا، فذلك لا يعني أن تمنعنا من القيام بواجباتنا".

ولكن بالنسبة لمناطق كثيرة من البلاد، فإن العمل لا يكفي حتى لشراء الطعام.

وقال علي حبيب (33 عاماً)، وهو معلم في مدرسة حكومية، لمراسل "رويترز": "هل تصدق أن ثمن شطيرة الشاورما حوالي نصف مرتبي" البالغ 50 ألف ليرة سورية.

بينما قال يونس، وهو مقاتل سابق في ميليشيا مُسلحة في طرطوس غربي البلاد، ذكر اسمه الأول فقط، "استُشهد شقيقاي الاثنان، وما الذي حصلنا عليه؟ لا شيء".

وأضاف: "نعيش الآن ضنك العيش تحت الأسد. كنا نتطلع إليه كقديس. وهو الآن يدفعنا للتحول من مؤيدين صارمين إلى معارضة صامتة"، بحسب "رويترز".

ومن بلدة المعضمية القريبة من دمشق، قال عبد الخالق حسونة، إن "الوضع اليوم ليس أفضل حالاً من الأيام الماضية، عندما كنا نعيش تحت الحصار والقصف". وأضاف: "الوضع كان أفضل منه الآن".

ويرى السجين السياسي السابق المقيم في المنفى بالولايات المتحدة، وائل سواح، أن "البلد الذي يحكمه الأسد هو صور شبحية للبلد الذي كانت عليه سوريا قبل عشر سنوات"، إذ "تغيرت البنية المجتمعية للبلد كما تغيرت هيكلية الاقتصاد والبنية الفوقية".

وحول رسائل الأسد من الانتخابات، أوضح معن عبد السلام، أن "هذه الانتخابات المزيفة ليست موجهة للشعب السوري. هي رسالة للغرب لأنها أخذت نمط وشكل الانتخابات الغربية، حتى تعطى رسالة أننا مثلكم ونشبهكم".