تتسبّب مخلفات الحرب والذخائر والألغام غير المنفجرة في وقوع ضحايا بين السوريين في عموم مناطق البلاد التي شهدت عمليات عسكرية مختلفة منذ عام 2011.
وأمس السبت، أصيب الطفلان، قصي الحسين، وهادي القسوم، بجروح جراء انفجار جسم غريب من مخلفات الحرب أثناء عبثهما به في بلدة عين لاروز جنوبي إدلب، وفق ما أعلن الدفاع المدني عبر معرفاته الرسمية.
وكان ناشطون أفادوا، الجمعة، بإصابة فتى يبلغ من العمر 13 عاماً بجروح بليغة نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في قرية قرطل، الواقعة بالقرب من مدينة عين العرب في الريف الشرقي لمحافظة حلب.ونشر ناشطون إحصائية قالوا فيها إن 132 شخصاً قُتلوا، بينهم 10 نساء و59 طفلاً، جرّاء مخلفات الحرب منذ مطلع يناير/ كانون الثاني 2022. أمّا عدد المصابين فبلغ 206 أشخاص، بينهم 12 امرأة و110 أطفال.
ويقول الناشط أسامة الخلف، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثلاثة أشخاص أُصيبوا، الجمعة، من جرّاء انفجار لغم أرضي في مدينة البوكمال بريف دير الزور"، لافتاً إلى أنّ "اللغم كان مزروعاً في بيت مهجور تعود ملكيته لعائلة الخضر. ونتيجة إصاباتهم البليغة، نُقلوا إلى مستشفى السيدة عائشة في العاصمة دمشق".
وفي 31 مارس/ آذار الماضي، قُتل طفل من بلدة شنان في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب، جرّاء انفجار ناجم عن مخلفات الحرب، علماً أنّه كان يرعى الأغنام عندما عثر على جسم غريب تسبّب في مصرعه.
وفي هذا الإطار، يوضح منسق برنامج الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري محمد سامي المحمد، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الألغام الأرضية من أكثر الأخطار التي تنتج عن الحروب، وضررها قد يمتدّ لعشرات السنين وربّما لمئات مقبلة. وهي تتطلّب جهداً جماعياً ووطنياً لإنجاز عمليات حصر أماكنها وعمليات إزالتها"، وفي ذلك إشارة إلى مدى خطورة عدم إزالة هذه الذخائر والألغام والحاجة الماسة إلى جهات داعمة في هذا المجال.
ووفق بيانات دائرة الأمم المتحدة المتعلقة بالألغام، قُتل وجُرح نحو 15 ألف شخص بسبب المتفجرات في سورية، وأوضح رئيس الدائرة في سورية هابيل هاك جافيد أنّ "الرقم ضخم"، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس في تقرير لها تحت عنوان "مخلّفات الحرب المتفجّرة قاتل خفيّ يتربّص بالسوريين".
وبحسب التقرير السنوي للتحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، فإنّ سورية سجّلت الحصيلة الأعلى في العالم في عام 2020 بعدد ضحايا الألغام الأرضية ومخلفات الحرب، إذ قُتل 2,729 شخصاً جلّهم من المدنيين ونصفهم من الأطفال، فيما بلغ العدد الكلي للمصابين 7,073 شخصاً.