الجمعة 2022/07/22

مخاوف غذائية من شح محصول القمح في سوريا

 

يواجه المزارعون في شمال شرقي سوريا عاما سيئا، إذ يبدو أن محصول القمح المخيب للآمال سيوجه ضربة أخرى للإمدادات الغذائية في بلد يعاني من تغير المناخ والحرب، وذلك بسبب قلة الأمطار ونقص الوقود وارتفاع أسعار الأسمدة.

قال المزارع محمد حسين إنه زرع حوالي خُمس المساحة التي كان يزرعها عادة في هذا الموسم بسبب الصعوبات التي تفاقمت مع ارتفاع أسعار الأسمدة العالمية، أحد الآثار الجانبية لحرب أوكرانيا.

وأضاف حسين (46 عاما): "عم بنعاني من المازوت، شُح المازوت، أسمدة غالية"، وكان يشكو حاله فيما كانت آلة الحصاد تشق طريقها عبر حقل قمح خلفه في قرية قرب مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا.

ويعتبر شمال شرق سوريا حيويا لإنتاج الحبوب في البلاد، لكن السلطات التي تقودها "قسد" والتي تسيطر على المنطقة لا تتوقع أن يلبي محصول هذا العام احتياجات منطقتهم، ناهيك عن إمداد أجزاء أخرى من البلاد.

ويزيد هذا من قتامة الصورة عن إنتاج القمح السوري الذي تراجع منذ انطلاق الثورة في 2011، ما أثار مخاوف بشأن الأمن الغذائي في بلد تقول الأمم المتحدة إن الاحتياجات فيه وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.

وصرح عمران رضا، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سورية، لرويترز، بأن المؤشرات الأولية تنذر بموسم زراعي سيئ آخر بعد انخفاض محصول عام 2021.

ومثلما حدث لمحصول الموسم الماضي، قال رضا إن الحصاد تأثر بتأخر بداية هطول الأمطار وبفترات جفاف موسمية طويلة، والانقطاع المبكر للأمطار كانت له آثار مدمرة.

كما تأثرت المحاصيل بالتغيرات المناخية، بما في ذلك الصقيع والارتفاع الحاد في درجات الحرارة. وقال رضا لرويترز: "ارتفعت تكاليف الغذاء بشكل كبير وانخفض الإنتاج والإمدادات، ومؤشرات حصاد الموسم المقبل مُثيرة للقلق. نحن قلقون للغاية بشأن الوضع العام للأمن الغذائي".

وانخفض إنتاج سوريا من الحبوب من متوسط سنوي بلغ 4.1 ملايين طن قبل الأزمة، وهو ما كان يكفي لتلبية الطلب المحلي، إلى ما يقدر بنحو 1.05 مليون طن في عام 2021، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، التابعة للأمم المتحدة. وبلغ الإنتاج في عام 2020 زهاء 2.8 مليون طن.

وفي حين أن واردات القمح من روسيا، حليفة نظام الأسد، سدت شيئا ما من الفجوة، فإن انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد الممزقة أصبح أكثر حدة من أي وقت مضى منذ بدء الحرب بسبب عوامل، من بينها انهيار الليرة السورية.

يقول برنامج الأغذية العالمي إن 12.4 مليون سوري، أو ما يقرب من 70 بالمئة من سكان البلاد اليوم، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.