الأربعاء 2020/05/13

لماذا أوقفت إيران بناء “مستودع أسلحة متطورة” في دير الزور؟

أظهرت صور حديثة للأقمار الصناعية، قيام إيران ببناء نفق جديد يمكن أن يستخدم لتخزين أنظمة أسلحة متطورة، شرق محافظة دير الزور.

الصور التي نقلتها شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، وأرفقتها بتحليلات استخباراتية، التقطت في 12 ماي وأيار الجاري، وتظهر فيها قاعدة "الإمام علي" التابعة للحرس الثوري الإيراني، في ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود بين سوريا والعراق.

وتظهر الصور -وفق ما نقلت قناة "الحرة" الأمريكية عن "فوكس نيوز"- جرافات عند مدخل النفق الذي يقدر عرضه بنحو أربعة أمتار ونصف المتر.

ويشير تحليل الاستخبارات الذي أجرته شركة "إيميج سات الدولية"، وهي شركة أقمار صناعية مدنية، إلى أن النفق يمكن أن يستخدم لتخزين المركبات التي تحمل أنظمة أسلحة متطورة. وتقول الشبكة الإخبارية الأمريكية إنه تم استخلاص هذا الاستنتاج بالنظر إلى أنفاق مماثلة تم حفرها خلال الأشهر التسعة الماضية في المكان نفسه.

وتضيف "فوكس نيوز" -بحسب "الحرة"- أنه تم قصف أحد الأنفاق، الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من النفق الجديد، في مارس آذار الماضي، ما أجبر الإيرانيين على التوقف فجأة عن عملية البناء.

ويقول محللون في "إيميج سات الدولية" إن بناء النفق الجديد يظهر أن إيران تخطط لمواصلة العمل في هذه المنطقة.

وتتعرض مواقع المليشيات الإيرانية في محافظة دير الزور، بشكل دائم، لغارات يُعتقد أنها من قبل التحالف الدولي. ومؤخراً، يُعتقد كذلك أن الطائرات الإسرائيلية دخلت على خط المواجهة في تلك المنطقة، التي تعد أحد أهم تمركزات "الحرس الثوري الإيراني" والمليشيات التابعة له في سوريا.

ويوم أمس الثلاثاء، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مسؤول غربي لم تسمّه قوله، إن إيران كثفت في الأيام الأخيرة عمليات إعادة تموضع مليشياتها في مناطق مختلفة من الأراضي السورية من دمشق جنوباً إلى دير الزور شرقاً، بما في ذلك عبور بعضها إلى غرب العراق، وسط اعتقاد مسؤولين غربيين أن هذه "التحركات تكتيكية ولا تدل على تغير الموقف الاستراتيجي لإيران في سوريا".

وأوضح المسؤول نفسه أن "الانسحاب التكتيكي" يعود إلى جملة أسباب، هي: "الأزمة الاقتصادية الإيرانية، والقواعد التي فرضها وباء (كورونا)، وتطورات وضع العراق لجهة التوتر مع الولايات المتحدة ، أو ظهور تنظيم الدولة غرباً، والغارات الإسرائيلية التي تكثفت في الفترة الأخيرة، إضافة إلى تراجع حدة القتال في بعض المناطق السورية، والضغوط الروسية، ولفت المسؤول – وفقاً للصحيفة نفسها- إلى أنه في بعض الحالات تقوم ميليشيات إيران الأجنبية بتسليم مواقعها إلى ميليشيات سورية تابعة لطهران.